أخبار

بلوزة "أميرة" !!

} تجيد أجهزة حكومتنا صناعة البطولات الزائفة، لمن هم نسياً منسياً في المجتمع.. وتضخ حكومتنا الأرواح في الموتى.. وتصنع من (سراويل) بعض النساء شعارات ومواقف بطولة.. مثل ما صنعت بـ (سراويل) “لبنى أحمد حسين” بطولة.. وكتاب.. وحق لجوء سياسي وهدية مجانية للتيارات العلمانية في الغرب، لتقديمها في محافلهم كمثال لامرأة انتهك حقها في ارتداء ما يروق لها من اللبس.. واليوم الأحد موعد لمحاكمة فتاة أو امرأة لا علم لنا.. اسمها “أميرة عثمان”.. قيل إنها (ناشطة في شنو) الحكومة وحدها تعلم.
} أسألك أخي القارئ وأختي القارئة.. هل (سمعتم) يوماً بـ “أميرة عثمان” (شن نفرها) كما يقول أهلنا في بادية البطانة.. من أين جاءت وإلى أي كيان تنتمي؟! وأي حقل تنشط فيه “أميرة عثمان”..
} قيل إنها ذهبت إلى مكتب أراضي جبل أولياء، في محاولة خاصة بالأراضي، ترتدي ملابس لم ترق لبعض المسؤولين في الأراضي، أو الشرطة أو المحلية.. وتم توقيفها وتوجيه المادة (152) في مواجهتها، وإطلاق سراحها بالضمان.. واليوم ستصدر محاكمتها..
} وقبل انعقاد الجلسة نقدم لكم سادتي صورة افتراضية لما يحدث.. عشرات المحامين من أطياف اليسار والوسط وأدعياء النضال والعنصريين، من الموالين للحركات المتمردة والمنظمات الطوعية، التي ترضع من ثدي السفارات.. ومندوبون لسفارات بريطانيا وهولندا وفرنسا، والنرويج وألمانيا والولايات المتحدة، سيتوجهون اليوم نحو محكمة جبل أولياء.. قد ينوب عن (الخواجة) ذي البشرة البيضاء، أحد أبناء جلدتنا.. ستصوب كاميرات التصوير المرئية والمخفية لتصوير مشاهد المحكمة، وتجلس د. “مريم الصادق” في سيارتها اللاندكروزر خارج المحكمة.. وتدفع الحكومة بتعزيزات من الشرطة لتحيط بالمبنى.. وتقف سيارات أخرى بعيداً عن المنطقة.. عسكر غلاظ شداد على رؤوسهم خوزات من الحديد والبلاستيك.. وتأتي “أميرة عثمان” التي قيل – كما جاء في بعض مواقع التواصل الاجتماعي – كانت ترتدي (بلوزة) بدون أكمام!!، الشيء الذي قدره البعض بأنه سفور ومخالفة للقانون وزي غير محتشم!!
} نفترض أن عسكرياً من السلطة برتبة (صول) كبير في سنه وقور.. دعا “أميرة” بلطف وأبوية، وتحدث معها بصفته (أباً) لفتيات مثلها.. وأنه كأب يسدي إليها نصحاً تربوياً بالإقلاع عن لبس (البلوزة) بدون أكمام..لأن أميرة بنت ناس محترمين، ولا ينبغي لها الظهور في الأماكن العامة، بما لا يليق بأسرتها وأهلها. هل كانت القضية تستحق هذا الزخم الفارغ والمتاجرة الرخيصة بـ (بلوزات الفتيات) و(سراويلهنَّ)؟!
} أي قيمة لرجال محترمين ونساء محترمات، يرفعون (بلوزات) في وجه السلطة، بادعاء انتهاك الخصوصية والتشدد، وغيرها من مفردات البائسين الحائرين.
} سيصبح قاضي جبل أولياء شهيراً جداً، و(تنتاشه) الأقلام ومواقع التواصل الاجتماعي والصحافة الإلكترونية، إذا لم يستبق وزير العدل ورئيس القضاء، المحاكمة، بوقفها والعفو عن المدعوة “أميرة عثمان”، حتى لا تصنع منها المحاكمة اسماً وموقفاً وقضية.
} وقف المحاكمة في مصلحة “أميرة عثمان” لو كانت تعلم، وفي مصلحة جهات عديدة بما في ذلك الرجال، الذين شمروا سواعدهم للاتجار بـ (بلوزة) “أميرة”!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية