لقاء البرير .. لا جديد
{ خلط “البرير” في لقاء (الشروق) الحابل بالنابل، وانهال بالسياط المتقطعة على رؤوس الأشهاد على الاتحاد العام، وانتقد أعضاءه ولم يسلم حتى رئيس لجنة الحالات السالبة الذي أخطره رسمياً قبل نهاية اللقاء بتحويله إلى لجنة الانضباط.. رويدك يا رجل، فالانتقاد وإيصال صوت اللوم لا يتم بهذه الصورة، لأن مقعد الرئاسة مسؤولية وهيبة ورجاحة عقل.
{ تضرر الهلال كثيراً من تخبطات الاتحاد العام وعانى الأمرين بسبب السياسات الهوجاء والمحاباة التي ينتهجها بعض الأعضاء، ولكن الرد في الهلال ينبغي أن يكون بذات المكانة التي يتربع بها الفريق في السودان، لأن (الطريقة) الذي تحدث بها رئيس الهلال تمنح الاتحاد العام الضوء الأخضر للمواصلة في (العك) الإداري تجاه الأزرق، إذ إن لغة الحسم لا بد أن تكون بطريقة مغايرة بعيداً عن لغة الوعيد والتهديد والاستخفاف.
{ وفي منحى آخر قال “البرير” إن الهلال قد قام بتدريب خمسين شاباً في العمل الإداري، ولكنه لم يوضح للجماهير أيا من الشباب الذين تم تدريبهم في أكبر نادي في السودان وبأموال الكيان، لأن الجمعية العمومية لن تغفر ما تم في هذا الشأن، ولن تتجاوز التخبط والمحسوبية إذا تمت على حساب النادي العظيم، والأدهى والأمر أن الهلال بات مرتعاً وفرصاً لمن يرغب في تكوين وتجهيز سيرة ذاتية مشرفة، فجاء حديث الرئيس ليؤكد أن “خالد بخيت” قد طالب بأن يكون مدرباً عاماً في الهلال، لأن سيادته يعتقد أن دائرة الكره أضحت أقل من مقامه، رغم أنه يعلم تماماً أن الانقسام الذي حدث في الكيان كان بسبب تواجده في الدائرة الجهنمية، والموجع في الموضوع أن رئيس الهلال قد صرح وأعلن عن تدريبات خارجية للسيد “خالد” على نفقة الهلال، ليه؟! الله أعلم.
{ وحديث الرئيس لم يتناسَ أن يزج بخيرة شباب الهلال ويضعهم في خانه المنتفعين والعطالى والمسترزقين من بعض الأموال التي تأتيهم من الخارج تنفيذاً لأجندة (الما بتسمى) – على حد تعبيره – رغم أنه يعلم أن هذه المجموعات تعتبر من أفضل المتواجدين الآن على الساحة، ومن أميز الشباب المهموم بالقضية الهلالية والحريص على مصلحة الكيان، والدليل المعاناة والمشاكل التي يواجهونها يومياً ولم تثنهم عن تحركاتهم وأهدافهم في إصلاح ما يمكن إصلاحه.
{ معارضة الهلال التي وصفها الرئيس بالضعف منعته من دخول النادي لشهر ويزيد وأقلقت مضاجعه وجهجهت أعضاء مجلسه بالشكاوى والطعون ومنعتهم حتى من متابعة المباريات من داخل الاستاد، فكيف لضعيف أن يتحرك كل هذه التحركات رغم الوهن والخيبة والانكسار؟
{ معارضة المجلس يا “برير” تمكنت من إحكام قبضتها على الملفات كافة وتحركت صوب المفوضية والوزارة وصدحت بأصواتها في الإعلام وتمكنت من اكتساب أصوات الجماهير التي مثلتها من خلال تجمع الرواد والروابط، وانضمت إليها حديثاً أكبر المجموعات الهلالية المسماة بالأسُود السوداء (التراس).
{ رئيس الهلال لا يمكن أن يتعامل بهذه الطريقة ولا يعقل أن يتحدث بهذا المنطق، ولا يجوز أن يصرح بهذا الأسلوب، لأن مكانة الكرسي الذي يجلس عليه تحرمه من أن يتجاوز كثيراً من الخطوط، وتتطلب أن يظل حكيماً في تحركاته ودبلوماسياً في ردوده وهادئاً حتى في لحظات الانفعال.
{ لقاء “البرير” .. لا جديد.