أخبار

انهيار مجتمعي

{ توقفت عيناي أمام مجموعة من الأخبار التي تزاحمت على صحف الخرطوم السيارة مساء أمس وأمس الأول، ما بين جرائم قتل بين أخوين إلى مجموعة من حالات الاعتداء والسرقات وحالات السكر والمخدرات وظهور (الإيدز) بين عدد من الشباب في الجامعات وغير ذلك.
{ وتعجبت وأنا أطالع قضية الفنانة التي تم الاعنداء عليها في شوارع أم درمان الآمنة، واستغربت وأنا أشاهد قضية مفادها أن ابناً قتل والده بسبب كيس من التمباك قاتله الله، واندهشت وأنا أقرأ تزايد حالات الإدمان بين الطالبات والطلاب في الجامعات وتردي الأخلاق بين الشباب للدرجة التي تجعلك تفتحك فاك من فرط المفاجأة، ووقفت في سطور تحوي سرداً متكاملاً عن امرأة قتلت زوجها وذبحت ابنها دون أن ترمش لها عين، ومجموعة أخرى من القضايا التي تدور في ذات الفلك ما بين القتل وسرقة (الشغالات) وإغوائهن للرجال وغيرها من الحكايات.
{ ما يحدث الآن من أوضاع مزرية نتيجة لانهيار مجتمعي واضح، ظللنا نشير ونوضح ونكتب وندون دون أن تلتفت السلطات أو تحاول أن تجد معالجات تعينها على إيجاد منافذ للعلاج وبحث مخارج لمعالجة عدم التوازن الذي أضحى سمة أساسية تعاني منها كل الأسر السودانية الآن.
{ القضايا التي تستعرضها الصحف وتدونها عبر صفحات الجريمة ينبغي أن يتم التعامل معها بنظرة مختلفة، وأن نسارع في كشف الأسباب والمسببات ونبحث سوياً في المعالجات قبل أن يطل علينا صباح ونجد أنفسنا غارقين في الوحل المجتمعي.
{ بالله عليكم ألم ترتعبوا من الأحداث التي تعرضت لها تلك الفتاة في أم درمان الأمان والسلام، من شاب مستهتر؟! ألم تخشَ الأسر والآباء من تلك التفاصيل التي روتها الفنانة خوفاً وقلقاً على بناتهن وأخواتهن بعد أن كنا نعيش اطمئناناً غير مسبوق؟! هل وصلنا الي مرحلة الاعتداء في الشوارع ووسط الأحياء بهذه الوحشية التي احتضنتها العاصمة الوطنية؟!
{ هل يمكن أن نستوعب أن يتم قتل الأب بواسطة أبنائه واغتيال الزوج بواسطه زوجته ودفن الأبناء بواسطة أمهاتهم في وضح النهار.
{ هل وصلنا مرحلة أن تتناول بعض بناتنا المخدرات ويحتسين الخمر بهذه الطريقة والأسر تمارس دور الرقيب الحاضر الغائب.
{ ما يحدث كارثة حقيقية، وما نتابعه انهياراً للأخلاق والقيم الفاضلة التي ميزتنا طوال الأعوام الفائتة، لذا لابد أن يكون هناك رادع قوي يعيد الأمور إلى نصابها الطبيعي قبل أن ينفرط العقد ويحدث ما لا يحمد عقباه، لأن التفاصيل التي نتابعها تبين أننا على وشك أن نصل إلى القاع.
{ وجمعة مباركة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية