كيف تتعامل (الخرطوم) و(جوبا) مع أزمة الجبهة الثورية ؟!!
بعد أن جرت المفاوضات الأخيرة بين حكومة السودان والجنوب في استئناف ضخ البترول، وسعدنا بدخول البترول مرة ثانية بعد غياب طويل إلى دائرة الإنتاج وموعودين باستقبال رئيس دولة الجنوب الفريق ” سلفاكير ميارديت” للوقوف هناك لتدشين النفط مرة أخرى عبر ميناء بورتسودان وبحضور نظيره رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” خلال الأيام القادمة، ولكن – حسب ما أوردته الأنباء والتقارير الأمنية الصادرة أمس في الصحف ووكالات الأنباء- عن تورط جوبا في دعم متمردي الجبهة الثورية بسيارات الدفع الرباعي والأسلحة الثقيلة والذخائر وإيواء الجرحى من متمردي الجبهة الثورية لمعالجتهم في أراضيها، هذا العمل جاء في توقيت غير مناسب ومن المتوقع أن يهدد العلاقة بين البلدين وقد ينسف كل الاتفاقيات الأمنية والاقتصادية بينهما ويعود الحال الي المربع الأول، ويعيش الناس في حرب ضروس مرة أخرى وخسائر وتسوء الأحوال ولا تنسوا أن فصل الصيف قادم وبقوة وتتفشى فيه الحميات وأمراض السحائي ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الشعب لم يكن قادراً على أن يصبر أو يتحمل ضنك العيش وغلاء الأسعار وارتفاع الدولار الذي أصبح يلامس كل الأشياء في حياته اليومية. وبعد أن قلنا إننا تنفسنا الصعداء ويعود ضخ البترول من جديد وينخفض سعر الدولار المرتفع الذي أصبح يتأثر بكل الأخبار والشائعات في سوقه يتشكل في كل حين وآخر. نفاجأ بما قامت به (جوبا) من إحداث أزمة جديدة ضد (الخرطوم) لتزيد من حالة الاحتقان والتوتر بين الدولتين.
إذا فشلت هذه المرة العلاقة بين البلدين يدل هذا على مساندة جوبا للمتمردين لتستمر جبهات القتال الدائرة بين قواتنا المسلحة السودانية الباسلة القابضة على جمر القضية وحركات التمرد والجبهة الثورية الذي يتأثر منها المدنيون بكردفان ويعم الخراب الديار وتتهجر القرى وتبدأ مواسم الهجرة والنزوح وهذا يعد مؤشر خطير آخر على إقليم مهم به الثروات الحيوانية والنباتية وله تأثير كبير في حركة الاقتصاد السوداني.
هناك (سماسرة) حرب لا يهمهم الوطن والروح الوطنية منزوعة من أفئدتهم (الطابور الخامس) بل من أجل أن تكون مصالحهم مستمرة لابد أن تستمر الخلافات بين الدولتين والنزاعات القبلية وإشعال نار الفتنة، ودعم للحركات المتمردة للقتال والناتج دمار للقرى والمدن وتهديد وخوف وروع للإنسان.
في مثل هذه الظروف على الدولة يجب أن تعرف كيف تتعامل مع هذه الأزمات ومتي تطلق التصريحات؟ وتهدئة الأوضاع الأمنية؟ ولماذا في هذا الوقت بالذات جوبا تساند المتمردين؟ في حين أنها دولة وليدة هي في حاجة ماسة إلى الاستقرار والتنمية في المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس والجامعات والمعاهد والمصانع والنهوض بإنسانها وتوفير فرص بيئة العمل المناسبة له وفي الآخر على الدولتين أن تعلما تماماً لا عودة للحرب مرة أخرى ولا خيار بين البلدين إلا السلام وبسط روح التسامح وتبادل المنافع وفتح المعابر وعودة الحركة التجارية بين الجنوب والشمال حتى ينعم المواطن بحياة طيبة وكريمة.
أخر البث:
نسأل الله أن لا تتدهور العلاقة بين البلدين.. والبترول هو المصلحة العامة لاستقرار الأوضاع، ويعنى هذا توفير السلع الاستهلاكية للمواطن بأسعار قليلة، وهبوط الدولار وازدياد حركة الصادرات والواردات.
على (الخرطوم) و(جوبا) أن تتعاملا بدبلوماسية وإستراتيجية مع متمردي الجبهة الثورية لإدارة وحل هذه الأزمة !!