أخبار

التفجير .. تطوُّر خطير!!

{ تطوُّر (خطير) وصلت إليه درجة الاحتقان السياسي في البلاد، يتطلب منا – كمواطنين – أن ننتبه (جيداً).. وقد قلنا من قبل.. ونعيد القول مراراً وتكراراً، محذرين من استخدام (المواطن) أداة في أي صراع.
{ جهاز الأمن والمخابرات ضبط أمس الأول عبوات ناسفة، كان مُخططاً أن تنفجر في حشد الأنصار الذي تدافع لسماع خطاب الإمام “الصادق”.. ولكم أن تتخيَّلوا لو أنَّ الأمر نجح.. وسقط مئات المواطنين بين قتيل وجريح.. إذن لدخلت بلادنا نفقاً مظلماً لن تستطيع الخروج منه إلا بعد (سلسلة) من الخسائر الفادحة.. ربَّما تفضي لتجزئة الوطن إلى دويلات صغيرة متشاكسة.. لا حول لها ولا قوة!!
{ ومع احترامي للجهاز ومجهوداته، فإنَّ (التحليل) الذي استنتج أغراض التفجير الموءود، لم يكن موفقاً.. فـ (غيرة) أيِّ حزب من حشد الإمام لجنده الأنصار.. ليست كافية وحدها لـ (حمَّام الدماء) المخطط له.. ومن انتهج هذا النهج هو من زمرة المقتنعين بأنَّ (الغاية تبرّر الوسيلة).. ولو كانت هذه (الوسيلة) إزهاق أرواح الأبرياء!! والمتهمان اللذان تمَّ توقيفهما، وإن كانا ينتميان لأيّ من أحزاب المعارضة، فإنَّ ما فعلاه – مع (آخرين) بالطبع – تنفيذ لمخطط لا أظن أنَّ حزباً معارضاًَ يسعى له، إلا إذا كان الاتهام يشمل ما تسمَّى الجبهة الثوريَّة. وهذا يقودني لاستنتاج أنَّ الأمر له علاقة بمشاركة (مُرجَّحة) لحزب الأمَّة في التشكيل الوزاري المرتقب.. إذ يدق (إسفيناً) بين (الأمَّة) و(الوطني).. ليطالب (الأنصار) الحكومة بالاضطلاع بدورها وتوقيف المتورِّطين ومحاكمتهم.. ويزداد رصيد المناوئين لمشاركة الحزب.. ويدخل الإمام (في حتة ضيقة)!!
{ غير أنَّ ما يهمُّنا هنا، ليس استنتاج (الفاعل الحقيقي) ودوافعه، بقدر ما يهمنا تنبيه (المواطن) ورفعُ الحس الأمني لديه.. فالصراع على السلطة واضح أنه بدأ يأخذ منحنيات خطيرة.. وقودها (الأبرياء).. وكلنا يذكر أخبار (ضبطيات الأسلحة) في العاصمة، فمن حاولوا تسريبها لم يخططوا – بالمنطق – لمهاجمة مواقع الجيش والشرطة، وإنما لشن حرب عصابات.. تستخدم (المواطن) درعاً بشرياً.. ولا يهم كم يسقط من الأبرياء في سبيل تصوير العاصمة كمنطقة حرب!!
{ الشرطة لها رقم معروف للمواطن هو (999).. ولجهاز الأمن أيضاً رقم بذله للمواطن في إعلانات بالصحف أظنه (8028).. وعبر الرقمين يستطيع المواطن أن يبلغ عن أي نشاط مشبوه.. وربَّ معلومة (صغيرة) تقود لاكتشاف مخطط (كبير).
{ وحتى لا يلتبس الأمر على أحد، فإننا هنا نفرق ما بين (الوطن) و(الوطني).. فالأوَّل عزيز علينا وإن عانينا في ترابه ما عانينا.. و(الثاني) حزب حكم البلاد.. و(سيمضي) كما مضى غيره.. لكن ليس بطريق (الدم).. وإنما بالوعي الانتخابي والحرص على إقامة انتخابات (مُراقبة).. يرى فيها الوطني (وزنه الحقيقي) بين المواطنين الذين عانوا ما عانوا.. وما عادت الخُطب والتخديرات تقنعهم بأنَّ الشمس تشرق من مغربها!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية