الاعمدةشهادتي لله

فقدت (قحت) الشرعية .. فمن أين يستمد “حمدوك” شرعيته ؟!

إذا كان تحالف الحرية والتغيير (قحت) قد فقد شرعيته (الثورية) ، بفقدانه الشوارع التي لا تخون، كنتيجة حتمية لتراكم الفشل السياسي والتنفيذي وتوالي الانهيار الاقتصادي والأمني، وخروج الأقاليم عن بيت الطاعة المركزي ما يهدد وحدة البلاد، فما هي الشرعية التي تتوفر للسيد رئيس الوزراء الذي انتخبه تحالف (قحت) و لم ينتخبه الشعب في انتخابات حرة ونزيهة ؟!
كيف يصبح “حمدوك” رئيس وزراء شرعي ، بينما لم تعد حاضنته السياسية شرعية ؟! ما الذي جعل “حمدوك” ناجحاً و(قحت) فاشلة؟!
كيف تكون (قحت) هي المسؤولة عن معاناة الشعب جراء التردي الاقتصادي الماثل ، بينما البرنامج الذي تطبقه الحكومة هو برنامج “حمدوك” مع صندوق النقد والبنك الدوليين ، وليس البرنامج الاقتصادي لقوى الحرية والتغيير كما ظل يصرخ أعضاء لجنتها الاقتصادية ؟!
كيف تكون (قحت) هي المسؤولة عن الانفلات الأمني في العاصمة والولايات ورئيس الوزراء هو المسؤول عن بسط الأمن في الدولة بموجب تبعية وزارتي الدفاع و الداخلية لمجلس الوزراء ؟!
لا أفهم كيف تكون (قحت) مُقصِّرة ومذنبة بينما “حمدوك” بريء .. لا ذنب له !!
لن أجد إجاباتٍ منطقية وعلمية على أسئلتي أعلاه ، سوى جمل ترددها ألسن العامة والخاصة على استحياء :(حمدوك رجل مهذب) !!
حتى الناظر “تِرك” قال في آخر تصريحاته أنه طالب بحل الحكومة و لم يطالب بإقالة “حمدوك” ، وغمغم بعبارات من شاكلة (حمدوك مهذب) !!
لماذا تطالب بحل الحكومة وإعفاء وزير مهني مثل وزير الري البروفيسور “ياسر عباس” .. مثلاً – يا سيادة الناظر الثائر- بينما تريد أن تُبقِي على “حمدوك” الذي عيّن “صالح عمار” والياً لكسلا ، والذي فشل في أن يعين خلفه منذ عام ؟! من المسؤول هنا عن هذه الجريمة في حق أهل الشرق ؟
هل اتصل بك “حمدوك” عبر الهاتف يوم أن أعلنتم إغلاق الطريق القومي وتجويع الشعب .. هل طلب لقاءك بمكتبه بمجلس الوزراء ، كما كان يفعل حكام السودان في السابق ؟ لماذا يفاوضكم الفريق أول “كباشي” ولا يفاوضكم الدكتور “حمدوك” ما دام أنه (مهذب) ؟!
هل تعلم يا جناب الناظر أن السلطات – معظم السلطات- بموجب الوثيقة الدستورية بيد رئيس الوزراء لا بيد عضو مجلس السيادة الفريق “كباشي” ؟!
كيف تجرأتم على طلب تقسيم البلاد بسكين (تقرير المصير) لشرق السودان في مذكرتكم إلى “هيلدا جونسون الثانية” المسؤولة السياسية ببعثة الأمم المتحدة السيدة “ستيفاني” ، ولم تبلغ بكم الجرأة أن تطلبوا إعفاء رئيس الوزراء ، وهو المسؤول الأول عن كل هذا الركام من الفشل السياسي والتنفيذي؟!
سأتبرع لكم بالإجابة التي تتجاوز مربع (حمدوك مهذب) ، فالحقيقة أن تهذيبه لم يخدم شعبنا بشيء ، على العكس .. في تهذيبه خنوع، وفي برودِه غياب ، وفي تقاعسه عن أداء واجباته الدستورية ضياعٌ لشعب ثار طلباً للحرية والرفاهية والعدالة، وليس طلباً للجوع !! و لو كان يعلم أن خطاب التبرير القحتي للفشل سيكون (الجوع ولا الكيزان) .. لما خرج ساعةً احتجاجاً على رفع سعر الرغيفة إلى (جنيهين فقط) .. لا ثلاثين وخمسين جنيهاً !!
الإجابة يا سادتي التي يستحي عن قولها الكبار هي (حمدوك صديق أمريكا وبريطانيا وفرنسا) !!
وقد كان قبله “أشرف غني” حليفهم في أفغانستان ، فماذا كانت نهايته المخزية تحت سمع وبصر أمريكا والاتحاد الأوروبي ؟! ماذا قدم رجل أمريكا و أوربا من تنمية ورفاهية لشعبه “الأفغان”؟ ألم يتركها دولةً بائسة و فقيرة وشعبها جائع، ومطارها مُعطّل ؟
كم مطاراً بنت أمريكا في أفغانستان طوال عشرين عاماً هو عمر الاحتلال .. كم طريقاً شيدت .. كم كوبري .. كم مستشفى .. كم جامعة .. وكم مدرسة …. ؟؟
لا شيء .. كلكم رأيتم العاصمة “كابل” على شاشات الفضائيات بعد خروج الجيش الأمريكي، وكأنها قطعة من زمن العصور الوسطى !!
هل نكرر تجربة “أشرف غني” في السودان وقد رأينا بأعيننا حصاد رجال أمريكا في أفغانستان ؟!
إذا فقدت (قحت) الشرعية وشهد لها الشعب بالفشل والخسران المبين، فما فائدة تشكيل حكومة جديدة يرأسها قائد مسيرة الفشل “عبدالله آدم حمدوك” !!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية