رأي

الهلال والمريخ .. الإختشوا ماتوا!!

{ حطم فريقا القمة في السودان الهلال والمريخ كل آمال وأحلام الجماهير التي تساند وتؤازر الفريقين في المسيرة الكروية للبطولات العربية والأفريقية بالهزيمة النكراء التي لحقت بهما في أرضهما وفي أم درمان البقعة وسط الجماهير المولعة والمتعصبة في تشجيع الكرة السودانية الفاشلة في جميع البطولات الخارجية.
{ ما يقارب ربع قرن من الزمان لم يأت إلينا فريق سوداني ببطولة مقامة خارجياً في التنافس على كرة القدم أثلجت بها صدور الشعب السوداني المغلوب على أمره، وفي ذاكرتي أن آخر البطولات كانت (سيكافا) و (مانديلا)، في ذاك الزمن الجميل الذي فيه كان اسم السودان وعلمه يرفرف في فضاءات دول أفريقية وعربية، كان المنتخب يشارك من أجل الوطنية ورفع اسم السودان عالياً، ولكن ما يحدث اليوم في منتخبي الهلال والمريخ وغيرهما من الفرق الأخرى المشاركة في البطولات الأفريقية يعد مهزلة وتدهوراًً لكرة القدم السودانية بعد هزيمة الهلال أمام سيوي سبورت العاجي في عقر داره، ولحق بقطار الهزيمة في اليوم الثاني أو بالأصح بعد 24 ساعة المريخ أمام نظيره الأنجولي، وهذا أكبر دليل واضح على أننا نحتاج إلى إعادة نظر في تركيبة هذه المنتخبات التي أصبح الهم الأول للاعبيها هو أن يسجل للمنتخب الذي يدفع له مئات الملايين من الجنيهات، مقابل وعد صادق للجماهير بأنه (ميسي السودان) القادم بقوة، وفي أول لقاء ودي يطلع فيها اللاعب بعد ذلك (ماسورة).. ويبدأ الجمهور يسترسل في عباراته المعهودة: (دا جابوه من وين) وغيرها من النكات المضحكة ويتواصل الفشل الذريع.
عندما قدم البرير استقالته- ليس بغريب- من حقه أن يفعل ذلك، لأنه لم يعد قادراً على تحمل هذا الانهيار الكروي، ولابد أن تعلم إدارات الأندية أنها تدفع أموالها هذه في سراب يحسبه الظمآن ماءً، هؤلاء الذين يمثلون السودان لم يستأهلوا كل هذه الملايين والضجة الإعلامية الكبيرة، لأن مقدراتهم ما هي بحجم مجهوداتهم الضعيفة، ومن الأفضل أن تعتذر منتخباتنا عن البطولات الأفريقية والعربية لعدم مقدرتها على تحمل تمثيل السودان في منافسة كرة القدم الخارجية لضعف الأداء المتواصل، ومن الأحسن أن يكتفوا بأعلى قمة تنافسية داخلية في السودان، وهي الممتاز، والمنافسة على كأس السودان. أو إقامة مباريات خيرية لدعم مرضى الفشل الكلوي، الذين كلما تعطلت ماكينات الغسيل وانقطعت المحاليل خرجوا متظاهرين، وأغلقت شوارع المستشفى، أو لدعم مرضى السرطان الذي تفشى في البلاد بصورة محزنة جداً أو أعمال خيرية كثيرة جداً في السودان تحتاج للمساندة.
{ آخر البث:
علينا أن نستعير منتخباً كاملاً من الدول التي تجيد هذه اللعبة، وتمثيل عدد مقدر من اللاعبين السودانيين، وألاّ يتعدوا أصابع اليد الواحدة، ويكونوا برضو في (دكة) أو (كنبة) الاحتياطي.
على الهلال والمريخ أن يخافوا الله في حق الجماهير.
والإختشوا ماتوا.!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية