جنوب السودان بعد عامين علي الانفصال .. حسابات الربح والخسارة
الإحساس بقيمة الشيء يتولد لدى الفرد أو الجماعة عند امتلاكه أو فقدانه على حد السواء، رغم اختلاف إمكانيات التعبير عن ذلك الإحساس. وفي اتجاه مقابل تختلف تعبيرات الساسة عن العامة عندما ترتبط الأحاسيس بفقدان أرض أو قيام دولة جديدة، وقطعاً من فقدوا الأرض يعتصرهم الحزن، ومن ذهبوا بها يشعرون بنقيض ذلك، ولكن الحال قد يتبدل عند كلاهما بعد مرور فترة زمنية طويلة مرت فيها الكثير من الأحداث والمياه بأسفل وأعلى الجسور.
أمس مرت الذكرى الثانية على انفصال جنوب السودان وتأسيس دولة جنوب السودان عن أرض المليون ميل، واحتفل الجنوب مع أصدقائه العالميين والإقليميين بتلك المناسبة، وهنا في السودان مر اليوم عادياً كغيره. ويظل البحث عن ما تحقق من نجاح وفشل في العامين الماضيين، هو الذي يسيطر على مجالس الناس.
مشاركة سودانية
تأتي احتفالات دولة جنوب السودان بعيد ميلادها الثاني في ظروف توتر شديد مع جارتها الأم (السودان) بسبب عدد كبير من القضايا الخلافية التي صُنفت على شقين؛ الأول منها متعلق بما سمي بـ(القضايا العالقة)، أما الجزء الثاني فسمي بـ(قضايا ما بعد الانفصال)، حيث تعود الأولى للقضايا المتبقية من بنود اتفاقية السلام، أما الثانية فهي القضايا التي نشأت بعد الانفصال ويدخل فيها قضايا (النفط والتجارة واوضاع المواطنين والديون والأصول وغيرها).
السودان شارك في احتفالات الجنوب الثانية بوفد ترأسه وزير الدولة بوزارة الخارجية السفير “صلاح ونسي” ووزير الزراعة د.”إسماعيل المتعافي” والوزير المفوض، نائب مدير إدارة الجنوب بوزارة الخارجية وآخرين.
ما قبل الاستفتاء!!
انفصال جنوب السودان سبقته أحداث متتالية وصراعات متعددة، وبرزت إلى السطح بوضوح خلال الفترة التي سبقت حملات التبشير بوجهات النظر حول خياري الاستفتاء المحددين بـ(الوحدة او الانفصال)، وشهدت تلك الفترة سباقاً محموماً بين حزبي اتفاقية نيفاشا (المؤتمر الوطني) من جانب و(الحركة الشعبية لتحرير السودان) من جانب آخر، وتبادلا اتهامات مختلفة سعى كل واحد منهما ليحمل الآخر مسئولية عدم جعل خيار الوحدة جاذباً حسبما نصت الاتفاقية، وعلى ضوء ذلك شكلت الحكومة في الخرطوم (الهيئة العليا لدعم الوحدة) برئاسة الفريق “عبد الرحمن سوار الذهب” وقادة أحزاب حكومة الوحدة الوطنية أضاف إليها الرئيس “البشير” بقرار جمهوري رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل مولانا “محمد عثمان الميرغني”، وقامت الهيئة بتنظيم مجموعة من الفعاليات والأنشطة السياسية التي قادها الرئيس “البشير” بنفسه في مدن الجنوب المختلفة، كما نفذت عدداً من مشروعات التنمية في الجنوب سيما في الولايات الحدودية.
أما في جوبا فقد نشطت مجموعات شبابية بمسميات مختلفة دعماً للخيار النقيض، وبدا واضحاً أن تلك المجموعات تعمل بدعم غير مباشر من قادة في حكومة جنوب السودان واستمرت حتى خاطب الأمين العام للحركة الشعبية “باقان أموم” ندوة شهيرة في “جوبا” قبيل الاستفتاء بأيام، وأعلن أن موقفهم يدعم خيار الانفصال، وقال إن نشاط هيئة جعل الوحدة خياراً جاذباً يشابه مجهود فريق الكرة الذي يسعى لإحراز هدف في الزمن بدل الضائع. أما في الخرطوم فكان التركيز في فترة ما قبل الاستفتاء منقسم الى شقين الأول مرتبط بالعلاقة بين الشريكين والصراع المستمر بينهما، والشق الثاني مرتبط بعلاقة الأحزاب السودانية الأخرى ببعضها بعضاً، سيما أحزاب المعارضة وعلاقتها بالشريكين، وظل التركيز الإعلامي منصباً بشكل كبير على القضايا الخلافية بين الشريكين سواء انسحاب وزراء الحركة الشعبية وتجميد نشاطهم في الحكومة المركزية أو الصراع حول إجازة القوانين سيما قوانين (جهاز الأمن الوطني) و(الصحافة والمطبوعات) و(الاستفتاء)، إذ حدثت ما سمي بالمقايضة الشهيرة بين الشريكين حول القوانين، وفي جانب آخر استغلت الحركة الشعبية أحزاب تحالف جوبا والضغط على المؤتمر الوطني عبرها عن طريق التظاهرات التي نظمت أمام البرلمان والتي انتهت بتسوية أفضت لإجازة قانون الاستفتاء.
هجمات مرتدة
كنت ضمن مجموعة من الزملاء الصحفيين ضمن وفود مختلفة غطت أحداثاً كثيرة من مدن مختلفة في جنوب السودان في تلك الفترة، ولكن فترة ما قبل الاستفتاء تحديداً استمر وجودنا في الجنوب لفترات طويلة، والملاحظ خلال تلك الفترة تكثيف النشاط السياسي الداعي لانفصال الجنوب عبر واجهات مختلفة، فبالإضافة للقوميين الجنوبيين الداعمين لانفصال الجنوب، تولدت مجموعات شبابية واجتماعية طافت مدن الجنوب تبشر بالانفصال وتستند في خطابها على مجموعة قضايا أهمها الهجوم على المؤتمر الوطني تركيزاً على تطبيق الأحكام في القوانين السارية في الخرطوم، والحديث عن الآخر وحقوقه، وفي ذلك تدخل الكثير من المسميات من بينها تعاطي والاتجار في الخمور وغيرها، ولعل التأثير على المواطنين كان بأشكال مختلفة أهمها التأثير العشائري من خلال إيفاد قادة الحركة الشعبية إلى مواطنهم الأصلية لإقامة ندوات ومخاطبة مهرجانات وجهت المواطنين بالتصويت لصالح خيار الانفصال في الكثير منها، أما الوحدويون الجنوبيون فصوتهم كان خافتاً ربما لأسباب متعددة أهمها الخوف من المضايقات وضعف الإمكانات للتحرك.
أما دور الأحزاب السودانية في الخرطوم حول قضيتي الوحدة والانفصال فقد تركز على أنشطة محدودة ركزت بشكل كبير على نقد المؤتمر الوطني ومحاولة تحميله- منفرداً- مسئولية انفصال الجنوب، ولكن في فترة لاحقة وفرت الحركة الشعبية إمكانات للأحزاب المعارضة لتذهب إلى جوبا وتتفق على تحالف أطلق عليه مسمى (تحالف جوبا) صاحبته أنشطة سياسية لقادة المعارضة ومن بينهم رئيس حزب الأمة القومي الإمام “الصادق المهدي” والأمين العام للمؤتمر الشعبي الدكتور “حسن الترابي”، اللذين واجها هجوماً رداً على اتهامات وجهت لهما ولحزبيهما في تحمل مسئولية أحداث تاريخية، والملاحظ أن تلك الهجمات المرتدة كانت من ذات مجموعات الشباب الناشطين في دعم خيار الانفصال لجنوب السودان، وبخلاف تلك الأنشطة لم تقوم الأحزاب بأدوار داعمة للوحدة في الجنوب وقالت إنها أقصيت من تلك العملية بإصرار الشريكين على الانفراد بالقضايا المصيرية للوطن.
واقع الجنوب
احتفل جنوب السودان باليوم الأول لميلاده وسط زخم دولي كبير وتدافع شعبي كبير، ولكن ما زالت التحديات تواجه تمساك القيادة والوحدة الداخلية لمكوناته التي تسيطر عليها الولائات العشائرية بشكل كبير، وأكبر التحديات التي تواجهها دولة الجنوب إضافة إلى ضعف الاقتصاد، فهي تواجه صراعات وانشقاقات مسلحة من مجموعات مختلفة داخلياً، ورغم أنها تمكنت من القضاء على قادة الحركات المسلحة في مناطق محددة ومن بينهم الجنرال “جورج أطور” إلا أن الانقسامات مستمرة وآخرها الجنرال “ديفيد ياو ياو” في مناطق جونقلي التي تشهد الصراع الأعنف في جنوب السودان، بالإضافة إلى فشل العديد من المحاولات الانقلابية في مواجهة حكومة الجنوب خلال العامين الماضيين.
تصريحات قادة الجنوب خلال الأيام الماضية التي سبقت الاحتفالات بالانفصال كانت تعطي مؤشرات لحجم الصراع الذي تعيشه الدولة الوليدة، ففي الوقت الذي يدافع فيه رئيس دولة جنوب السودان عن أداء حكومته يواجه فيه هجوماً شرساً من نائبه الدكتور “رياك مشار” ومن الأمين العام لحزبه “باقان أموم”، حيث دعا “رياك مشار” “سلفاكير” لإفساح المجال للآخرين، وقال إن أوان التغيير قد حان، وقال “مشار” في مقابلة مع صحيفة «غارديان» البريطانية إن رئيس بلاده “سلفاكير” لم يتمكن من تلبية توقعات الناس بعد انتهاء الحرب الأهلية، وقال “مشار”: «عندما يظل الرئيس في السلطة لفترة طويلة، يصبح من المحتم أن ينشأ جيل جديد»، وأضاف: «إنها عملية طبيعية لتجنب الاستبداد والديكتاتورية، فمن الأفضل التغيير». وكان “كير” قد سحب صلاحيات كبيرة من نائبه “مشار” قبل أشهر، فسرها مراقبون بأنها بداية المواجهة بين الرجلين.
ويقول الصحفي والمحلل السياسي الجنوب سوداني “أتيم سايمون” في حديثه من حاضرة جنوب السودان جوبا لـ(المجهر) أمس إن الاحتفال بالذكرى الثانية لـ(استقلال) جنوب السودان أصبح مناسبة شبه اجتماعية في شكل التحضير والالتزام الشعبي بها، ويقول إن المواطنين يقومون بالذهاب للأسواق وشراء الذبائح ودخول أماكن التجميل ورفع الأعلام واللافتات، وقال إن احتفالات الجنوب تشابه احتفالات الخرطوم بأعياد رأس السنة، وأضاف أن القوات الأمنية ظلت منتشرة بشكل كبير في شوارع العاصمة جوبا طوال الأيام الماضية، وأن حشوداً كبيرة تواجدت في مقر الاحتفالات عند مقبرة الدكتور “جون قرنق” وصلت إلى المكان سيراً على الأقدام من أماكن بعيدة ومختلفة، وقال إن حكومة الجنوب رغم سياسة التقشف التي انتهجتها لكن التوقعات الكبيرة للمواطن الجنوبي لم يتم تلبيتها.
وقال “أتيم سايمون” إن خطاب رئيس دولة الجنوب “سلفاكير ميارديت” في الاحتفالات كان مختلفاً وركز على الدعوة للسلم وعلى القضايا الداخلية، ووعد الناس بتحقيق إنجازات خلال ما تبقى من فترته الرئاسية، ويقول “سايمون” إن “سلفاكير” قال إن تلك الإنجازات تحتاج لأموال كبيرة، وأضاف “سلفاكير” بالقول: (نحن دخلنا في أزمة بسبب إغلاق أنابيب النفط ودخلنا في سياسة تقشفية في الحكومة التي يقع عليها مسئولية الصرف بسبب ضعف القطاع الخاص)، وقال “سلفاكير”- بحسب “أتيم سايمون”- إنه مدرك لمعاناة المواطن الجنوبي، وأضاف: (السياسات المكتوبة على الأوراق لا تجدي إذا لم تتحول إلى أعمال يشعر بها المواطن وتنعكس عليه)، كما قال “سلفاكير” إنه مهموم بقضايا الشباب والبطالة، وقال “سايمون” إن “سلفاكير” ظل يتحدث بصيغة الـ(أنا) ويقول (أنا مدرك) و(أنا مهموم) وهكذا، وقال “سايمون” إن “سلفاكير” لأول مرة يتحدث بتلك الصيغة، وأضاف “سايمون”: (نستشف من خطاب “سلفاكير” إن ركز على خطاب انتخابي وقدم وعوداً جديدة للمواطنين وتحدث عن دخول إيرادات النفط، ووعد بأن الوضع لن يكون كما كان)، وقال “أتيم” إن “سلفاكير” رد في الكثير من النقاط التي ذكرها على ما ذكره نائبه “رياك مشار”، التي انتقد فيها أداء حكومة “سلفاكير”، وقال إن “سلفاكير” تحدث للمرة الأولى عن معرفته بذهاب أبناء المسئولين للعلاج بنيروبي وكمبالا، وأضاف (الوضع لن يكون كما كان)، وقال “سايمون” إنه قرأ من خطاب “سلفاكير” إنه متوجه نحو تشكيل حكومة جديدة لتقديم خدمات ومشروعات للمواطن.
هجوم باقان
لكن في اتجاه آخر انتقد “أموم”، في مؤتمر صحافي عقده بجوبا، الرئيس “سلفاكير” لقراره تقديم “كوستا مانيبي” وزير المالية الموقوف بسبب التحقيقات لشبهة فساد مالي، ومعه وزير مجلس الوزراء “دينق ألور”. وقال إن «دوافع الرئيس في اتهام “مانيبي” و”ألور” كانت سياسة»، محذراً من أن هذا الطريق قد يقود إلى كوارث للدولة الجديدة، وقال إن ذلك سيقود إلى صراعات قبلية بين قيادات الحركة الشعبية، معتبراً أن الذين قدمهم “كير” إلى التحقيقات هم من معارضيه البارزين في مسألة نيته الترشح مرة أخرى في الانتخابات الرئاسية. موضحاً أن هناك شخصاً آخر يفترض أن يتم تقديمه إلى المحاكمة في القضية وليس “مانيبي” و”ألور”. كما تأتي إقالة رئيس جمهورية جنوب السودان “سلفاكير ميارديت” لوالي ولاية الوحدة الجنرال “تعبان دينق قاي”، كواحدة من فصول الصراع الممتد داخل دولة الجنوب، كما تحدث “باقان” عن فشل تجربة حكم حزبه لدولة الجنوب خلال العامين الماضيين.
واقع السودان
أفقد الانفصال السودان الكثير من عائدات النفط، التي أثرت بشكل كبير على موازنة الدولة العامة في السنتين الماضيتين وما زالت تؤثر، واستمرت الاضطرابات بين المؤتمر الوطني وأحزاب المعارضة التي فقدت حليفها الحركة الشعبية بانفصال الجنوب كما تجددت الحرب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، ونشأ تحالف بين الحركات المسلحة بدارفور وقطاع الشمال للمرة الأولى، واستمرت حالات التوتر الأمني واضطرت الحكومة لرفع الدعم جزئياً عن السلع والخدمات بغرض معالجة اختلالات موازين الاقتصاد واتخذت إجراءات تقشفية أخرى، من بينها تخفيض الإنفاق الحكومي وتقليص هيكل الدولة في الفترة الأولى، إلى أن بدأت المفاوضات عبر منبر “أديس أبابا” ومن قبلها تبادل زيارات لقادة من البلدين إلى الخرطوم وجوبا للتباحث والتفاوض.
ويرى الصحفي “فيصل محمد صالح” إن لانفصال الجنوب تأثير سلبي على السودان على كل الأصعدة التي تأتي وحدة الوطن في قمتها كمؤشر تاريخي خطير، ويقول “فيصل” إن تلك السابقة أخطر ما فيها أنها يمكن أن تفتح الباب لانقسامات أخرى، ويقول “فيصل” في حديثه لـ(المجهر) إن انفصال الجنوب يعد مؤشراً على فشل تاريخي تسأل عنه كل القوى السياسية والمجتمع السوداني في أنهم لم يتمكنوا من التمسك بوحدة الوطن بمكوناته المختلفة، ويضيف بالقول: (هذا الفشل يتحمله الجنوبيون بذات الدرجة في أننا لم نتمكن من خلق أسس جديدة للتوحد ولم نستطيع التعلم من دروسنا ولا من دروس الدول الأخرى المنشورة على الهواء بالمجان)، ويذهب إلى أن آثار انفصال الجنوب لا تقتصر على الصعوبات الاقتصادية التي خلفها فقدان النفط بالانفصال، وحده ويرى أن الجوانب الاجتماعية ووحدة النسيج وإدارة التنوع والموارد وفقدان الأراضي والغابات كلها تدخل في آثار انفصال الجنوب، وقال “فيصل” إن ذهاب الجنوب لم يحل المشاكل وإنما جعلها مستمرة، وأضاف: (بلا استثناء في الحكومة والمعارضة لم نتمكن من طرح مفاهيم جديدة تعالج المشكلات الموجودة في السودان؟).
حديث هيلدا
وفي اتجاه آخر قالت الممثل الخاص للأمين العام، رئيسة بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (يونايمس) “هيلدا جونسون”، في كلمة وجهتها لمجلس الأمن عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من العاصمة جوبا (شهد الكثير منا فيضاً من النشوة التي استقبلت فجر استقلال جنوب السودان. ويبدو الآن وكأن ذلك اليوم يتلاشى من الذاكرة)، وأضافت: (لقد رأينا العديد من النكسات والمشاكل، وتصاعدت حدة التوتر مع السودان بسبب القرارات التي تم الطعن فيها من قبل الكثيرين، بما في ذلك هذا المجلس)، وأوضحت قائلة: (لقد رافق تدهور الوضع الأمني في أجزاء من جنوب السودان انتهاكات حقوق الإنسان من قبل كل من الجماعات المسلحة والمؤسسات الأمنية الوطنية، وتكافح السلطات الوطنية للدولة من أجل ترجمة الالتزامات الرامية لتحسين احترام حقوق الإنسان إلى عمل)، وأضافت: (ومما يدعو إلى القلق العميق حالات الاعتقال التعسفي والاحتجاز وسوء المعاملة وحوادث القتل على أيدي قوات الأمن، فضلاً عن عدم قدرة السلطات على محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات)، وأشارت “جونسون” إلى أن الحكومة قد واجهت صعوبات أيضاً في تنفيذ الإصلاحات السياسية وتعزيز المؤسسات العامة.