حوارات

القيادي بتحالف المعارضة أمين الأمانة السياسية بالمؤتمر الشعبي "كمال عمر" في حوار الساعة مع (المجهر)

حالات من الشد والجذب والصفاء و(العكورة) تلوّن العلاقة بين اللاعبين الأساسيين في المشهد السياسي.. الحكومة والمعارضة.. وبلغ الشد والتعكير أوجّه بالإعلان عن خطة (المائة يوم) التي كشف عنها (المؤتمر الوطني) ثم أعلنها تحالف المعارضة وتبرأ منها – لاحقاً – “الصادق المهدي”.. ليعود تحالف المعارضة ويقول إنها طبخت في دار حزب الأمة!!
خطة المائة يوم – التي ظهرت في أعقاب الهجمات العسكرية التي نفذتها (الجبهة الثورية) على جنوب كردفان – يقول (الوطني) إنها خطة جرت بتنسيق وترتيب مع (الجبهة الثورية).. فيما يقول “كمال عمر” – في هذا الحوار – إنها (ماركة مسجلة) لتحالف المعارضة، وليس لـ (الجبهة الثورية) أية علاقة بها، ومضى مفسراً بالقول: (التحالف الذي بيننا والجبهة الثورية تحالف سياسي للفترة التي تعقب إسقاط النظام.. ونحن نرفض إسقاط النظام عبر العمل العسكري الذي تقوم به الجبهة الثورية.. وإذا نجحت الجبهة الثورية في مسعاها عبر العمل العسكري.. مبروك عليها)!!
إذن.. فحول خطة المائة يوم وما يمور به المشهد السياسي كان هذا الحوار مع أمين الأمانة السياسية بالمؤتمر الشعبي “كمال عمر”.. فإلى مضابطه:

} قرار إغلاق الأنابيب أمام بترول الجنوب، الذي صدر قبل أيام، قبل أن يتدخل “أمبيكي” بمقترحاته.. كيف تنظر له؟
– هذا القرار بالنسبة لنا نحن كقوى سياسية كان قراراً متوقعاً.. لأن هذا النظام يركز في علاقاته مع الجنوب على قضية النفط أكثر من قضية العلاقات الإنسانية.
نحن في تقديرنا أن مثل هذا النوع من القرارات يباعد بيننا وبين الجنوب، ويهدد مستقبل الوحدة ومستقبل العلاقات بين الشمال والجنوب.
وأعتقد أن القرار لم يكن موفقاً لأن الكلام حول أن الجنوب يدعم (الجبهة الثورية) لا يعالج بمثل هذه الطريقة.
أنا أعتقد أن الجنوب والشمال يحتاجان أن يراجعا الكثير من القضايا بينهما، والشعبان – شعب الجنوب والسودان – تواقان لبعضهما البعض ويحتاجان لبعضهما البعض.
} وإذا توفرت البينة وتأكد أن هناك دعماً من دولة الجنوب لـ (الجبهة الثورية)؟
– إذا تأكد أن هناك دعماً من الجنوب لـ (الجبهة الثورية)، وقتها الحكومة لها الخيارات.. تتخذ القرار الذي تراه.. هذا إذا تأكد.. ولكن أن لا تتأكد وتتخذ هذا القرار (ياهو دا العيب).
} يعني إذا تأكد لها دعم الجنوب لـ(الجبهة الثورية) يمكن للحكومة اتخاذ هذا القرار الذي اتخذته؟
– يعني إذا تأكد أن هناك دعماً فـ (….).. أنا أرى أن هناك الاتحاد الإفريقي، أمامها أن تشتكي للاتحاد الإفريقي، أمامها أن تشتكي لليونيسفا الموجودة في الحدود.. البترول هذا ليس ملكاً للحكومة والقرار في ما يتعلق بالبترول لا يتخذ هكذا.
وحتى ولو تأكد أن هناك دعماً يقدم من الجنوب لـ (الجبهة الثورية) كان يفترض أن تأخذ الدبلوماسية فرصتها، سواء أكان على مستوى العلاقات بين الدولتين أو على المستوى الإقليمي.. هناك اتحاد إفريقي.. يفترض أن تلجأ الحكومة إليه.
} وإذا تأكد لكم أنتم في تحالف المعارضة أن هناك دعماً من دولة الجنوب لـ(الجبهة الثورية)؟
– يعني.. والله يا أختي.. إذا الجنوب يدعم (الجبهة الثورية) في واقع اليوم فهذه مسألة تحتاج لمراجعة.. تحتاج أن يراجع الجنوب موقفه.. لكن أنا أعتقد أنه…
} (ثم بسرعة قال): هذا السؤال أنا ما عندي استعداد أجاوب عليه.. وإذا كانت (الجبهة الثورية) يدعمها الجنوب أو الاتحاد الأوروبي.. فهذا النظام الآن تدعمه “إيران” وتدعمه “الصين”. نحن موقفنا من الحرب أننا ضد الحرب تماماً.. ووسيلة الحرب هذه وسيلة مدمرة لشعبنا سواء أكانت من جانب الحكومة أو من جانب (الجبهة الثورية).. النظام هو الذي فرض على الكل حمل السلاح.
} لذلك تحالفتم معها؟!!
– تحالفنا مع (الجبهة الثورية) هو تحالف سياسي.. نحن مختلفون معهم في الوسيلة.. نحن لسنا مع وسيلة حمل السلاح.
} لكنكم لم تدينوا عملياتهم العسكرية التي قاموا بها مؤخراً؟
– نحن لا ندينهم.. نحن سواء في التحالف أو في المؤتمر الشعبي، ندين النظام الذي هو السبب الأساسي في هذه الحرب.
} لماذا لا تدينونها؟
– نحن لا يمكن أن نكون معهم في وسيلة حمل السلاح هذه، لكننا لا ندينهم.
} أنتم متحالفون معهم.. وترفضون إدانتهم.. ومع ذلك تقول (لا يمكن أن نكون معهم)؟
– أبداً نحن لسنا معهم.. نحن لسنا مع إسقاط النظام بالسلاح.. (نحن النظام دا دايرين نسقطه عبر ثورة شعبية في الشارع).
هناك أناس يحملون السلاح.. هذا خيارهم.. لكن نحن كقوى سياسية أسلوبنا في إسقاط النظام هو العمل الشعبي الثوري عبر الإضرابات عبر الاعتصامات بالخروج إلى الشارع.. هذه هي وسائلنا نحن لإسقاط النظام.
} إذا نجحت (الجبهة الثورية) في إسقاط النظام.. هل ستدخلون معها أم…؟
 – والله يا أختي.. هو النظام جا بشنو؟!
} ستقولون لها مبروك؟
– سنقول لها.. مبروك عليها.. وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال أننا مع السلاح.
} خطة المائة يوم التي أقررتموها مع (الجبهة الثورية)؟
– إنت خاتة ليك حاجة في ذهنك تريدين أن تربطي بها خطة المائة يوم!! هذا اتهام الحكومة.
} وهل هو كلام غير صحيح؟
– ليست هناك أية علاقة بين برنامج المائة يوم و(الجبهة الثورية).. (الجبهة الثورية) ليست لها صلة بهذا البرنامج محاولة الربط بينهما هذه خطة أمنية.
الجانب الآخر.. برنامج المائة يوم هذا من الذي قال إنه (نحن ماشين بيهو عشان طوالي كدا نسقط النظام)؟ نحن لم نقل ذلك.
} إذن ما الهدف من برنامج المائة يوم؟
– الهدف منه التالي.. في المرحلة الأولى نحن نريد أن نرتب أنفسنا تنظيمياً.. نريد أن تنتظم كل القوى السياسية في عقد واحد.. المقصود ماذا بهذا العقد؟ المقصود به أولاً توحيد خطابنا.. خطاب التغيير.. خطاب إسقاط النظام.. والآن نحن نعمل على توحيده تماماً.. نحن نريد أن نوحد الشعب السوداني حول الديمقراطية.. نوحد الشعب حول الحريات.. نريد أن نخلق وعياً في الشعب.. نحن نريد بعد إسقاط النظام شعباً يكون واعياً.. لا نريد إسقاط النظام بشعب يخرج يناطح السلطة الانتقالية أو يتصارع مع السلطة الانتقالية.. (لازم يفهم أن الفترة الانتقالية هذه عندها مطلوبات.. وتغيير النظام عنده مطلوبات.. والديمقراطية عندها مطلوبات.. هذا هو برامج المائة يوم الذي نعمل فيه).
} ونهاية المائة يوم ستكون ماذا؟
– بعد أن تنتهي المائة يوم ونعيد تنظيم أنفسنا.. بعد ذلك سنحدد كيف نسقط هذا النظام.. بالاعتصامات.. بالثورة الشعبية.. بالإضرابات.. بعدما تنتهي المائة يوم سنجلس ونقيّم المائة يوم كيما نحدّد بأية وسيلة من الوسائل السلمية نسقط هذا النظام.
} متى بدأ هذا البرنامج؟
– بدأ في 1 / 6.
} يقال إن هناك تنسيقاً بينكم و(الجبهة الثورية).. وأن “ياسر عرمان” كلفكم بهذا في إطار خطة المائة يوم.
– هذا كلام الحكومة يا أختي.. “ياسر عرمان” ليست له أية صلة بخطة المائة يوم، ولا (الجبهة الثورية) لها صلة به.. النظام خائف ويريد أن يربطنا بـ(الجبهة الثورية).
} أنتم من يعمل على ربط تحالف المعارضة بـ (الجبهة الثورية) يا أستاذ “كمال”.. عندما تقولون (تحالفنا معهم).. معناه أنكم ربطتم أنفسكم بهم ؟!!
} نحن تكلمنا عن أننا متحالفون معهم سياسياً.. حول برنامج سياسي.. (شرحتها ليك أنا.. نحن ما ناكرين.. وإذا (الجبهة الثورية) جاءت الليلة ودخلت معنا في الثورة الشعبية مرحباً بها.. الليلة لو وضعت السلاح، وجاءت دخلت معنا في الثورة نحن نرحب بها).
} أيضاً أنتم من يعمل على ربط تحالف المعارضة بـ(الجبهة الثورية).. حين ترفضون إدانتها في عملياتها العسكرية.
– (أنا كلمتك.. إنتي إذا قعدتي هنا (10) أيام أنا لن أدينها ليك)!!
} نعود إلى خطتكم.. خطة المائة يوم؟
– الخطة هدفها الأساسي كما قلت التنسيق بين مكونات المعارضة.. الاجتماع الأول اشتركت فيه كل القوى السياسية، اجتمعنا واتفقنا، وبخصوص التعبئة اتفقنا أولاً أن تكون بالندوات، والندوة الأولى أقيمت بالحاج يوسف وكانت ناجحة نجاحاً منقطع النظير. وبعد ما تكتمل الندوات عندنا ندوات رئيسية في بحري وفي الخرطوم وفي أم درمان، وبعدما تكتمل سوف نطالب بإقامة ندوة في مكان عام في ميدان المولد مثلاً.. وإذا رفضوا فعندئذ لكل مقام مقال.
} ما هي حكايتك مع المسيرية، المشكلة شنو؟
– فتنة خلقها النظام.. مشكلتنا مع المسيرية فتنة خلقها النظام الموجود هذا.
} يعني أنت لم تحرض “دينكا نقوك” على المسيرية؟
– أنا ما ممكن أترك قضيتي الأساسية وأفعل ذلك.. نحن ذهبنا نمنع آثار قتل السلطان، نحن ذهبنا لنحقن الدماء بين المسيرية ودينكا نقوك.. ذلك الخبر فبركته أجهزة المؤتمر الوطني ووزعته على الصحف.. قالوا إن “كمال” حرض.. (النظام قوَّلني كلام أنا ما قلته) وأجهزته وزعت الخبر.
} لماذا ذهبتم إلى جوبا.. هل ذهبتم بغرض التعزية؟
– نحن مشينا نعزي.
} ولماذا ذهبتم إلى جوبا.. لماذا لم تذهبوا إلى “أبيي”؟
– نحن ذهبنا نعزي لأن هذا السلطان مقامه كبير عند أهله.. ومقامه الكبير من الممكن أن تترتب عليه آثار أخرى.. قتل وحرب.. ذهبنا كي نوقف الحرب، وترتيباتنا كانت أن نذهب بعد ذلك إلى المسيرية أيضاً.. لكن المسيرية سمعوا كلام الحكومة.
} لكن لماذا ذهبتم إلى جوبا وهي في دولة أخرى؟
– لأنها دولتنا.
} دولتكم… كيف ؟!!
– نعم دولتنا ليست دولة أخرى.. (نحن ما قنعنا منها).. أنا لا أوافقك على عبارة (دولة أخرى) هذه.
} الواقع يقول إنها دولة أخرى.. لماذا لا تكون واقعياً؟
– هذا واقع مريض.. هذا واقع غير طبيعي.. نحن لا نعترف به.. أنا ما قادر أتخيل أن الجنوب دولة أخرى، وهذه هي نفس مشاعر الجنوبيين.. هذا الذي أقوله لك (ما من طرف واحد).
} أنت قلت إن الذي يحدث فتنة.. هل شرحت الأمر للمسيرية؟
– أنا ما بشرح للمسيرية.. أنا ذهبت إلى هناك وجلست مع دينكا نقوك، وجلست مع سلفاكير” ومع “أدوارد لينو” ومع “دينق ألور” ومع “لوكا بيونق” وجلست مع مشائخ دينكا نقوك وكلمتهم.. قلت لهم إن العلاقة بين المسيرية والدينكا نقوك علاقة أكبر من أي فتنة.. وهي علاقة تاريخية يجب أن تستمر بقوة، ويجب على الناس أن يمتصوا غضب مقتل السلطان ويبنوا علاقات حقيقية بينهم. وقلت لهم إن دينكا نقوك والمسيرية هم الجسر الذي سوف نعبر عليه للوحدة.. وهذا الجسر يجب أن لا ينهار، وهناك جهات تريد أن تجعل الحرب بين الدينكا والمسيرية مثل حرب داحس والغبراء.
} ألم تقل لهم أن المسيرية اغتالوا السلطان؟
– ما ممكن أمشي أقول لدينكا نقوك إن المسيرية قتلوا السلطان.. ما ممكن!
} هل قلت هذا للمسيرية وشرحت لهم الأمر؟
– أنا شرحت لهم عبر تصريحات مختلفة.. وشرح لهم “فاروق أبو عيسى” وشيخ “صديق يوسف” و”عبد الجليل الباشا”.. شرحوا قالوا لهم إن “كمال” لم يقل هذا الحديث إطلاقاً.. و”كمال” كان حريصاً على علاقتكم بدينكا نقوك.
} قبل فترة قصيرة قلت (نحن اقتربنا من إسقاط النظام) لكن في نفس الفترة قال “كمال الجزولي” إن تحالف المعارضة (مات وشبع موتاً)!!
} “كمال الجزولي” ليس له صلة بالتحالف.. ولا يعرف التحالف! إذا أنت سألت “كمال عمر” فقال لك التحالف مات وشبع موتاً (يبقى بعد داك تحكمي على التحالف).. لأنه أنا أساساً موجود في التحالف.. لكن “كمال الجزولي” لا يعرف التحالف.. هو يقرأ أخبار التحالف في الصحف ولا يعرف خطة المائة يوم.. التحالف حي وسوف يقتل النظام ويأتي بنظام بديل.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية