حوارات

مدير شرطة (جنوب دارفور) لواء شرطة "طه جلال الدين" لـ(المجهر):

شهدت مدينة (نيالا) حاضرة ولاية (جنوب دارفور) عدداً من الإنفلاتات في الفترة الأخيرة ارتبط بعض منها بالنهب والسلب، والبعض الآخر بهجوم الحركات المسلحة غير الموقعة على السلام التي تتمركز في أجزاء من الولاية بجانب الصراعات القبلية التي أصبحت تمثل التحدي الأكبر، هذه التفلتات أعادت إلى الأذهان أيام التمرد الأولى، الأمر الذي دعا السلطة المركزية إلى تعيين حاكم عسكري كوالٍ لهذه الولاية، وللتعرف على حقيقة الأوضاع في مدينة (نيالا)، جلست (المجهر) مع مدير شرطة (جنوب دارفور) اللواء شرطة “طه جلال الدين” وأجرت معه حواراً تناول الأوضاع الأمنية في (نيالا) وخطة الشرطة لحسم التمرد، فماذا قال؟     

{ ما هو تقييمكم للأوضاع الأمنية في ظل التفلتات الأمنية بحاضرة الولاية (نيالا) والصراعات القبلية وعمليات السطو والنهب في الطرق الرابطة حاضرة الولاية بالمحليات؟
–    حقيقة نحن في ولاية (جنوب دارفور) الناس يتحدثون عن وجود تفلتات أمنية بطريقة مزعجة، وحتى نتكلم عن وجود تفلتات لابد أن نتناول المهددات الأمنية بالولاية، فالمهدد الأساسي بالولاية هو وجود حركات غير موقعة على السلام تعبر وتمر بأجزاء كبيرة من الولاية في الناحية الجنوبية والجنوبية الشرقية وشرق الولاية وفي الحدود مع ولاية (شرق دارفور)، بجانب التحركات العادية للحركات في الحدود مع ولاية (شمال دارفور) ومنطقة (شرق جبل مرة)، أضف إلى ذلك حدودنا مع ولاية (وسط دارفور) توجد فيها حركات.
{ ما هي خطتكم لمواجهة هذا الأمر؟
 – حسب التفويض المحدد لكل قوة، قوات الشرطة مسؤولة عن حفظ الأمن بالولاية، أما مسؤولية تأمين الولاية من الحركات المتمردة فهي من اختصاص القوات المسلحة، وهم يقومون بجهود وعمل كبير في التصدي لهذه الحركات، وحققوا انجازات وانتصارات كبيرة في الآونة الأخيرة ومن قبلها، الحركات تهديدها يظهر في استهدافها للقوافل الضعيفة وحركة المواطنين العادية التي لم يصطحبها ترتيب أمني، مثلاً في أسواق (أم داورور) المحلية، ولو رصدنا التفلتات نجدها تستهدف القادمين من الولايات الأخرى أو من المحليات لحاضرة (جنوب دارفور)، إما حركة الناس من (نيالا) إلى خارج الولاية فتؤمن بالطواف نقدرها نحن في المخارج قبل مغادرة هذه العربات، وأغلب العربات التي يتم الاعتداء عليها غالباً إما منفلتة أو ملتزمة بضوابط التأمين وحركة الأطواف أو شخص لديه غرض معين، فهؤلاء يتعرضون لاعتداءات كثيرة ويعتبرها الناس تفلتات أمنية.
{ بحسب مضابط الشرطة ما هو موقف الجريمة بالولاية؟
–    كل الجرائم المتعلقة بالسلب والنهب خارج (نيالا) ترتكبها الحركات المتمردة، الحركات المسلحة فيها أعداد كبيرة من المتفلتين والهاربين من العدالة، وآخرين مرتكبين جرائم أو شاذين في مجتمعهم، لذلك يرتكبوا هذه الجرائم ويغطوا على هذه المسألة بانتمائهم للحركات، أحياناً يصلون مرحلة أنهم باسم الحركات يستهدفوا مدناً مثل ما حدث في (أبوعجورة وقريضة ودونكي ضريسة ومهاجرية ولبدو)، كل هذه المسائل مربوطة بالتفلتات والحركات فاقدة للدعم والسند، لذلك تلجأ لنهب الوقود والقوافل التجارية حتى  تعيش لأنها ليست لديها مصادر، وعادة ما تفرض رسوم حتى على العربات التجارية التي تمر بمواقعها، هذه كلها تؤدي إلى تفلتات أو تنعكس في الصحف على أنها تفلتات، حتى استهداف المعسكرات تحصل فيه جرائم كبيرة جداً لان الناس يلجئون لهذه المعسكرات بفهم أن قاطنيها نازحون والشرطة لا تستطيع مطاردتهم داخلها لأنهم محميون، ومن واجب الدولة حماية النازحين والناس  الموجودين في مناطقهم.
{ يلاحظ ارتفاع نسبة الجرائم بمدينة (نيالا) وبالمقابل نشطت الشرطة وضبطت في الأسبوع الماضي أكثر من عصابة وأجهضت محاولة اختطاف اطلعنا على خطة قوات الشرطة لمدينة (نيالا)؟
–    المدينة محاطة بخندق دائري، وبها بوابات للدخول والخروج، إلا أن ما نعاني منه أن المواطنين في أثناء حركتهم يقومون بدفن الخندق في بعض المواقع، لذلك من حين إلى آخر نمر على الخندق لفتح المناطق التي يتم دفنها، حتى يكون الخندق حاكماً لحركة الخروج والدخول للمدينة، ولدينا ارتكازات للقوات المسلحة على امتداد المداخل لاستشعار أي هجوم قادم على (نيالا).
{ إذن كيف تتسلل هذه الحركات؟
–    عناصر الحركات تلجأ في كثير من الأحيان إلى التسلل  داخل المدينة، ونحن لا نستطيع توقيف المواطنين في الشارع للتحقيق معهم، لكن هم يدخلون ومن ثم يصبحون عناصر منفلتة.
{ما هي آلياتكم للقضاء على التسلل؟
–    نحن لدينا خطة بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية فيها انتشار واسع للشرطة وارتكازات بأكثر من (25) عربة تشتغل أطوافاً نهارية وليلية على مدى اليوم، بجانب تأمين المواقع الاستراتيجية والمرافق الحكومية بصورة راتبة، وبحمد لله بعد تنفيذنا لهذه الخطة لم يحصل اعتداء على أي من هذه المرافق.
{ السيد مدير الشرطة متى وضعتم هذه الخطة.. ومتى بدأتم في تنفيذها؟
–    الخطة موضوعة من (بدري) ومنفذة، لكن كانت هناك  بؤرة ينشط فيها المسلحون والمنفلتون، استهدفناها بخطط خاصة في سوق المواشي والملجة، وشهدت عدداً من الحوادث تصدينا لها بسوق المواشي واحتسبنا شهداء وقبضنا العديد من العصابات.
{ إلى ماذا تعزي أحداث (نيالا) الأخيرة؟
–    الأحداث التي حدثت في (نيالا) في الآونة الأخيرة نشطت بعد زيادة التفلتات، وهذا كله سببه قرب الحركات من  (نيالا)، والآن العمل يجري لتطهير المنطقة حول (نيالا) وقبضنا كثيراً من المتسللين من مناطق الحرب ومصابين  داخل مدينة (نيالا)، وهذا أدى إلى ارتفاع وتيرة التفلتات، لكن بالمقابل الشرطة وصلها دعم أكثر من (16) عربة لاندكروزر، وعندنا قوة ضاربة جاهزة وأصبحت الشرطة تبادر في التصدي لهؤلاء المنفلتين. 
 {هذا غير عمليات الاختطاف؟
–     بالنسبة للإختطاف تمكنا من احباط عملية خطف موظف في برنامج الغذاء العالمي (نيبالي) الجنسية الأسبوع الماضي وضبط العربة التي كانت تستخدم في عمليات الاختطافات، الآن بعد ضبطها أصبح بعض المنفلتين   يمشون بأرجلهم في الأطراف البعيدة، وإن شاء الله نسيطر على ما بقي منهم. 
{ اعتداءات أسواق المواشي وموقف الجنينة ونهب ممتلكات المواطنين التي تقوم بها جماعات مسلحة موجودة داخل مدينة (نيالا).. محسوبة من قبل البعض على الحكومة.. ما هو موقف الشرطة من هذه الاعتداءات؟
–    (نيالا) مدينة كبيرة ومترامية الأطراف، التفلتات التي حدثت في موقف الجنينة كان بسبب استنفار تم لقوات شبه نظامية، وبحمد الله استطعنا عبر ارتكازنا التصدي لكل تفلتات هذه القوات، وتم الآن إعادة القوات إلى المناطق التي استنفرت منها والأمن استتب.
{ وسوق الملجة؟
–    أحداث سوق الملجة تمت عبر منفلتين درجوا على القيام بها، ومستخدمو السوق لم يكونوا متعاونين مع الشرطة، لكن وقعت وثيقة تعاون بين الشرطة وأصحاب المحلات التجارية في السوق، وتواثقوا على أن أي مجرم يدخل السوق يساعدوا الشرطة في القبض عليه، وهنا نشكر أهلنا (الرزيقات) وحرس الحدود الذين تجاوبوا مع الشرطة ما أدى إلى ضبط كثير من المنفلتين في هذه المنطقة، وأصبحت الآن المنطقة أمنة بحمد لله.
{ بعد عشر سنوات من اندلاع الأزمة بدارفور ارتفعت وتيرة الاقتتال وكأنما هناك رسالة أريد لها أن تصل مع مطلع العقد الثاني للمعاناة.. فما تفسيركم أنتم ؟
 – بعد اندلاع الأزمة في 2003م الحركات كانت بعيدة ومسنودة بدول أجنبية، وبعد إغلاق هذه الأبواب أصبح ليس أمامها خيار إلا أن تأتي إلى الداخل، ومقدمها إلى دارفور يتطلب وجود سند في مكان وجودها، سواء أكان طابور خامس أو بعض ذويهم في بعض المناطق، وهم يعتبرون (مهاجرية) و(لبدو) و(جنوب السكة الحديد) مناطق محررة، ولديهم فيها امتداد لأنها مناطق يمكن  أن تخنق (نيالا) لذلك تمركزوا فيها، والحمد لله تم تمشيطهم من هذه المنطقة، لكن هذه الحركات لا تدخل منطقة ما فيها امتداد ونحن (بنقول هذا  الكلام دا بالصوت العالي).
{ أين تتمركز امتداداتهم؟

–    هناك امتدادات للحركات في بعض المناطق سواء أكانت شرق جبل مرة أو الحدود بين شمال وجنوب دارفور أو حدود ولايتي جنوب وشرق دارفور أو منطقة جنوب السكة الحديد، والحركات لا تهاجم ما لم يكن عندها ناس يعطوها المعلومات عن المنطقة وحجم القوات الموجودة، وعادة لا يثبتون في منطقة لان شغلهم شغل نهب وتزود بالوقود والماء، لكن الحملة التي بدأت الدولة في تنفيذها بدأت تأتي أكلها، والآن أصبحت هذه الحركات ليست لها وسائل حركة وتكبدت خسائر كبيرة جداً، وهناك أناس كثر رجعوا من هذه الحركات، وإن شاء الله خلال فترة وجيزة يعود الأمن لمدينة (نيالا) وتعود الطرق آمنة، في السابق كانت هذه الطرق والقوافل تحرس بواسطة قوة بسيطة من الدفاع الشعبي، لكن بعد وجود الحركات بعرباتها، صارت  القوافل تتعرض لأحداث وكل الأحداث التي تقع يتم فيها فتح بلاغات وتحري، وحتى ظاهرة الفزع من قبل أهل المجني عليهم تسهم كثيراً في ضبط المنفلتين. ازدياد التفلتات بسبب وجود الحركات داخل دارفور، وعندهم مناطق الآن يتحركون فيها بحرية بسبب تعامل المواطنين معهم، ونحن نأمل أن يعي المواطنون أن وجود الحركات معهم في مناطقهم لا يجلب الخير لهم، فمثلاً منطقتا (مرلا، وامقونجة) أدى دخول الحركات إليهما إلى توقف مشروع تنموي كبير يتم تنفيذه بواسطة السلطة الإقليمية ودولة (قطر).
{ المحليات الغربية من الولاية صمدت في وجه الصراعات القبيلة طيلة السنوات الماضية.. لكن هذه الأيام تشهد أعنف قتال قبلي لم تشهده الولاية على مدى أزمة دارفور.. ما الذي جرى؟
–    الإشكالات القبلية كانت قد توقفت بفضل الوثيقة التي وقعتها القبائل أمام رئيس الجمهورية في نهاية العام (2011م) وفيها تم الاتفاق على أن أي حادث يقع يعتبر حادثاً فردياً، ويتم معاقبة الجاني. ما تم في المنطقة الجنوبية الغربية من الولاية بمحليتي (عد الفرسان) و(كتيلا) بدأ بنزاع حول تبعية إدارية المنطقة، وقد يكون هناك خطأ إداري وعدم رسم الحدود بين المحليتين أدى إلى هذا النزاع، الحكومة تمكنت عبر لجان الأجاويد والقوات التي أرسلت من نزع فتيل الأزمة، لكن حدثت بعض الظروف والملابسات أدت إلى وقوع خروقات من الطرفين، وكل طرف يتهم الآخر بخروقات واستفزازات والمظاهر المسلحة لم تنسحب، لذلك وقع احتكاك أدى إلى مقتل (2) من قبيلة بني هلبة، وبعده حدث رد فعل لهذا الحادث قتل فيه أحد أبناء قبيلة القمر، وبعدها اندلع الصراع بسبب بقر مسروقة وتتبعها فزع ومن ثم تفاقمت المسألة، ونحن دفعنا بقوات شرطة كبيرة، لكن كانت الأحداث عنيفة، إلا أننا بحمد لله بعد الدفع بقوات إضافية كافية ووصول معتمدي المحليتين إلى موقع الحادث مع زعامات أهلية، وباجتماع الوالي مع قيادات القبيلتين تم إلزم كل طرف بإمساك  قواعده وإلا ستكون هناك منطقة منزوعة السلاح بين القبيلتين، والآن ذهبت حكومة الولاية ومعها (5) من قيادات كل قبيلة لإرجاع قواعدهم، والمنطقة الوسطى ستكون فيها قوات مشتركة من الشرطة والجيش، وهي أكثر من (26) عربة سيكون لها أثر بالغ في احتواء الموقف، ومن ثم يرجع الطرفان لمواصلة مؤتمر الصلح بينهما الذي تعثر بسبب حواكير، بجانب ذلك هناك تحقيق حكومي مختص تم في هذه الأحداث حدد أس المشكلة والخسائر، إذا تم الصلح سيكون خيراً وبركة وإذا لم يتم الدولة سترجع لتنفيذ ما ورد في توصيات لجنة التحقيق، لكن الدولة دائماً تعطي فرصة للناس كي يتوافقوا ويتراضوا حتى يستطيعوا أن يتعايشوا.
{ هناك حديث يدور في الشارع العام عن ضبط أشخاص يتبعون لـ(العدل والمساواة) في الأحداث التي دارت بين القمر والسلامات.. ما صحة هذه الأقاويل؟
–    الصراعات القبلية يحصل فيها التناصر، والحركات المتمردة فيها ناس من كل قبائل دارفور حتى الحركات التي وقعت على السلام بعضها لم ينفذ الترتيبات الأمنية (وبكون فيها جناح معانا وجناح برة)، ودائماً في مثل هذه الأحداث الطرف الذي يرى أنه على حق سينتصر بالتمرد، وهذه مسألة مدورة سواء أكانت في أحداث (التعايشة – مسيرية – سلامات) أو نزاع (بني هلبة – قمر) لكن (ما بنقدر نقول في) حركات مسلحة دخلت في هذا الصراع حتى الآن، يمكن يوجد شخص يحمل بطاقة لإحدى الحركات وشارك في المعارك. ودخول عربات وآليات تتبع للحركات في هذا الصراع لم نرصده، كذلك الحركات   مشغولة بحالها تلملم في أطرافها وتعالج في جراحها. وهناك حديث قاله نائب الوالي في الاجتماع أن المواطنين يحملون أحياناً بطاقات الحركات في الخلاء كي يحموا أنفسهم، وتجد ذات المواطن عندما يدخل المدينة يحمل بطاقة (المؤتمر الوطني) كي لا يحسب من الطابور الخامس، فالمسألة لها علاقة بضروريات الحماية الشخصية بحسب كلام نائب الوالي.
{ المواطنون بجنوب دارفور تفاءلوا بتعيين والٍ عسكري يعالج الأوضاع الأمنية.. كيف تنظر شرطة الولاية إلى هذا التعيين؟
–    الوالي هو والٍ سواء أكان عسكرياً أو مدنياً هو رئيس لجنة أمن الولاية، نحن كشرطة ما عندنا علاقة بتعيين والي هذه مسألة تدخل في إطار العمل السياسي، علاقتنا بالأخ الوالي السابق والحالي هي لجنة الأمن، حقيقة ليس كما يشاع أن هناك إشكالية في الوالي السابق مع الأجهزة الأمنية، نحن الوالي بالنسبة لنا هو رئيس لجنة الأمن، ونأمل أن يكون تعيين الوالي قدم خير على الولاية، وأن يوفر موارد تساعد في استتباب الأمن، وأكيد هو عين لأن التفلتات كثرت في الآونة الأخيرة، ولابد للدولة أن تبسط ذراعها بقوة ليستتب الأمن نأمل في ذلك، وأنت تعلم أن الولاية تعاني من مشاكل عميقة.
{ أبرزها؟
–    تتمثل في أن القوت والوقود يصلا بالطوف، وهو مربوط بحركة المتمردين وانتشارهم واستهدافهم للأطواف، لذلك شرطة الاحتياطي المركزي تبذل مجهوداً كبيراً جداً في ايصال المؤن لولايات دارفور كلها، و(نيالا) تعتبر مركزاً عبرها تتغذى كل دارفور، وهذا الطوف إلى أن يصل هنا يكلفنا كثير جداً من الجهد والمال، رغم أن ما يقدم لمنسوبينا يكاد يكون لا يكفي، لكن وزير الداخلية ملتزم  بتوفير تجهيزات الآليات التي تحمي الأطواف التجارية، والآن أضيف لنا عبء آخر هو طوف السكة الحديد وتأمين القطار، والحمد لله تمكنت قوات شرطة الاحتياطي المركزي من ايصال (11) قطار كانت تحمل الوقود للولاية بعد معاناة والسكة الحديد نفسها تعاني، نأمل أن يتم الدعم اللازم لشرطة الولاية.
{ هل تعيين الوالي “جار النبي” بحكم خبرته العسكرية يمكن أن يُحدث فارقاً ايجابياً في الأوضاع الأمنية والتنموية بجنوب دارفور؟
–    ما في شخص واحد كدا بجيبوا عشان (mission) أمنية يقدر يحقق الأمن، لأن الأمن مسؤولية جماعية، المواطنون والشرطة والقوات المسلحة والأجهزة شبه الرسمية والقيادات السياسية كلها عندها دور، لأن مسألة الأمن عبارة عن (mandate) ينزل على الجميع إذا التزموا به لن تكون هناك جريمة أو خلل أمني، لكن  الناس اعتادوا أن تحسم هذه المسائل بالسلطة، والوضع في دارفور يختلف عن أية منطقة أخرى في السودان، وهذا يتطلب من أخونا الوالي خطوة جادة لنزع السلاح داخل مدينة (نيالا)، ونحن ساعون في ذلك لتوفير الأمن في الطرق وإنفاذ وتفعيل قوات الترتيبات الأمنية والقوات شبه النظامية لتكون ايجابية في مسألة الأمن، بهذه الصورة يمكن تحقيق الأمن إن شاء الله مع تقليص وجود الحركات حول مدينة (نيالا).
{ برأيك لماذا واجهت (نيالا) كل هذه التحديات؟
–    مدينة (نيالا) محاطة بخمسة معسكرات للنازحين عندنا فيها وجود شرطي ولجان مجتمعية، إلا أن معظم النازحين ناقمون على الدولة لا يلجئون لها ويعتمدون على المنظمات، ونحن لدينا توجيه واضح فإما أن تخطط  أو يعملوا فيها مراكز أمنية قوية لضمان حماية المواطن في المعسكرات، وهذه الخطوة سننفذها في الفترة المقبلة، المسألة الثانية قضية العودة الطوعية وليس هناك ما يمنعها إلا أن تجدد الصراعات القبلية بقت المهدد الأساسي، فكثير من القبائل لا ترضى بالأقليات أن تقطن معها، وهذه مسألة معالجتها سياسية من قبل إخوتنا في حكومة الولاية.
{ الولاية مازالت تعاني من أزمة الوقود والصفوف في الطلمبات لم تنفض حتى الآن؟
–    إشكالية الوقود بسبب تأخر الأطواف التجارية وجشع التجار، توجد كميات كبيرة من الوقود في الطلمبات،  و(نيالا) أكثر مدن دارفور فيها )كنترول( على صرف الوقود، لكن الإحساس بعدم استمرارية الأطواف يولد  إحساساً لدى الناس بتخزين الوقود، والملاحظ لما الوقود ينفد في الطلمبات العربات (بتكون ماشة ما بتتوقف).
{ طيب السيد اللواء بهذا الفهم أصبح الجشع والتخزين جريمة تهدد استقرار المدينة.. ألم تتدخل الشرطة لمحاربة هذا الأمر؟
–    طلبنا من السلطة الولائية أن تصدر أمراً ينظم تخزين وتحريك الوقود داخل الولاية (دا ما بنطلعوا نحن)، لكن هناك تجار قطاعي (ببيعوا) الوقود خارج الطلمبات، نحن حاولنا مع الولاية لمعالجة هذه الإشكالية، لكنها ما قدرت.
{ لماذا؟
–    لأنهم (بفتكروا الناس ديل عايشين بالشغلة دي لعدة سنوات)، ونحن أعطيناهم الحلول بأن يجمعوا كل مجموعة ويعملوا ليهم طلمبة، لكن الجشع ونحن الآن عندنا حملات ستكون واسعة جداً، ويمكن بعد آخر طوف وصل المدينة نفذنا حملات جمعت كميات كبيرة جداًً من الوقود ورجعنا لأصحابها أموالهم واستفدنا منه في تشغيل محطة الكهرباء. والآن صدر قرار من المركز بأن تشرف أجهزة الاستخبارات على توزيعه وضبط حركته، ووضع الآن موضع التنفيذ والآن الوقود متوفر، كما وضعت خطة يتم عبرها تعبئة المستودع الاستراتيجي لأن الولاية داخلة على فصل الخريف.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية