"مصر" .. الشرعيَّة ضد (الشوارعيَّة)!!
{ من نزلوا إلى ميدان التحرير في مصر، منادين بإزاحة الرئيس المنتخب “مرسي”، وحكم الإخوان من ورائه، هم ثلاث فئات:
– فئة مُغرَّر بها.. صوَّر لها فلول “مبارك” حكم الإخوان كـ (الغول).. وعزفوا على (أوتار وهميَّة) على شاكلة (هويَّة مصر التاريخيَّة) التي يعنون بها العلمانيّة!! ليعتقد البسطاء أنَّ أرض الكنانة في طريقها إلى حكم (طالباني).. يحرِّم السياحة والمعازف والغناء والتمثيل.. ويفرض الحجاب بالقوَّة والجبروت!! والأمر هنا يشبه الدعاية السالبة التي رُوِّجت ضد الشيوعيين في الشرق الأوسط.. بتصويرهم ملحدين ولا يقيمون الصلاة!!
أو ربَّما أخافوا بسطاء المصريين – (وفي دي معاهم حق) – بالتجربة الإسلاميَّة في الحكم بالسودان!! وقد تابعوا مآلاتها لما يقارب (ربع قرن) من الزمان!!
– والفئة الثانية من المحتشدين هُم (متفرجون)!! أي والله.. وقد أخبرني صديق مصري أنَّ بعضهم (يعزم) أبناءه لـ (الفرجة) في ميدان التحرير.. حيث الهتافات و(الونسة) والمعارف.. بل لبعضهم – خاصة الشباب – (مآرب أخرى).. لا علاقة لها بالسياسة والوطنيَّة!!
– أمَّا الفئة الثالثة، وهي المحرك والمستغل للفئتين السابقتين.. فقوامها العلمانيّون المتربّصون بحكم الإسلاميين.. وهؤلاء منظمون ومدعومون من (سدنة) النظام النظام السابق.. وأمريكا وإسرائيل.. هاتين الدولتين اللتين من مصلحتهما تصوير الإخوان كـ (فاشلين) في الحكم.. حتى إذا نجح الأمر.. صرفوا (ذات الروشتة) لبقيَّة دول الربيع العربي!!
– وهذه الفئة الثالثة وقودها – بجانب (الفلول) – عدد كبير من الممثلين والإعلاميين.. المستفيدين من العلمانيَّة و(مساخرها).. ومحبَّة ورضاء أمريكا وإسرائيل!! انظروا إلى أغلب الفضائيَّات المصريَّة (غير المهنيَّة).. طوال الفترة قبل (30) يونيو كانت لا تبثّ إلا البرامج والأفلام المضادَّة للإخوان.. ومنها – مثلاً – فيلم (أنا مش معاهم).. الذي بثته متزامنة أربع قنوات مصريَّة – وقد لاحظت هذا مصادفة – بعد منتصف ليلة الاثنين أو الثلاثاء الماضي.. لا أذكر تحديداً!!
{ هذه الفئة الثالثة هي المخطط والمدبّر لما أسمِّيها (حركة تمرُّد ضد الشرعيَّة بطريقة شوارعيَّة)!!
{ هل يُعقل أنه إذا ثار (قل خمسة ملايين) ضد رئيس (منتخب).. في أي دولة بالعالم.. يخرج (الجيش) ويتخذ ما يحلو له من قرارات؟!
{ أين الإجراءات المعروفة – في كل النظم الديمقراطيَّة – لسحب الثقة من رئيس.. متى ما رأى مواطنوه أنه حاد عن الطريق؟!
{ ولكن.. ولأنَّ منطق (حركة تمرُّد) معوج وهش.. ولأنَّ (الداعمين) الخارجيين يتوارون (خجلاً) من الشرعيَّة.. ولا يحاربون إلا (من وراء جدار).. فإنَّ (الإخوان).. بتنظيمهم المرتب و(القديم).. الذي أرهق المخلوع “مبارك” في عزّ سطوته.. امتصُّوا الضربة.. ونظموا صفوفهم.. وبدأوا زحفهم – بالملايين – أمس الأول (الجمعة) نحو سلطتهم (الشرعيَّة).. لأنهم يمثلون الأغلبيَّة الصامتة في (مصر المتديّنة).. الأغلبيَّة التي تحب الإسلام.. وتكره الفسوق والفجور والعصيان و(إسرائيل)!! وسيستقيم الأمر.. ولو (مات) الكثيرون.. لـ (تعيش) مصر الإسلاميَّة!!