حوارات

المفكر السياسي د. عبد الله علي إبراهيم : الترابي كان يعتبرني أحد أبنائه ولا أكنُّ له العداء وتركتُ الحزب الشيوعي لأنه ليس شيوعياً

الشعب السوداني مع فصل الدين عن السياسة

الإسلاميون تجنّوا على أنفسهم بتعريض الإسلام لامتحان غير مستعدين له.

حوار / الهضيبي يس

أكد المفكر والمؤرخ السياسي، د. عبد الله علي إبراهيم، بأنه ما يزال معتنقاً الفكر الشيوعي، ويعمل على تنزيله على أرض الواقع، لكن بمنأى عن كيان الحزب الشيوعي السوداني الذي قال بتحوّله إلى حزب طائفي وحاضنة للبرجوازية الصغيرة.

ونبه عبدالله علي إبراهيم إلى إسهامات الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي، الراحل د. حسن عبد الله الترابي، في تأسيس الحركة الإسلامية، ولكنه أشار كذلك إلى الخسارات التي حظيت بها الحركة بتحوّلها إلى السلطة، وقال: الأشخاص الموجودون في السلطة حالياً ليسوا بحركة إسلامية)).

أما تزال شيوعياً؟

نعم، ما زلتُ شيوعياً.

برغم كل شيء ما تزال شيوعياً؟

أنا لست عضواً في الحزب بالشيوعي

شيوعي خارج “الشيوعي”؟

قمت بترك الشيوعي، لأنه ليس شيوعياً.

أنت شيوعي على عكس الحزب؟

الحزب فارق الخطة في استخدام الماركسية في التحليل من حيث الوقائع المتعيّنة في السودان والوجود الحي بين الطبقة العاملة والكادحين.

بمعنى أن البرجوزاية هزمت الطبقة العاملة؟

تفشَّت في الشيوعي طبقة البرجوازية الصغيرة التي كنا في صراع معها لصالح الطبقة العاملة (البروليتاريا)، وأصبح الخيال هو السائد من حيث الأداء كذلك.

وكيف تصف الحزب الشيوعي بوضعه الآن؟

هو حزب البرجوازية الصغيرة

في تقديرك هل كان هناك عمل ممنهج ليصل الحزب إلى هذه المرحلة؟

من المؤكد أن الحزب الشيوعي قد تعرض لعدة ضربات تاريخية حدثت له، والخصومات والمناخ الثقافي الذي استجدّ في السودان والعالم، وما عُرف بتفتُّت المعسكر الاشتراكي والخيبة العامة للنظرية الماركسية؛ ترتّب عليه خلع الماركسية بسبب هذه الإصابات، بالتخلي عن حركة الكادحين والعمال، والتحول إلى حزب البرجوازية الصغيرة، وأستطيع القول إنه حزب بات طائفياً

هل قيادات الحزب الشيوعي الآن جديرون بقيادة الحزب؟

من المؤكد هو حزب البرجوازية الصغيرة، وهم أهل لقيادة هذا الحزب، واختلافي معهم لكونهم لم يعودوا يمثلون القوى الاجتماعية الجديدة التي خرجنا من أجلها في الأربعينيات.

هل من حلول وبدائل إصلاحية للحزب الشيوعي؟

أنا لست معنياً بتوفير هذه الحلول، فقط أدعو إلى النظرية (الخالقية)، فهي مسودنة وخلاقة ومنظمة.

ماذا تقصد بنظرية (الخالقية)؟

أتحدث عن الراحل عبد الخالق محجوب ومجموعة الأشخاص الذين كانوا يؤمنون به، وكانت لهم قدرة على الصبر، ولديهم رؤية بعيدة عن تمجيد الأشخاص، خلافاً لبقية الأحزاب.

هل تملك قيادات الشيوعي الآنية رؤية مستقبيلة لإدارة الحزب؟

الرؤية لديهم هي رؤية البرجوازية الصغيرة، ومؤكد هي ليست رؤية الفئة الكادحة بالمجتمع.

نفهم أن مستقبل الشيوعي سيكون كالح السواد؟

كـحزب لا أكترث له ، ولكن ربما أكترث لحزب المؤتمر الوطني وحزب الأمة القومي وحزب المؤتمر السوداني.

ألا تتخوف من محاسبة التاريخ جراء مواقفك تجاه الشيوعيين؟

منذ أربعين عاماً خرجت من منظومة الحزب الشيوعي، تحديداً منذ العام 1978م، ولكن لم أذهب لأنام، إنما سعيت لعمل إصلاحي من حيث تجديد الأمل في الطبقة العاملة والكادحة التي قامت عليها النظرية (الماركسية) وتطبيقها في السودان، وفعلت ذلك من خارج الحزب وليس من داخله، وكلٌ ميسر لما خُلق له.

هل مازلت تطمح بأن تكون رئيساً للجمهورية؟

في الظروف المواتية، نعم، وما يزال يراودني هذا الشعور

لو كنت رئيساً ما هي أبرز القرارات التي ستقوم باتخاذها؟

هذا الواقع يستدعي خروج السودان من هذه الأزمة التاريخية والسياسية إلى ما يسمى بـالمصالحة التاريخية والاحتكام إلى الوطنية واستنفار الطاقات في طريق المساواة التاريخية

كنت في حالة عداء سافر مع الترابي؟

(يبتسم) من المستحيل أن أعادي شخصاً خاصة دكتور حسن عبد الله الترابي، صحيح هناك خصومات فكرية وآيدولوجية، ومازلت أنزلهم بقوة واحترام، والترابي يعتبرني أحد أبنائه، كما ذكر في أحد كتبه.

هل بكيت على رحيل الترابي؟

أنا شخص قليل البكاء، ولكن حزنت على رحيله.

متى يبكي عبد الله علي إبراهيم؟

بكيت فقط في مصرع عبد الخالق محجوب، ومن يومها لم أذكر بأني بكيت

هل تمنَّيت نجاته بأن تكون مكانه؟

ليس تماماً، فقد كُنا في طريق خطر للغاية، ومازلنا، وعبد الخالق محجوب كان يعلم أن هذا الطريق يؤدي لـلموت، ولم نتخيَّل أن نعيش إلى هذا العمر، حيث كان هو إمامنا، وعقب رحيله وعض يده البيضاء، ودلق سمهم (الفاير) بدأ عداؤهم للشيوعيين في الانخفاض، ومؤكد عبد الخالق قد ” فدانا”

هل التقيت بالرئيس نميري بعد مقتل عبد الخالق؟

لم ألتقِ نميري قط، فقط (شفتو) داخل على دار الوثائق، وحينها كنتُ جالساً بالدار، ولم يحدث بيننا أي تواصل.

إن رُدت الحياة للنميري بماذا ستنصحه؟

سأقول له مضيت في طريق فاسد بقتل عبد الخالق محجوب، وبرغم من محاولتنا لمساعدتك، والإصرار على اشتراطاتك بأن لا يكون هناك حزب، وفي سبيل ذلك الطريق هلك الكثيرون من الأشخاص، فتحول الدرب إلى (شاحب)، كما هلك غيرنا إلى أن أطاح بك الشعب.

هل تعرض الشيوعيون لظلم من قبل الإسلاميين خلال الـ(27) عاماً مضت؟

تجنوا على أنفسهم لأنهم زجوا بالإسلام في الحكم وعرضوه إلى امتحان لم يكونوا مستعدين له، حيث كانت معرفتهم به محصورة فقط في فقههم والاعتقاد أنك متى ما قلت إنها هذه دولة مسلمة، قد تحل كافة القضايا والمشاكل كبيرها وصغيرها، فالإسلاميون أدخلوا الإسلام في تجربة غير عادلة، واستثنائية سلبية، ولكن كان لا بد للسودان من المرور بهذه التجربة لمعرفة الإسلام السياسي.

تجربة زج الدين في السياسة لم تكن الأولى في السودان؟

السودان لم يكن الأول في التعرُّض لهذه التجربة، فأوروبا سبقتنا من قبل بزج الدين في السياسة إلى اتجاهات مختلفة. وتجارب الأباطرة والبابوات وعديد التجارب المتراكمة في ذلك الشأن، ورأى الناس بعدها ضرورة أن يكون للدين موضع والسياسة مكان آخر، وهو ما يراه شعبنا الآن بالفصل ما بين الدين والسياسة، بما يسميه البعض تلطّفاً مجتمعاً مدنياً، وآخرين بصراحة يقولون مجتمعاً علمانياً.

الإنقاذ تصنّف السودان على أنه دولة إسلامية كاملة الدسم؟

هناك من سعى لجعله دولة دينية. والحديث عن تحوّل السودان إلى دولة إسلامية عقب انفصال جنوب السودان هو مجرد بوق تنفخه الحكومة. في تقديري أن الإسلام استخدم من أجل إرهاب الناس وفي التقليل من حق التعليم والتعبير، وهذا الفعل سبق الإسلاميين إليه نميري بعد قوانين سبتمبر.

كيف تقرأ مستقبل الإسلاميين؟

من قبل كتبت مقالة قلت فيها، ماذا فقدنا من وجود الحركة الإسلامية بالسلطة، حيث إن الإسلاميين خسروا أنفسهم بالانقلاب، فقد كانت الحركة الإسلامية مميزة لما تملك من قدرات، فقد نشأت في بيئة ديمقراطية، وتعلم كادرها وسائل التحاور ومناورة الخصم، وكان لها مستقبل من خلال استبعاد عبود ونميري، وكانت حركة حديثة، من ثم تنازلت عن ذلك كله، ومن ثم تبددت. وقلت من قبل أن الأشخاص الموجودين في السلطة ليسوا بحركة إسلامية.

تقصد أنهم غير إسلاميين؟

هؤلاء جاءوا إلى مقاعدهم بتعاقد خاص، أما أن يكون هناك حركة إسلامية يُشار إليها، ودخولها في جميع القضايا، هي مجرد أشياء موجودة في خيال الشيوعيين، بالحديث عن النظام الإسلامي والنظام (الكيزاني)، فالإسلاميون الأصليون تركوا هذه الطريق منذ مدة، والآن ليست هناك مؤسسة تدير الأمور، ما يتطلب من الإسلاميين أنفسهم الالتفات لهذا الأمر جليًا

على مستوى الأسرة الصغيرة هل هنالك من انتمى للحزب الشيوعي؟

على مستوى الأسرة، تلقيت بدايات معرفتي بفكرة الحزب الشيوعي على يد ابن عمي محمد علي إبراهيم، فيما يخص أبنائي فلدي ابنة واحدة تربّت في الولايات المتحدة الأمريكية وليست لديها علاقة بالحزب والتنظيم، حيث ما تزال صغيرة ولا علم لي بعد ما في خيالها.

في حالة عُرض عليك منصب سكرتير عام الحزب الشيوعي هل ستقبل به؟

لن أقبل بتولي منصب ملغوم، فهذا حزب آخر، من حيث أنه الآن يناقض فكرته وخياله وما قام عليه، بأن اتجه كما قلت إلى البرجوازية الصغيرة، ومن المؤكد أنها أضحت طبقة موجودة في المجتمع وتسببت أيضاً في إحداث الانقسام داخل الحزب بخروج مجموعات كحركة حق مثلاً

البعض يتحدث أن أفكار وقناعات الشيوعيين لم تعد صالحة الآن؟

هل ما زال يوجد فقراء ومساكين وكادحون في المجتمع؟ ما الذي تغير؟ لم يحدث تغيير قط وبسقوط الماركسية انتهت قضية الفقر ومسؤولية الدولية تجاه الفقراء، وهل أصبح الناس أغنياء حتى نستطيع القول بأننا لسنا في حاجة إلى نظرية اجتماعية؟ جميع المؤشرات في العالم تقول إننا في حاجة لهذه النظرية، والمتابع للانتخابات الأمريكية الأخيرة يجد شخصاً كبيراً يتحدث عن خيال الإشتراكية، ويحدّث الناس بها، بينما الدعوة الآن في الولايات المتحدة الأمريكية أضحت بضرورة العودة إلى النظريات الاجتماعية، لأن الاستقطاب الطبقي أصبح كبيراً كالأسر التي تمتلك الأموال بصورة متضخِّمة

هل كنت حريصاً بالاطلاع على أفكار وتوجُّهات الإسلاميين؟

نعم، كنت حريصاً أيما حرص على الاطلاع والقراءة ومعرفة الإسلاميين، فقد قرأت لدكتور حسن عبد الله الترابي، ذلك كتبت فيه مقالاً في تقديري يعد مرجعاً.

في تقديرك من هو خليفة الترابي؟

ليست لديَّ دراية مسبقة عن البدائل، وأستطيع القول إن صناعة رجال كالترابي ما عدنا نصنع مثلهم، ولكن حواء والدة)).

هل فقد الإسلاميون قائداً مهماً برحيل الترابي؟

من المؤكد، فقدوا عنصراً أساسياً، ولكن خلال فترته الأخيرة لم يعد للترابي الرؤية بعيدة المدى التي يرى بها، خاصة عقب المفاصلة من حيث المفهوم السياسي. هل هو يسعى لتأسيس مفاهيم وأفكار جديدة أم يريد مجابهة تلاميذه وحيرانه الذين زجوا به في السجن.

كذلك ظهور مواقف أخرى نابعة من المجتمع بأن واجه الترابي اتهاماً بأنه سعى لإزالة نظام جاء به، كحال السائر في هضبة، ما جعله كالكرت المحروق أمام الناس، وقتها سقط وصف قيامه بمهمة خاصة لاختراق الأزمة السياسية.

هل راودتك أمنيات بلقاء (ماركس) صاحب الفكره الشيوعية؟

نعم، وددت لقائه، وفي ذمتي زيارة لقبره، لأنه كان شخصاً باراً وإنساناً مغايراً، حيث حمل همنا وكل مستضعف في حاجة إلى ماركس.

السلطة عند الشيوعيين كانت غاية أم وسيلة؟

كانت لدينا قناعة بأن لابد أن نكون في السلطة، بناء على ما نتمتع به من قدرات وإمكانيات، وهي مسلك لتحقيق الغايات من حيث تنفيذ الفكرة الإشتراكية، وعلى وجه المثال كان قرار المساواة بين الشماليين والجنوبيين العاملين في الخدمة المدنية والدولة في الأجور أحد الأمور التي كنا نجزم بأنها حققت إحدى الغايات الرئيسية لفكرتنا.

كانت مفاهيم عدلية أليس كذلك؟

بالإضافة إلى المفهوم الكبير أن الحزب الشيوعي كان يمضي في اتجاه تجييش السلطة من خلال العمال والموظفين وفئات المجتمع الأخرى، ما يساعد على وجود القوانين والتشريعات بالبرلمان التي تدعم توجهنا، لذا صبرنا في ذلك من أجل هذا الغرض.
فذاك طريقنا للاشتراكية، بينما اتفقنا في المؤتمر العام الخامس وأنها من ستتوج النظام الديمقراطي بالدولة عبر النظم والقوانين البرلمانية، فنحن ليبراليون وهناك من سعى إلى الحصول على سلطة من أوساطنا باستعجال، وبمخالفة ما نقول ونهدف إليه بالانقلابات

ماذا عن دعم الحزب الشيوعي لفكرة الانقلاب؟

لسنا انقلابيين، فقد كنا بقيادة عبد الخالق محجوب ونحن تلاميذه، وفي مؤتمر عام 1959 تم التوافق على الوصول للسلطة عبر البرلمان، ولم نتغير قط، بينما سعى برجوازيون صغار للاقتراب من السلطة، وحين جاء نميري للحزب الشيوعي كان ساعياً لتوظيف الحزب ليستلم هو السلطة عبر الانقلاب

نحن ليبراليون برئاسة عبد الخالق محجوب، ومع الحصول على السلطة بطريقة ديمقراطية، حتى ولو حصلنا على مقعد واحد فقط في البرلمان عن طريق برنامج نستطيع تجييش وإقناع الشعب السوداني.

هل سقطت الفكرة الشيوعية في السودان؟

في تقديري لم تسقط، إنما هي في حالة تجربة، وسنقوم بالدعوة لها، وهي قدرنا.

هولاء في سطور

محمد إبراهيم نقد؟

رجل حفظ الحزب ولم ييأس، وكان بالإمكان أن يجعل الحزب الشيوعي أكثر تميّزاً، بتفعيل المحاصرة الداخلية والمحافظة عليه، ليكون مستمسكاً بخطه، ومعانيه، وما قام عليه، وأعطى الراحل نقد (10/10) في الحفاظ على الحزب عقب نكسة الثاني والعشرين من يوليو.

الصادق المهدي؟

الصادق المهدي، زعيم كبير فهو صاحب جمهور وتجتمع له أوراق التاريخ، وهي قيمة عالية، وفي تقديري أن بيت المهدي وكيان الأنصار من الحقائق السودانية اللامعة.

د. حسن الترابي؟

هو من قام بخلق حركة من عدم، وهو صاحب تأثير كبير جداً، إذ بنى الحركة الإسلامية بوجدانه، ومن حظ الحركة أن كان على رأسها دكتور حسن الترابي إبان قوانين سبتمبر، وهو ما استفادت منه لتتمدد في ساحة السلطة.

محمد عثمان الميرغني؟

هو زعيم لطائفة، وعَلَم على راسه نار، حيث كان ينتظر منه الكثير لصالح السودان وجمع شتات السودانيين، ولكن بقي كما هو.

الرئيس الراحل جعفر نميري؟

النميري، قام بكشف عيوبنا، لأنه بدأ من اليسار وانتهى عند اليمين، وفي هذه الفترة تعلقت في (شماعتو) الكثير من الأحزاب، ورب العالمين قام بإرسال النميري لنا من أجل الكشف عن عوراتنا، ورأيي أنه لم تكن لديه بصمة.

خطأ تود تصحيحه؟

استبعاد ظهور القوى الحديثة. فقد أضحى لدينا قوى حديثة في مقابل قوى أخرى وهو ما تسبب في عدم رؤية هذه الجمهرة الجديدة، التي أرى أن تمثل في البرلمان بمقعد أو مقعدين، فضلاً عن عدم التجرد من المحاضن السابقة التي أعمتنا في التواصل مع المجموعات المستحدثة من قطاعات المجتمع المختلفة بشكل عام، وهو الشيء الذي أود تصحيحه. لكن خصومنا لم يتركوا لنا فرصة لتدارك الأمر.

أمر ندمتَ عليه؟

مازلت أندم على التسبب في طرد الأستاذ عبد الله حسن الأمين من اجتماع للكادر الشيوعي في عهد مايو، وهو من الأشخاص الذين عملوا على تقديمي للمجتمع، ولن أنسى قط منظر عبد الله وهو ينسحب من الاجتماع، وهو على كرسي متحرك، والشعور بأنه أصبح شخصاً غير مرغوب فيه، ولن أتناسى هذه المناظر ما حييت، ومن بعدها حاولت التصالح معه عقب خروجي من المعتقل في 1973 بتسجيل زيارة له بالمنزل، ولكن للأسف لم يقبل بالأمر

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية