الديوان

سفير (جيبوتي) في دردشة رمضانية: أكلت العصيدة في رمضان وسمعت عن الكسرة

بمناسبة حلول الشهر الفضيل، يطل علينا عبر نافذة رمضان وعن (جيبوتي) والسودان ورمضان، طاف بنا سعادة سفير دولة جمهورية (جيبوتي) بالخرطوم “حسن علي”، فكان اللقاء الشائق الذي تحدث فيه بلكنة (عربية يمنية) تخللته بعض العبارات الفرنسية.
{ في البداية قلنا له.. عرفنا بنفسك واحكي لنا عن بلدك؟ 
–    اسمي “حسن علي حسن”، تدرجت في العمل الدبلوماسي من داخل بلادي (بالخارجية)، وأولى محطاتي الدبلوماسية كانت بفرنسا، حيث عملت فيها قنصلاً قائماً بالأعمال لـ(جيبوتي) لمدة عشرة سنوات، بعدها عدت إلى (جيبوتي) ومنها ذهبت إلى (اليمن) وعملت فيها في وظيفة قنصل، وبقيت في (صنعاء) لمدة تسع سنوات وشهدت اندلاع الثورة اليمنية الأخيرة وما تبعتها من أحداث وتفاعلات، بعدها ابتعثت سفيراً للسودان.
{ كيف وجدت السودان؟
–    منذ الوهلة الأولى أحسست وكأني في بلدي (جيبوتي)، فالشعب السوداني قريب في طبائعه من الشعب الجيبوتي، والناس هنا طيبون ويتميزون بكل الصفات الحميدة، وحقاً هناك تقارب بين الجيبوتيين والسودانيين، وأردف مازحاً: (كنت أحسبك جيبوتية لولا الزي الذي ترتدين)، وواصل حديثه منذ مجيء إلى السودان لم أغادر إلى أي مكان ولم أعد حتى إلى بلدي. وفي مقبل الأيام أنوي زيارة عدد من المدن السودانية خاصة (كسلا) و(بورتسودان) و(الأبيض).
{ وكيف ترى رمضان في السودان؟
–    رمضان شهر العبادة والصفاء الروحي، وهذا هو رمضان الثاني الذي أصومه بالخرطوم، في رمضان الماضي اكتشفت الكثير من الأكلات السودانية وتناولت (العصيدة) وعرفت أنها تتسيد المائدة الرمضانية هنا، أما (الكسرة) فسمعت عنها فقط ولم أرها حتى اللحظة، وخلال شهر رمضان قمت بتلبية دعوة زعيم حزب (الأمة) السوداني “الصادق المهدي” التي أقامها بمنزله، وكذلك دعوة مساعد الرئيس “د. نافع علي نافع”، أتمنى أن يمتد تواصلي مع السودانيين في رمضان هذا العام، لكسب المزيد من المعارف والأصدقاء.
{ وماذا عن رمضان في (جيبوتي)؟
كما ذكرت في بداية حديثي (جيبوتي) تشبه السودان في كثير من الأشياء كونها تقع في منطقة القرن الإفريقي مطلة على (البحر الأحمر) وخليج (عدن)، فمعظم مواطني (جيبوتي) من المسلمين ويشكلون (94%) والبقية مسيحيون، وكل مدينة بها جامع يذهب الناس إليه للعبادة خاصة في رمضان، ونحن أيضاً نعتمد على المملكة العربية السعودية في (رؤية هلال رمضان)  باعتبار أن المطلع في كل البلدين واحد.
{ أهم ما يميز رمضان عندكم؟
–    بحلول رمضان أول ما ترى في (جيبوتي) أضواء الألعاب النارية والتي يتم اطلاقها بصورة رسمية ومن ثم تضاء كل منارات المساجد وتبث الإذاعة موضوعات ترحب بالشهر. في أواخر هذا الشهر يحرص الناس على الذهاب للمساجد للاعتكاف، وأغلب النساء يكن مع الرجال حتى الخدم في البيوت يذهبون للصلاة. وبالنسبة لساعات العمل هناك في رمضان تكون قليلة، فمنذ الواحدة يعود الموظفون والعمال إلى منازلهم.
{ بالنسبة لك ما هي طقوسك الرمضانية؟
–    بعد تناول الإفطار أذهب للصلاة في مسجد (سيدة سنهوري) طبعاً هو قريب من سكني، وبعدها أعود إلى المنزل للقاء بعض الطلاب الجيبوتيين الدارسين في الجامعات السودانية، ويبلغ عددهم في (300) طالب وطالبة، أما الجالية من غير الطلاب فعددها قليل.
بعد الانتهاء من مقابلة الطلاب أذهب عادة لحديقة (أوزون) الشهيرة لأتناول القهوة (الاكسبريس)، وأقضي وقتي هنا بصورة عادية دون أية برتوكولات، في ليالي رمضان أيضاً أحرص على متابعة القنوات الفضائية السودانية، لكن (60%) فقط هو ما أفهمه من برامج وموضوعات نسبة لضعف لغتي العربية التي أحتاج إلى تقويتها.
{ سعادة السفير في منحى آخر.. كيف تنظر للعلاقة بين السودان و(جيبوتي)؟
–    نحن في سعي دائم لتطور وتمتين هذه العلاقة بلاشك خاصة في جانب التعاون الاقتصادي، فلا توجد شركات سودانية في (جيبوتي)، نسعى للتعاون في هذا الاطار بجانب تشجيع التبادل التجاري ومنح رجال الأعمال السودانيين (الفيزا)، إضافة إلى تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين في مجالات عدة، مثلاً في (جيبوتي) تم منح قطعة أرض لبناء مدرسة سودانية، ونحن ننظر للسودان كأفضل البلدان التي تذخر بالكفاءات، ولابد أن نتعاون معه ونكتسب من هذه الخبرات، فأنتم متقدمون أكثر منا في العديد من المجالات خاصة التعليم، وأكثر ما لفت انتباهي هنا الموسيقى السودانية، وسأعمل على ابتعاث مدرسي موسيقى لـ(جيبوتي) قريباً لتعليم الموسيقى وقواعدها خاصة وأن الشعب الجيبوتي مولع بالفن السوداني، فلا تخلو الإذاعة أو الأماكن العامة من تسجيلات مطربي السودان العمالقة أمثال “وردي”، “كابلي” و”سيد خليفة” وغيرهم.
{ أخيراً سعادة السفير نعطيك مساحة لكلمة ختام؟
–    أشكرك وأشكر عبرك أسرة صحيفة (المجهر)، وأخيراً أقول حقاً أحببت الشعب السوداني وأحسبه شعبي، وأسعى لكسب المزيد من العلاقات والصداقات مع السودانيين، وأتمنى أن يطول بقائي هنا وأقوم بمهامي على أكمل وجه، فهذا واجبنا نحن السفراء تحسين صورة بلادنا والعمل على تطوير العلاقات كافة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية