قضايا الناس في نظر «الـخضر»
} لقاءات قضايا الناس التي أقامها والي الخرطوم الدكتور “عبد الرحمن الخضر” في شهر رمضان المعظم المنقضي، هي فكرة جميلة ورائعة، ولكنها لم تنفذ بالطريقة الصحيحة.
} وبما أن والي الخرطوم المحترم كان قد ذكر في أحد تلك اللقاءات أن الهدف منها الخروج برؤية واضحة حول قضايا الناس في كل المحليات، وأنهم قد يجدوا من خلالها نصيحة أو مقترحاً لهم، فإنني هنا أبدي بعض الملاحظات والنصائح.
} أولاً: بما أن تلك اللقاءات الغرض منها معرفة قضايا الناس، فكان من المفترض أن تقام بحضور عدد من سكان الأحياء في المحلية المعنية، إضافة إلى رؤساء اللجان الشعبية الملتصقين بقضايا مناطقهم. ومن ثم دعوة المسؤولين المختصين. لا أن توجه الدعوات فيها للبرلمانيين وتتاح فرصة الحديث لهم دون غيرهم.
} ثانياً: كان يمكن لوالي الخرطوم أن يدعو برلمانيي كل محلية ومعتمدها بمكتبه، ومن ثم مناقشة الأداء بدلاً من الإعلام والإعلان عن لقاء جامع لقضايا الناس، وموسيقى واحتفال، وفي نهايته يقبض الناس السراب. مع أن اللقاء يوهم الناس (من كثرة الحشد الخاص له) بأن قضاياهم ستجد الحل الناجع فوراً وعلى التو. لأن حديث البرلمانيين دون غيرهم في لقاءات قيل إنها تتحدث عن قضايا الناس يفرغها من معناها الحقيقي ويجعلها وكأنها حشد لرؤية الوالي بين رعيته ليس إلا.
} وليقل لي الوالي “الخضر”: ما الفائدة التي جناها الناس من الساعات الطوال التي قضوها يستمعون فيها للنواب وهم يتحدثون عن قضايا هلامية تحتاج إلى أعوام وأعوام لتنفيذها؟! أنا شخصيا شعرت بأن القصد في المقام الأول إعلامي وترويجي للوالي وحكومته، لأن النواب يمكن أن يعرضوا قضاياهم في المجلس الوطني وفي المجلس التشريعي لولاية الخرطوم، ولا يحتاجون للحديث في مثل هذه اللقاءات التي من المفترض أن يتحدث فيها أعضاء اللجان الشعبية والمواطنون العاديون، لأنهم الأدرى بقضاياهم على حدود منطقتهم، وبعدها يمكن للوالي أن يقوم بدعوة المختصين لمناقشة قضاياهم ومساءلة وزراء حكومته في حالة التقصير.
} الانتخابات تبقى لها أقل من عامين، وتوقع الناس أن تبذل حكومة الدكتور “عبد الرحمن الخضر” الكثير لصالح المواطنين، لتبرهن أنها أهل للحكم والأكفأ. ولكن “الخضر” في أول امتحان حقيقي، وبدلاً من أن يكون بين المواطنين في الأوحال وداخل السيول، استقل طائرة وتفقد بها المتضررين بعيداً عن الأخطار. وهذا الفعل خصم كثيراً من رصيده.. إذ كان من أوجب واجباته أن يخوض في مياه السيول.. يواسي ويؤازر ويتفقد.
} توقع الناس من الوالي أن يكون فور وقوع الأضرار بين سكان “المرابيع” و”الكرياب” المنكوبين. وعندها كان سيجد الاحترام والتقدير من جميع مواطني الخرطوم الذين كانوا سيرددون بفرح غامر (الراعي مسؤول عن رعيته).
} إن السيول والامطار التي عمت السودان في الأيام الماضية برهنت أن السودان يحتاج الى الكثير والكثير جداً ليكتسب صفات ومقومات الدول المتقدمة.
} انتهى البيان