ترشيح مولانا "الحسن" لمنصب والي الشمالية.. الفخ الغامض!!
الأوركسترا التي تزعم بأن مولانا “محمد الحسن الميرغني” سيكون مرشح الاتحادي الأصل في الانتخابات المرتقبة حول منصب والي الشمالية، ما زالت حتى الآن تعزف لحناً صاخباً ومدروساً في سياق خدمة أهدافها ومقاصدها المذهلة من وراء الخطوة المدهشة!! والشاهد أن الأفق مليء بالعتمة والضباب بشأن صحة تلك المعلومات والادعاءات الكثيفة.
وفي الصورة المقطعية لم يستبن الخيط الأبيض من الأسود، الذي يوضح إذا ما كان مولانا “الحسن” قد وافق من الناحية الرسمية على الترشيح لمنصب والي الشمالية أم أن (الزعيق) حول هذا الأمر يدخل في طور الاستكشاف والتكتيك واللعبة السياسية الماكرة!!
مهما يكن، فإن دهاقنة المشاركة في الاتحادي الأصل هم الذين قاموا بإطلاق العاصفة العاتية عن ترشيح مولانا “الحسن” لمنصب والي الشمالية بالشكل الماثل للعيان منطلقين من مفاهيم ترتكز على إرباك خطواته الإصلاحية وخطه السياسي القائم على ترتيب أوضاع الحزب عن طريق التنظيم والمنهج الديمقراطي، فضلاً عن محاولة إبعاده عن مركز البوصلة بالخرطوم.. إنها حرب ضروس ومعركة حامية الوطيس بين تيار الحداثة والجوقة الكلاسيكية، تتبلور في دحرجة كرة النار على الرافعة الحزبية حتى لا يخرج السهم من الرمية وتنتهي ملامح البلايا في الاتحادي الأصل!! وبالمقابل أدرك مولانا “الحسن” أهداف تلك المزاعم البالية وراح يساير حراك الأوركسترا المرسوم.. وها هو تارة يؤكد استعداده لقبول المنازلة في انتخابات مقعد والي الشمالية خلال الفترة القادمة، وتارة أخرى يضحك مولانا “الحسن” ويترك الأمور مفتوحة على الإيحائية التصويرية دون إنزال الرؤية القاطعة والحاسمة!
والسؤال المركزي.. لماذا يريدون ترشيح مولانا “الحسن” في انتخابات الشمالية في إطار تلك الإيقاعات الهائلة، وهم يعلمون منهجه الواضح القائم على رفض المشاركة في السلطة، وبذلك يتبلور سؤال آخر.. هل يكسب مولانا الحسن في الحالتين عند الفوز أو السقوط أم أن الخسارة السياسية والوجدانية واقعة في كل الأحوال؟! وفي تقديري أن أي عاقل ولو كان في رأسه قرنا ثور لا يمكنه وصف هذا المسلك من دهاقنة المشاركة في الاتحادي الأصل، سوى أنه فخ ينصب لمولانا “الحسن”، بل هو فخ غامض يمشي على رجليه وأي مراقب يعلم بالقدر الواسع أن الولاية الشمالية تعاني ضعفاً شديداً في الموارد المالية والمجالات الاستثمارية، يجعل الوصول إلى تطلعات المواطنين هناك ضرباً من الأحلام الوردية، فكيف يستطيع مولانا “الحسن” خدمة إنسان الولاية الشمالية الذي ينتمي لحزب الوسط الكبير وأمامه عوامل الإخفاق ومناخات الأشواك والحصرم؟!
وفي الإطار، يؤكد الأستاذ “الفاتح أبو شوك” الأمين العام للاتحادي الأصل بالشمالية أن عملية تنقيح السجل استعداداً لانتخابات والي الولاية هناك ما زالت جارية، مبيناً أن حزبه رشح لانتخابات والي الشمالية المرتقبة كلاً من مولانا “الحسن”، والأستاذ “عثمان الشايقي”، والمحامي “موسى الحسين”، والدكتور “محمد أحمد إدريس”، والمحامي “أبو شوك”، وأشار إلى أن قيادة الحزب بالخرطوم لم تحسم اسم المرشح الحزبي حتى الآن.
وإذا حاولنا إضاءة المصابيح حول مرشح الاتحادي الأصل الذي يحوز على موافقة مولانا “محمد عثمان الميرغني” لخوض انتخابات مقعد والي الشمالية، فقد تكون الإجابة تحمل دلالات التعقيد والضبابية.. ربما يختار مولانا “محمد عثمان الميرغني” الأستاذ “عثمان الشايقي”، أو المحامي “موسى الحسين” حفيد “الحاج موساب”.. وفي زاوية أخرى قد ينسحب الاتحادي الأصل لصالح الدكتور “إبراهيم الخضر” مرشح الحزب الحاكم.. فالشاهد أن الدكتور “إبراهيم الخضر” والي الشمالية تربطه وشائج قوية بالاتحاديين، والمسافة بينه وبينهم لا تبعد عن بوصة واحدة أو بوصتين.
وفي تقديري أن القوة المغنطيسية قد لا تجذب مولانا “محمد عثمان الميرغني” لاختيار نجله “الحسن” لاعتبارات عديدة موجودة في مخيلة زعيم الاتحادي الأصل.
والمحصلة أن الذين أثاروا المزاعم حول ترشيح مولانا “الحسن” في منصب والي الشمالية نظروا إلى القضية من ثقب الباب، ولم يفهموا التركيبة النفسية والوجدانية لمولانا “محمد عثمان الميرغني”، وبذلك خسروا عنب الشام، ولم يكسبوا في ذات الوقت بلح اليمن.