ربع مقال
د. خالد حسن لقمان
أخيراً كاد أن يطير الملعون المجرم بنيامين نتنياهو أكثر زعماء الكيان الاسرائيلي قسوةً وتاريخاً أسوداً و ظلماً وتنكيلاً بالشعب الفلسطيني واضراراً بالدول العربية و سعياً لتدميرها بدءاً بالعراق وسوريا وليبيا و دوره الخبيث عبر وكلائه بالمنطقة في حرب اليمن ..
زعيم حزب (يوجد مستقبل ) يائير لابيد هو الذي بشر العالم أمس بهذا الخبر عبر اتصال هاتفي له مع الرئيس الاسرائيلي حيث أخبره بأنه قد توصل لتشكيل حكومة جديدة بديلة لحكومة نتنياهو يشكلها ائتلاف جديد يشمل سبعة أحزاب هي ( ابيض وأسود ) و ( العمل ) و ( ميرتس ) و ( اسرائيل بيتنا ) و ( يوجد مستقبل ) و ( أمل جديد ) و ( القائمة العربية الموحدة ) في الكنيست بقيادة منصور عباس .. وهي حكومة تمتد كتلتها المتحالفة من اقصي اليمين الي أقصي اليسار و قد سعت منذ وقت مبكر الي ازاحة نتنياهو من الواجهة في سجال مر و طويل و مؤلم بنتيجته هذه لنتنياهو وهو ما سيدفع هذا الأخير الي مناهضتها ومحاولة افشالها بخبرته الطويلة في الحكم و حنكته في المناورة والالتفاف و الوصول لاهدافه وذلك عبر كافة السبل المتاحة له ..
.. يحدث هذا في وقت يزور فيه وزير الدفاع الاسرائيلي بيني غانتس الولايات المتحدة في زيارة طارئة و عاجلة تهدف الي ترميم ما تسبب فيه نتياهو أخيراً من تصدع مفاجئ بين واشنطن وتل آبيب بسبب ضغوط واجهها من قبل نواب الحزب الديمقراطي الحاكم و الدول الاوروبية و عدد من الجهات الرسمية والشعبية في العالم التي اصطفت ولاول مرة لمواجهة اسرائيل وادراج ما فعلته وما تفعله ضمن جرائم
الحرب .. و الآن وقد اصبح الأمر مرهوناً فقط بإجازة الكنيست للحكومةالجديدة خلال اسبوعين فإن احتمال اختفاء نتياهو من الواجهة بات وشيكاً بل ان مستقبله السياسي نفسه اصبح مهدداً في حال اقدام حزبه الليكود لازاحته عقب فشله في اسقاط حكومة الائتلاف الجديد الذي حاربه بإعتباره ائتلاف يسار يناصره تحالف يمينيين خونة و جبناء وهو اتهام خطير سيظل يطارد الرجل و يهدد بالفعل مستقبله السياسي .. أما في حالة اسقاط مشروع هذه الحكومة من قبل الكنيست خلال الاسبوعين القادمين وهو مايسعى اليه نتياهو بمساعدة حليفه رئيس الكنيست فسيبقي هنالك احتمالين
فقط لا ثالث لهما فإما ان يطلب الرئيس الاسرائيلي وللمرة الثانية من الكنيست الدفع بأحدهم لتشكيل حكومة يناصرها 61 نائياً او الاتجاه لانتخابات مبكرة ..
.. وفي هذا الوقت خرج نتينياهو عن وعيه تماماً فوصل لأسوأ ما وصل اليه الرئيس الامريكي السابق دونالد ترمب من جنوح وجنون في اعقاب اعلان سقوطه وحزبه في الانتخابات الامريكية الأخيرة حين حشد انصاره و اقتحموا الكونغرس الامريكي لمنع النواب من التصويت لصالح اعتماد نتيجة الانتخابات التي أطاحت به .. الآن نتياهو أخذ يصرخ كالمجنون في وجه النواب اليمينين في الكنيست بأعلي صوته ويطالبهم بإسقاط ما أسماه حكومة اليسار بل أن الرجل وصل حتي منازل و مواقع اقامة هؤلاء النواب و قام بتهديدهم ومطالبتهم بمناصرته لاسقاط التحالف الجديد .. اللهم لا تعد هذا الرجل الي موقعه أبداً .. ليس حباً ورجاءً في غيره من هؤلاء المغتصبين السارقين للحق العربي و المحتلين للمسجد الأقصى ولكن فقط نكاية في هذا الخبيث الذي دمر الاقطار العربية و اذل قادتها بتطبيع جبان و خائر و اجري دموع الثكالي أمهات الشهداء و حرم الشعب الفلسطيني البطل من حقه في العيش الكريم بمحاصرته و حرمانه من كافة مسببات ووسائل العيش الكريم .. .. نعم .. كلنا ضد نتنياهو .