الديوان

العلامة "عبد الله الطيب" بعيون العالم في ذكرى الرحيل العاشرة

عشرة أعوام مرت على رحيله وكأنها لم تكن لأن نبض الإبداع العلمي والأدبي الذي تركه الرجل مازال ضوءاً يهدي جميع محبي الشعر ودارسي العربية ليس في السودان فحسب، بل في جميع الوطن العربي.
ومن خلال الندوة التي نظمتها الهيئة العليا لإحياء الذكرى العاشرة للبروفيسور العلامة “عبد الله الطيب” بقاعة المؤتمرات بـ(برج الفاتح) بالخرطوم بعنوان (عبد الله الطيب في عيون العالم)، (إفادات شخصية وأدبية وعلمية)، من خلال هذه الندوة تحدثت مجموعة من طلابه داخل وخارج السودان وكأن الأيام تتوقف بيننا، حيث كان أستاذاً في الجامعات السودانية وغيرها من الدول الشقيقة مفخرة أهل السودان والوطن العربي وصاحب مقولة (العلوم آداب وما سواها حِرف) التي ساقت الكثيرين للدراسة بتلك الكلية، وأي حديث أبلغ من حديث تلميذ عن معلمه والكل تلاميذه.
في بداية الندوة تحدث البروفيسور “محمد إبراهيم خليل” عن العلاقة القوية التي ربطت البروفيسور “عبد الله الطيب” بدولة المغرب الشقيقة والتي أقام بها لمدة عشر سنوات امتدت من العام (1986 – 1996م)، وأشار إلى أن الراحل كان دائماً ما يذكر المغرب وأهلها بالخير.
وقال إن تكريم الراحل يجب أن لا ينتهي بانتهاء التأبين، لأننا مهما فعلنا لن نستطيع أن نرد له إسهاماته في التدريس وعلوم اللغة، ومن خلال كلمته دعا البروفيسور إلى الاجتهاد في تطوير مركز (عبد الله الطيب) إلى معهد لدراسة العلوم والآداب، هذا بالإضافة إلى إحياء ذكرى الراحلين الشيخ “الطيب السراج” والشاعر “محمد عبد القادر”، مشيراً إلى ما لهما من مكانة في قلب الراحل.
* سيمفونية متعددة الألحان
من جانبه شكر البروفيسور “مدثر عبد الرحيم” الهيئة العليا لما بذلته من جهد لإنجاح برنامج ذكرى الراحل نابغة الأدب العربي وقال عن شخصيته: هو شخصية فريدة تكاملت في أبعادها سمات نحسبها لتعددها متناقضات، ولكن بعد التدقيق نجد أنها متجانسة كالألحان في سيمفونية رائعة في توافق وانسجام.. وأضاف كان يجمع بين المحلية التي تكاد تكون قروية وبين العالمية الرحبة، وأردف: وإذا رأيته في مزرعته بـ(الدامر) وهو يزرع حسبته ممن نشأوا في ذلك العمل، ولكن في ذات الوقت تراه في رفقة المفكرين والملوك شرقيين وغربيين يجمع بينهم في يسر وانسياب دون مشقة تذكر كما يجمع بين العربية والانجليزية، إضافة لإجادته الفرنسية.
* “عبد الله” التلميذ
وأشار البروفيسور إلى أن أهل الراحل في قريته كانوا ينادونه بـ”عبد الله التلميذ” وذلك لأنه كان مداوماً على الدراسة كما أورد ذلك في كتابه (نافذة القطار) و(حقيبة الذكريات).
* أحفاد للراحل في (نيجيريا)
من جانبه هنأ البروفيسور “شيخو أحمد” مدير جامعة (كانو) بنيجيريا الهيئة العليا لإحياء الذكرى لإجادتهم التنظيم، وقال إن العلامة يستحق ذلك وفوق ذلك لأنه مفخرة ليس لأهل السودان فقط، بل للعالم العربي والإسلامي.
ونقل “شيخو” تحايا جميع أهل نيجيريا وفيهم أبناء وأحفاد الراحل (تلاميذه هناك)، وقال أين ما ذهبت في جامعاتنا ستجد أن تلاميذه هم من يديرونها وذلك للتفوق والنبوغ الذي ورثوه منه من خلال تدريسه لهم.
وأشار إلى أنه كان مديراً للجامعة قبل ثلاثين عاماً، وقال: الآن مدير الجامعة من تلاميذه وهو “محمد زهد الدين”.
كما أشار إلى دور الراحل في نشر الثقافة العربية والإسلامية، مبيناً أن له مساهمات واسعة في تأسيس كلية الآداب بجامعة (كانو) النيجيرية، وعبر عن امتنانه للهدية الرائعة التي تلقاها من الراحل المتمثلة في كتابه (المرشد إلى فهم أشعار العرب)، ومنوهاً إلى أن الكتاب يعد نقلة في فهم الشعر العربي القديم ولا غنى لأي دارس عنه.
* ذكريات تأبى النسيان
وتحدث “محمد ثاني زهد الدين” تلميذه النجيب ومدير جامعة (كانو) النيجيرية حالياً، وعبر عن جزيل شكرهم لأستاذ الأجيال لما قدمه لهم في بداية دراستهم، كما نقل امتنان جميع تلاميذه في الجامعة آنذاك لما قدمه لهم، وقال: وفاته كانت خسارة للأدب والعلم، وأضاف في ختام حديثه: لن ننسى ما قدمه لنا من علم وحب ظل باقياً في دواخلنا.
*سيان الاسم منك والمسمى
فيما عبر “عبد الرحيم أزوغ” من كلية الآداب بجامعة (سيدي بن محمد) من المغرب عن سعادته بحضور هذه الاحتفالية لتأبين الراحل، وقال: من الصعوبة بمكان أن نعبر عن جميع المشاعر في وقت واحد، ففي تأبينه يجتمع الحب لأستاذ كان والحزن على فقده والامتنان على ما قدمه للأدب العربي، وأشار إلى أنه مازال يحتفظ برسائل الراحل التي كان يبعثها له وقال: هو اسم على مسمى كما ذكرت في مقدمة إحدى قصائدي:
أعبد الله طبت وطاب مسك
سيان الاسم منك والمسمى
وأضاف: الراحل كان مثالاً للمعلم الحق الذي بقدر حرصه على أداء واجبه يحرص على متابعة تلاميذه داخل قاعة الدرس وخارجها بالسؤال عنهم وعن أحوالهم.
وفي ختام حديثه نقل تحايا جميع أهل المغرب لأسرة الراحل ولوطنه السودان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية