حوارات

أمين المكتب السياسي بالحزب الناصري الموحد الأستاذ "ساطع الحاج" في محكمة (المجهر):«2»

ربما يثير اندهاش الكثيرين قيام حزب ذي لافتة ديمقراطية بمساندة وتأييد مؤسسة عسكرية في الإطاحة بالديمقراطية، مثلما ساندت أحزاب تبشر بالديمقراطية – في مصر والسودان – منها الحزب الناصري الموحد، خطوة الإطاحة بالرئيس “مرسي” في مصر وما تلاها من إجراءات تعسفية دموية.
اللبنة الأساسية التي بنى عليها المؤيدون للإطاحة بـ”مرسي” مرافعاتهم هي ما راج عن تقارير نُسبت لـ(قوقل) تقول إن حسابات دقيقة أجراها (قوقل إيرث) أكدت أن عدد المتظاهرين الذين خرجوا يطالبون برحيل “مرسي” يبلغ أكثر من (30) مليون متظاهر، أي يشكلون حوالي ثلث الشعب المصري، ما يضفي صفة الشرعية الثورية على ما حدث!!.
غير أن (قوقل) عبر بيان أصدرته ونشرته قناة الجزيرة، تبرأ من هذه التقارير والتقديرات المنسوبة إليه، وقال إنها غير صحيحة ومحض أوهام.. ما أصاب اللبنة الأولى للمرافعات بالتصدع والانهيار.
حول أحداث أو انقلاب 3 يوليو وتداعياتها، (المجهر السياسي) حاورت الأستاذ “ساطع أحمد الحاج” أمين الأمانة السياسية بالحزب الناصري الموحد.. فإلى مضابط الحوار.

} هل هناك دليل على أن (الإخوان المسلمون) كانت جماعة مسلحة؟
– المليشيات المسلحة للإخوان المسلمين لا ينكرها إلا شخص يريد أن ينكر ذلك يا سيدتي، كما كان يقول المرحوم “محمد طه محمد أحمد” هذه أشياء يعرفها راعي الضأن في الخلاء.. الإخوان المسلمون تنظيم عسكري (ما في كلام).. حتى في السودان، الإخوان المسلمون استعملوا القوة العسكرية لتغيير النظام.. في تجربة الجبهة الوطنية 76 استعملوا القوة العسكرية، وليس الجيش كآلية من الآليات، استعملوها لتغيير النظام.. هذا تنظيم يحتفي بالجانب العسكري، وهو تنظيم شبه عسكري ولا ينكر هذا إلا من يريد أن ينكر الشمس.. وعلى أي حال هم حملوا السلاح الآن وقاوموا مقاومة مسلحة.. قاوموا فض الاعتصام بشكل مسلح الآن.
} قاوموا السلاح بالسلاح؟
– قاوموا السلاح بالسلاح.
} بماذا كنتم تنتظرون منهم أن يقاوموا السلاح؟ طبيعي أن يقاوموا السلاح بالسلاح؟
– لا.. أنت مواطن.. أنت لا تقاوم السلاح بالسلاح.. (أنت كمواطن ما بتقاوم السلاح بالسلاح بأي حال من الأحوال).
} أنتم تلومون الإخوان المسلمين على أنهم قاوموا السلاح بالسلاح ولا تلومون من استخدم السلاح أولاً في فض اعتصامهم؟
– (يا أختي.. السلاح بتاع الدولة.. إذا كان كل مواطن استخدمت الشرطة معه السلاح فرد عليها بالسلاح معناها سنحول البلد إلى فوضى جديدة.. هذا الرأي إذا مشى معناها نحن نريد لمصر أن تصبح صومال ونريد للسودان أن يصبح صومال.. وهكذا).. السلاح يجب أن لا يكون إلا في أيدي الدولة.
} وتستعمله الدولة كما تريد؟
– تستعمله وفقاً للضوابط القانونية الموجودة في كل القوانين.
} ما رأيك في استخدام السلاح في فض الاعتصام في (رابعة العدوية)؟
– (100%).. (100%) (قالها مرتين).. أصلاً ليس عيباً بأي حال من الأحوال.. هذه الجماعة متمردة وربنا سبحانه وتعالى قال هذا الكلام.. هذه فئة بغت.
} بغت لأنها جهرت برأي مخالف؟
– (لا.. دا ما رأي مخالف)، هي حاولت أن تقصي كل القوى السياسية، وأن تلغي الآخر، وعندما أرادت أن تلغي الآخر انقلب هو عليها.
} أرادت أن تلغي الآخر كيف.. بأية وسيلة؟
– طيب.. لماذا خرجت الجماهير يوم 30 يونيو؟ لأنهم عندما أرادوا أن يعملوا الدستور ألغوا كل القوى السياسية الأخرى، وعملوا دستوراً منفردين يعبر عن رأي الإخوان المسلمين.
في سياسات الخارجية والدبلوماسية ألغوا الآخر، وتمت التعيينات في أجهزة الدولة بتمكين الإخوان المسلمين، وعندما أرادوا وضع السياسات مع (حماس) ومع فلسطين وضعوا سياسات تعبر عن الإخوان المسلمين.. كل هذه السياسات تعبر عن الإخوان المسلمين ولا تعبر عن الشعب المصري ولا عن القوى المصرية.. هذه السياسات أضعفت حتى الرقم المصري كرقم أساسي في منطقة الشرق الأوسط، أضعفته على المستوى الخارجي وعلى المستوى الداخلي، وأفقرت المواطنين.. لذلك الذين أعطوك الشرعية خرجوا وسحبوا منك هذه الشرعية.
} المشهد بعد يناير كان هو.. تم انتخاب “مرسي” رئيساً وبعدما حكم سنة واحدة وارتكب مجموعة أخطاء كما تقولون بشعة جداً تناحر الناس بشأن استمراره.. هناك من قال يذهب، وهناك من قال يبقى.. أما كان هنا مخرج من الحالة أفضل من الاستعانة بالجيش؟
– ( ما في زول استعان بالجيش).. بإمكانك أن تقولي أما كان هناك مخرج أفضل من السيناريو الذي يحدث الآن؟
} أما كان هناك مخرج أفضل من السيناريو الذي يحدث الآن؟
– والله شوفي.. كان ممكناً أن يكون هناك مخرج محترم جداً لكن في ظل تعنت الإخوان المسلمين في مصر…!!
} كيف تعنت الإخوان؟
– الإخوان المسلمون أصلاً تعنتوا عندما أصروا على أن (يعملوا دستور) لا يحترم الآخر.
} لكن الدستور أجيز بنسبة تصويت (60%)؟
– عندما أصروا أن يعملوا دستوراً لم يوافق عليه الآخر، إخواننا الأقباط انسحبوا من اللجنة، القوى المستنيرة انسحبت.
} كيف لم يوافق عليه الآخر ونسبة التصويت عليه كانت (60%)؟
– (يا أستاذة.. أصلاً نحن اتفقنا قبل 25 يناير أن نعمل دستور كيت وكيت وكيت.. وبعد شوية عندما عملوا مجلس الشعب اكتشفوا أن موازين القوى ممكن تكون معاهم، وعندما جاءت موازين القوى معاهم تنكروا للقوى السياسية الأخرى).
} طيب لو موازين القوى كانت معهم أين المشكلة في هذا؟
– (موازين القوى عندما تكون معك ما تلغي الآخرين.. هو عندما وجد أن موازين القوى معه ما احترم الآخر).
} أنت تعني ميزان القوى داخل مجلس الشعب أم خارجه؟
– داخل مجلس الشعب.
} طيب أين المشكلة في هذا.. (لو موازين القوى داخل مجلس الشعب معه المشكلة وين)؟
– لما وجد الشعب المصري يقف معه.. نحن نقول لك حقيقة الشعب المصري وقف معه.. نحن اعترفنا بـ”مرسي” ولم يكن لدينا أي خيار آخر غير أن نعترف بـ”مرسي” هو يمثل إرادة الـ(12) مليون الذين انتخبوه أو إرادة الـ(50 نفر).. وبعد ذلك بدأ التراجع.. عندما وجد أن ميزان القوى في صالحه (ما احترم الذين أعطوه هذه الأصوات).. تنكّر لهم.
} كيف تنكّر لهم؟
– (عندما جئنا نتكلم عن دستور يعبر عن كل المصريين قال لا أنا أتكلم عن دستور يعبر عني أنا بس).
} طيب.. لماذا صوتوا له بنسبة (60%) إذا كان هذا الكلام صحيحاً؟
– هو طبعاً.. شوفي يا أستاذة “سوسن”..
} مقاطعة.. مساكين كانوا؟
– (لا.. مش مساكين.. ما أصلو صورة التصويت في العالم الثالث اللعب بالنتائج وكذا).. الإخوان المسلمون مهندسون في هذا التزوير.
} لكن لم يقل أحد إن نتائج التصويت كانت مزورة؟
– شوفي.. على أيّ حال، تزوير النتائج وإبرازها بما ليست عليه وتزوير الإرادة الشعبية، الإخوان المسلمون كانوا دائماً مهندسين بارعين في هذا الأمر، عاشوا معنا في السودان، وكان بعضهم يغيرون النتائج على مستوى الاتحادات وعلى مستوى النقابات وعلى مستوى الدولة وعلى كل مستوى.. لا تقولي انتخابات حرة.. لم تحدث انتخابات حرة ونزيهة.
} لكن المصريين أنفسهم لم يقولوا هذا.. (ما في كلام مثل هذا طلع منهم.. قالوا كانت حقيقية ونزيهة)؟
– شوفي يا سيدتي.. ممتاز.. أنا أتفق معك على أن (60%) قالوا هذا دستور.. “مرسي” لم يسقط اعتباطاً.. وسواء الإرادة السياسية استعانت بالجيش أم لم تستعن “مرسي” كان سيسقط.. سيسقط، لأن الجماهير خرجت إلى الشوارع ورفضت أن ترجع في يوم 30 ويوم 1 ويوم 2.. الحياة توقفت تماماً في مصر.
“حسني مبارك” كان رجلاً- مهما كان- ذكياً لأنه عرف أنه لن يستطيع الاستمرار، لكن هؤلاء ضربوا بمصر وبمصالح مصر عرض الحائط، لأن مصالحهم فوق مصالح مصر.
} أستاذ “ساطع”.. هل هناك ما يبرر الانقلاب على الديمقراطية والمحرقة التي حدثت في (رابعة) بمباركة منكم؟
– لا.. نحن لا نبارك.. الموت أياً كان لا نباركه.. نحن أيضاً لا يمكن أن نسمح أو نرى أن هناك فئة بغت ونجلس نتفرج.
} فئة بغت بالرأي؟
– (مش بغت بالرأي.. بغت بالقول، وبغت بالفعل، وعملت تخريب حقيقي في المنطقة).. وعلى أي حال نعتقد أن السودانيين (أكثر ناس مؤهلين للكلام ده) لأننا نحن في السودان مكتوون بنار الإخوان المسلمين و(أكثر ناس فاهمنهم)، سياساتهم الآن بعد (25) سنة في مشروعهم الحضاري أفقرت السودان اقتصادياً وسياسياً، وفككته اجتماعياً و(بهدلته) تعليمياً و(انتهت منه) صحياً.. وأنت تعلمين أن (80%) من سكان السودان تحت خط الفقر.. (ومطرة واحدة في الخرطوم خلتنا كلنا في السهلة).
لم يحدث انقضاض على الديمقراطية في مصر بأي حال من الأحوال.. حقيقة ما حدث هو تأكيد للتجربة الديمقراطية.

 < نواصل <

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية