تقارير

لقاء "البشير" و"سلفاكير" بأديس أبابا..ملفات شائكة ترنو من أعلى الهضبة الإثيوبية..!!

يبدو أن احتفالات الاتحاد الأفريقي بيوبيله الذهبي سيحيل هامشه المقرر فيه عقد قمة تجمع الرئيسين “عمر البشير” و”سلفاكير ميارديت” إلى متون قد تلتف حولها كثير من القضايا العاجلة التي تؤرق مضاجع البلدين وسوف تحول طقس العاصمة الإثيوبية “أديس أبابا” من صقيع بارد بين عشية وضحاها إلى نهار ساخن جداً تلفحه حدة المواجهة التي ترقب المراقبون لها أن تكون على سطح صفيح يعج بالقضايا الشائكة، وربما المسكوت عنها في علاقات البلدين منذ انفصال جنوب بلاد المليون ميل لتقتطع منه أرضاً وكثيراً جداً من سلامته واستقراره. 
بعثرة الأوراق
 القضايا التي تربط جوبا بالخرطوم كثيرة وشائكة أهيل على أكثرها تراب التجاهل أو التأجيل منذ انفصال الجنوب قبل فترة ليس بالقصيرة بحكم ما طرأ عليها من متغيرات ومنعطفات حادة قد تحكم إلى حد كبير العلاقة المتأرجحة بين السودان وجزئه المنفصل عنه الجنوب ربما أن في عرف البعض يتصدر أهمها اتفاقية التعاون المشترك والمصفوفة الموقعة بين الطرفين وتدشين وصول نفط الجنوب إلى ميناء بورتسودان، كما أن بعضها يرتبط بقوة بدولة الجنوب منها قضية اغتيال سلطان دينكا نقوك “كوال دينق مجوك” بالإضافة إلى هجوم قوات الجبهة الثورية على منطقة “أم روابة” واحتلالها منطقة “أبوكرشولا” الذي لا يمكن قراءته بعيداً عن تعميم جهاز الأمن والمخابرات الوطني خلال الأيام الماضية الذي اتهم فيه دولة الجنوب صراحة بدعم المتمردين ضد الخرطوم عقب اتفاق التعاون بأعداد من سيارات الدفع الرباعي سلمت مؤخراً لحركة “مني أركوي مناوي” ومتمردي قطاع الشمال وتسليم أعداد أخرى من السيارات لحركة العدل و”عبد العزيز الحلو” بالإضافة إلى توفير كميات من الاسلحة والذخائر واستمرار عمليات التدريب بمعسكرات راجا وطمبرة ومناطق نيم وفارينق بولاية الوحدة في مسعى لتكوين قوة أخرى والدفع بها إلى داخل السودان، وهذا الاتهام الصريح قد يبعثر الأوراق التي في معية “سلفاكير” ويعيد ترتيبها سواء إن كان بطلب لا يقبل التأجيل من الرئيس “البشير” أو بحسب مجريات الأحداث وهو الأمر الذي دعا د.”عمر عبد العزيز” أستاذ العلوم السياسية بجامعة بحرى إلى تأكيد أن اتهام جهاز الأمن للجنوب بدعم قوات الجبهة الثورية قد يغير من أولويات أجندة التفاوض بين “البشير” و”سلفاكير”، مشيراً إلى أن لقاء الرئيسين بأديس أبابا “سلفاكير” سيناقش في بداياته فك الارتباط بين الجانبين ودعم الجنوب للمتمردين الذي قال إنه لا يراه  يقل أهمية عن مقتل الناظر “كوال” بعد أن ظهرت معلومات جديدة عن تورط طرف ثالث في مقتله بغية إحداث فتنة بين الطرفين كما أن منطقة جنوب كردفان تشهد تصعيداً خطيراً لأحداث داخلها.
الكيل بمكيالين
الأحداث التي وصفها مراقبون بالـ(خطيرة) خلال الأيام الفائتة في مناطق “أم روابة” و”أبوركشولا” و”أبيى” اكتسبت أهمية كبيرة ربما عجلت باقتراب قمة “البشير” و”سلفاكير” وهو الأمر الذي دعا الاتحاد الأفريقي إلى حث الرئيسين على ضرورة تسريع اللقاء خلال وقت سابق، وهو ما دعا البروفيسور “الطيب زين العابدين” إلى توقع هجوم عنيف من “البشير” على “سلفاكير” في مسألة فك ارتباطه مع قطاع الشمال التي تحتل قواته حالياً منطقة “أبوكرشولا”، وأضاف في حديثه لـ(المجهر) انه يتوقع ان ينكر رئيس دولة الجنوب كل تلك الاتهامات ويذكره بالاتفاق الموقع بين الطرفين على آلية المراقبة وأن يؤكد لهم أنهم فتحوا تحقيقاً في الواقعة ولم يجدوا شيئاً.
 ملفات فى (غاية الاهمية)  .
إذن فإن التحولات المهمة والخطيرة جداً التي شهدتها علاقة البلدين خلال الأيام السابقة حتمت أن تكون قمة البشيرـ سلفاكير هذه المرة غير سابقاتها لسخونة الملفات المحتمل فتحها من الجانب الرسمي للدولة.. ملفات لا يمكن تجاهلها أو ذر بعض الرماد عليها إلى وقت آخر لأنها ملفات غير قابلة للتأجيل لأن ما سيترتب عليها سوف يؤثر بشكل كبير على استقرار الدولتين الأمني إذا سلمنا اتفاقهما شبه النهائي على القضايا الاقتصادية.
إن قمة الرئيسين مهمة جداً وينبغي أن تطرح فيها كل القضايا العالقة الآن وعلى رأسها الحرب المستعرة في جنوب كردفان وقضية النازحين الذين يزيدون على الثلاثين ألفاً في الرهد وغيرها ووضعية قائد الجبهة الثورية “عبد العزيز الحلو” الذي أثبت جهاز الأمن أنه حي يرزق وهي معلومات قد تعيدنا إلى المربع الأول في علاقة الدولتين، والأمر ذاته اتفق فيه معه المراقب والأستاذ الصحفي “محجوب محمد صالح” الذي أبلغ (المجهر) أمس أن القمة سوف تحتوي على مناقشة ملفين في غاية الأهمية وهما ملف أبيي وما تم فيه من اغتيال ناظر دينكا نقوك السلطان “كوال دينق” بالإضافة إلى ملف شكوى السودان بدعم وإيواء دولة الجنوب لقطاع الشمال، مشيراً إلى أن ردود “سلفاكير” سوف تأتي على ضوء المذكرة التي حملها له وزير الخارجية “علي كرتي” في زيارته الأخيرة، مؤكداً أن “سلفاكير” سينفي مسألة دعم وإيواء الحركات المتمردة من دولة الجنوب.
ملفات شائكة
ربما أن الملفات الشائكة التي يعتقد مراقبون أنها معقدة جداً ستطوف على على طاولة المفاوضات بعضها قد يجد حظها ونصيبها من النقاش الوافر وبعضها الآخر قد يتم فيه الاتفاق على خطوط عريضة وبارزة ربما ستكون مدخلا للحل خلال الأيام القادمة بيد أن فترة الثلاثة أيام التي تقرر أن يمكثها الرئيس “البشير” في العاصمة الأثيوبية ونظيره الجنوبي “سلفاكير” ربما لا تكون كافية لوضع تصورات للحل وبما أن الوقت قد لا يسعفهما حتى في افتراع النقاش حولها مثل قضية “أبيي” الشائكة التي يحتاج حلها إلى مساحات أرحب وأوسع للنقاش وإبداء الرأي حولها وهو الأمر الذي جعل الأستاذ “محجوب محمد صالح” إلى القول بإنه لا يتوقع حل قضية “أبيي” على طاولة الرئيسين لأن الملف بإجراءات تحضيرية تسبق مناقشة الملف، بيد أنه توقع تجاوز الاحتقان القائم بأبيي ومحاولة تسكين الجراح، مشيراً إلى أن الرئيسان سيحاولان تعيين الإدارية المشتركة بأبيي والشرطة المشتركة ومحاولة تجاوز الصعوبات التي عرقلت تكوين الإدارية وإيجاد الحلول الجذرية لها.
لقاء تاريخي
لكل ما سبق من معطيات واستحقاقات آنية يرى مراقبون انها مهمة جداً في تجسير الهوة التي انتصبت بين الطرفان فإن اللقاء يمكن أن يترتب عليه الخروج بنتائج وتوصيات قد تكون تاريخية لاسيما أن الوضع الآن يتطلب أكبر قدر من المرونة من الجانبين في ذات الوقت الذي يتطلب أن يتسم بالوضوح وإزالة ماعلق بالنفوس من احتقانات، وسيرمق المراقبون تلك النتائج بالعين الفاحصة دون أن يغفلوا عن ما يمور بين سطور التصريحات والمخرجات التي سوف تنتهى اليها القمة، قمة مهمة جداً دعت محجوب “محمد صالح” إلى القول إن اللقاء سوف يناقش مجمل القضايا الجادة والمطروحة بين البلدين فيما يخدم مصالح البلدين، كما أن البروف “الطيب مضى هو الآخر إلى تأكيد إيجابيات ما سوف تخرج به قائلاً إنه لا يتوقع أن تسوء العلاقة بين البلدين كما أن الاتحاد الأفريقي سيكون له دور إيجابي في في تقارب وجهات نظر الطرفين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية