شهادتي لله

اغتيالات من (تحت الأرض)..!

{ نجا وزير الداخلية المصري اللواء “محمد إبراهيم”، أمس (الخميس)، من محاولة اغتيال بمدينة نصر بالقاهرة، أثناء عبور موكبه باتجاه رئاسة الوزارة في وسط البلد. الوزير اعتبر الحادث عملية إرهابية، متوقعاً (موجة إرهابية) تشبه تلك التي شهدتها مصر في عقدي الثمانينيات والتسعينيات.
{ ورغم أن الوزير المصري قال إنه سيكون (شهيداً) في حالة اغتياله، وأن وزيراً آخر سيأتي بعده ليكمل المشوار، إلاّ أنه لم يسأل نفسه عن الأسباب التي دفعت بعض (المصريين) للتفكير في اغتياله، شأنه شأن وزراء داخلية سابقين في مصر ما قبل الثورة.
{ توقعات اللواء “إبراهيم” صحيحة، لكنه وقادة (الانقلاب) يتحملون كل المسؤولية في إعادة (أم الدنيا) لأكثر من عشرين عاماً للوراء!! يجب أن يواجه نفسه بالحقيقة ما دام عاجزاً عن مواجهة الفريق “السيسي” ليمارسا – منفردين – قليلاً من النقد الذاتي، لعل وعسى أن مصر تعود إلى أمنها واستقرارها الذي عرفناه.
{ في لقائنا مع سعادة القنصل المصري العام بالسودان السيد “معتز مصطفى كامل” على مائدة إفطار رمضان، ضمن نخبة من رؤساء تحرير الصحف السودانية، قلت له: إذا استمر التضييق ومطاردة (الإخوان المسلمين) في مصر، فإن مرحلة (تحت الأرض) ستبدأ، لتنطلق عمليات التفجير والاغتيالات. وقد وافقني الرأي رغم دعمه اللا محدود وحماسته الشديدة للتغيير الذي أطاح بالرئيس المنتخب وأحاله للمحاكمة دون ذنب جناه سوى اكتساحه الانتخابات في مواجهة الفريق “أحمد شفيق”!!
{ إذا كان قادة (الانقلاب) ومؤيدوه من الطبالين في القنوات المصرية، من “محمود سعد” إلى “هالة سرحان” و”معتز الدمرداش” و”لميس الحديدي” و”باسم يوسف” وجوقة الممثلات و(المغنواتية) أمثال “إيهاب توفيق” الذي صار يغني: (الله عليك.. ياسيسي).. إذا كانوا يتوهمون أن (الإخوان) انتهوا.. قتلوا وسحلوا واعتقلوا بالآلاف، فإنهم إذن لا يفقهون شيئاً.
{ هذا تنظيم راسخ، عميق وولود، كلما اعتقلوا (مرشداً) قام في مكانه (مرشد) جديد!! عليهم أن يتعاملوا معه على هذا الأساس.. أن يقدموا السياسة والحوار على السلاح و(البلطجية)، وإلاّ فإن دائرة الدماء والعنف ستظل دائرة، وسيكسب (الإخوان) تعاطفاً شعبياً لا حد له ولا حدود، كلما قتلوا وعذبوا، أكثر مما كسبوا في الانتخابات الأخيرة، وأظنكم لاحظتم أن تظاهرات الأيام الماضية ضمت شباباً من الجنسين، من خارج تيار الإسلاميين.. شباب متحرر يرفض حكم (العسكر) وفتيات (غير محجبات) يطالبن بالحرية وعودة الشرعية!!
{ جمعة مباركة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية