بكاء "عصام البشير"!!
{ أبدى عدد من المسؤولين بالغ أسفهم للأوضاع العصيبة التي تمر بها الشقيقة “مصر”، وطالب آخرون بالوقوف مع الشعب المصري قلباً وقالباً من أجل إيجاد معالجات ومخارج تعين المصريين في إيجاد رؤية تساهم في الاستقرار بأقل الخسائر. فيما رأى جناح آخر أن مساندة “مرسي” واجب على كل إسلامي، باعتبار أن الدم والتيار (بحِنو)، ولكنها قد وضعت هذه المرة في إطار الدفاع عن الشرعية التي لم نعرف مفهومها بالشكل الصحيح، وفي ظل كل هذه التخبطات والتباين في الآراء يعيش المواطن السودان حالة يُرثى لها، ورمضان يدق أبوابه بعنف ويعلن اقترابه في غضون الساعات القادمة ولكن لا حياة لمن تنادي.
{ ما يحدث في مصر يمكن أن يجد الاهتمام المطلوب في إطار المعاملات البرتوكولية بين دولتين شقيقتين، ولكن أن يسيطر بهذه الطريقة على كل التصريحات والاجتماعات، فإن القضية لا بد أن ننظر لها بشكل مختلف، إذ أن المشاكل التي يعج بها السودان كافية لأن تشغل عشر دول بأجهزتها التنفيذية المتكاملة، لأن الغلاء الذي اجتاح الأسعار هذه الأيام يحتاج إلى اقتصاديين وخبراء وسياسيين للتفاكر حوله والبحث في وضع معالجات تعين “محمد أحمد” على محاولة شراء بعض الضروريات حتى انقضاء الشهر الكريم، لذلك فإن مصر لا بد أن نكتفي بما قدمناه لها إلى هذا الحد، وأن ينصرف مسؤولونا إلى مهامهم المعروفة، ويولوا المواطن قليلاً من الاهتمام، وأن يستشعروا المسؤولية الملقاة على عاتقهم، ويجتهدوا في إيجاد مخارج لسد الثغرات خاصة في ما يختص بالضروريات، وأن يتم غض الطرف عن سفاسف الأمور.. وأن ينزلوا للشارع حتى يتمعنوا في المشاكل التي تحاصر الناس وقصمت ظهر الرجال، وجعلت نساء يبعن شرفهن من أجل إيجاد اللقمة التي تسد الرمق!!
{ سئل محافظ “شيكاغو” في حوار تلفزيوني: لماذا تصر على ترك سيارتك والعودة لمنزلك عبر المواصلات العامة، فقال: (كيف لي أن أتفهم وأتعايش مع مشاكل الناس، وأنا داخل عربتي الفارهة ذات الزجاج المظلل)؟! حكمة قالها رجل غير مسلم، ولكنه متشبع بقيم ومبادئ الإسلام، في الوقت الذي يعبث فيه مسلمون بالأخلاق والمثل، وتباع الذمم في السوق الكبير. ودعونا نسترجع ذات الشريط الذي أضحى شماعة نتبارى في تناول معطياتها، وكل منهم يصرح ويتفلسف ويبرر ويتأسف لما يدور هناك في جمهورية مصر، في الوقت الذي نحتاج فيه نحن إلى الأسف لما آلت إليه الأوضاع في السودان. وأظن أن المصريين لو عاشوا أوضاعنا لتركوا ثورتهم وانصرفوا في (التطبيب) و(الطبطبة) علينا، وعلى أوضاعنا وأزماتنا!! لأن الفرق بيننا وبينهم أنهم فضلوا الخروج للشارع، فيما اختار الصابرون في السودان أن يرفعوا أكفهم بالدعوات لرب العباد!!
{ ارحمونا يرحمكم الله، وفكروا قليلاً في السودان وفي المشاكل التي تحيط بنا، وساعدونا ببعض المعالجات لأن الصبر قد نفد، والأوضاع كادت أن تنفجر، وجميعكم مهموم بمصر وبمرسي وبالإخوان المسلمين هناك، رغم أن الإسلام يطالبكم بالرعية أكثر من الجار البعيد!!