العام الدراسي .. الحصة (سباحة)!!
} يبدو أن وزارة التربية والتعليم – حفظها الله وأبقاها لتنفيذ (السياسات العليا)!! – تريد لأبنائنا الطلاب (في المدارس الطرفية طبعاً) أن يعتادوا على الدراسة في كل البيئات!! في الفصول أو في (الخيام).. داخل الأسوار أو (في الصقيعة)!! لا يهم.. المهم أن (الحكومة) تريد أن تثبت أن كارثة الأمطار الأخيرة (ولا حاجة).. وهي (قدها وقدود).. ولا يهم في سبيل ذلك أن يعاني الطلاب.. بمن فيهم الصغار في (الصف الأول)!!
} أي سياسات هذه التي تمارس على جيل الغد؟! كيف يتم استئناف العام الدراسي وعدد من الفصول والأسوار منهارة في مدارس بعدد من المحليات؟! أين سيجلس الطلاب؟! في خيام أم (عريشة)؟! كيف سيتم تلافي الأخطار المحتملة في البيئات (الناقصة).. من سيكون المسؤول لو انهارت (أدبخانة) بأحد أو عدد من الطلاب؟! من يتحمل المسؤولية لو (خاض) طالب في مياه الأمطار وجرح أو كسر قدمه؟! كيف سيمارس فلذات أكبادنا نشاطهم في الفسحة وحصص الرياضة.. هل (يسبحون)؟!
} كان الأجدر بوزارة التربية والتعليم أن تخرج للمواطنين (أهالي الطلاب) بإحصائيّة دقيقة، توضح الأضرار التي حدثت في كثير من المدارس.. ثم تخبرهم بالجهود والمعالجات التي تمت.. من (إنشاء) للفصول والأسوار المنهارة وردم للمياه المتجمعة والتأكد من صلاحيات الأدبخانات – ولا أقول دورات المياه. وعندها يبعث الأهل بأبنائهم إلى مدارسهم وهم مطمئنون.. أما أن تعلن (ببساطة) استئناف الدراسة.. فهذا لا يستقيم.
} التربية والتعليم وزارة حساسة.. وذات مسؤولية تاريخية.. وارتباطها بـ (السياسة) – أيا كانت حساباتها – أمر شائن وقبيح ولا يجوز.. فالرأي الفني (التربوي التعليمي) يجب أن يكون هو (الحاكم) في أضابيرها.. يخضع (كل أمر) لميزانه.. فإذا اتفف والمقصد من العملية التربوية والتعليمية فأهلاً به.. وإلا ضرب به عرض الحائط.
} التربية والتعليم في بلادنا ينقصها الكثير جداً.. وهذا بسبب نصيبها (الضئيل) من ميزانية الدولة.. الأمر الذي انعكس على أدائها وأفسح المجال للمدارس الخاصة.. علها تقدم للأسر عملية تعليمية متكاملة.. وهذا في عموم الحال.. والآن زاد طين (البيئة التعليمية) بلة بالأمطار والسيول الأخيرة التي ضربت الولاية.. ولم نكن ننتظر من وزارة التربية والتعليم أن (تجتهد) في أن يكون رأيها (مطابقاً) لرأي الدولة التي رفضت إعلان أن البلاد تمر بحالة كارثة.. وكان الأحرى بها أن تطالب الحكومة بصيانة جميع المدارس التي تضررت.. أو هي (مضطرة) لتأجيل العام الدراسي بأكمله.. فالأمر لا يحتمل (المجاملة)؟!
} ولا تنسوا أن أغلب المدارس التي تضرّرت هي في (الأطراف).. ولا يدرس بها أبناء مسؤولين ولا وزراء.. فلا تجعلوا المواطن يشعر بأن في الأمر (خيار وفقوس).. الأمر الذي (يباعد) بين المواطن وحاكميه.
تحياتي..