الاعمدةربع مقال

بين المصطفى و أم المؤمنين .. هذا هو الحب .. !!

د. خالد حسن لفمان

بالله عليكم تأملوا هذا الحوار الذي دار بين النبي صلى الله عليه وسلم و أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها وذلك أثناء خلاف حدث بينها رضي الله عنها و بين سيد البشر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :
قال لها النبي صلوات الله عليه وسلامه : من ترضين بيني وبينك .. أترضين بعمر؟ قالت: لا أرضي عمر قط “عمر غليظ”. . قال أترضين بأبيك بيني وبينك؟ قالت: نعم، فبعث رسول الله صلي الله عليه وسلم رسولاً إلى أبي بكر فلما جاء أبو بكر رضي الله عنه قال الرسول صلى الله عليه وسلم : تتكلمين أم أتكلم؟ قالت: تكلم ولا تقل إلا حقاً، فرفع أبوبكر يده فلطم أنفها، فولت عائشة رضي الله عنها هاربة منه واحتمت بظهر النبي صلى الله عليه وسلم .. هنا يوجه النبي صلي الله عليه وسلم حديثه للصديق رضي الله عنه : أقسمت عليك لما خرجت بأن لم ندعك لهذا.
فلما خرج أبوبكر رضي الله عنه قامت السيدة عائشة من مكانها خلف النبي صلي الله عليه وسلم فقال لها الرسول صلي الله عليه وسلم : ادني مني؛ فأبت فتبسم صلوات الله عليه وسلامه وقال لها : لقد كنت من قبل شديدة اللزوق (اللصوق) بظهري – إيماءة إلى احتمائها بظهره خوفًا من ضرب أبيها لها – ولما عاد أبو بكر رضي الله عنه ووجدهما يضحكان قال: أشركاني في سلامكما، كما أشركتماني في حربكما (رواه الحافظ الدمشقي في السمط الثمين ) .. ما أعظمك يا رسول الله صلوات الله عليك و سلامه . و ما أصدقك و أحبك الي نبيك صلي الله عليه و سلم يا أول الخلفاء الراشدين و يا له من مشهد عاطفي يحكي الحب كله بين كلمة و لطمة و ابتسامة و ايماءة ثم ضحكة رضا و حنو رسول أراده ربه بشراً يعلم أمته والبشربة كيف يكون الخلاف إن حدث و كيف يكون الحب إن صدق .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية