رأي

علماء السودان وحديث الشيخ "محمد عثمان"

{ (كلما أنبت الزمان قناةً.. ركَّب المرء في القناة سنانا).. و”أبو الطيب المتنبئ” ليس أوّل المحتجِّين على (سوء الاستخدام الآدمي).. وليس آخرهم..!!
{ أي شيء – سيدي البروفيسور “محمد عثمان صالح” – يصير نعمة أو نقمة بحسب استخدامنا له.. إذن فلنركز على تقنين الاستخدام.. أو (تأصيله) إن شئت القول.. لكن ليس إعدامه!!
{ أكتب هذا على ضوء الحوار الذي نشرته (المجهر) أمس مع فضيلة الشيخ “محمد عثمان صالح”، الأمين العام لهيئة علماء السودان.. وفي جزء من الحوار يقول: (ولماذا من الأساس الشقق المفروشة.. هذا المبدأ نفسه خطأ)!! والشيخ هنا يخرج عن تقنين الاستخدام إلى (الإعدام).. على نقيض حديثه عن شارع النيل ووصفه لما يحدث فيه بـ (الفوضى).. إذ نادى بالضبط والمراقبة.. وهذا حديث حسن.. غير أنه في موضوع الشقق يرى عدم وجودها من الأساس.. فلماذا؟!
{ (الشقق المفروشة) شأنها شأن قناة المتنبئ التي ركّب الإنسان فيها سناناً ليقتل أخاه الإنسان..!! فكان الأحرى بالشيخ أن يطالب السلطات بمزيد من الضبط و(الضغط) حتى لا تشيع الفاحشة وراء جدران الشقق.. ومبلغ علمي أن للسلطات – بمختلف وحداتها – جهداً في هذا الضبط، ربما يحتاج إلى (إسناد) مجتمعي أكثر بالتبليغ عن أي شبهة فاحشة في شقة ما.. وأثق في أن البلاغ لن يذهب سدى.
{ وحسنا فعل البروف بتوضيحه الفرق في ما يصدر عن الهيئة.. وتقسيمه ما بين الفتوى والرأي.. والأولى تكون بطلب من المستفتي.. والأخير يصدر بغير ذلك.. وهذا مهم في تناول ما يصدر عن الهيئة.. فشتّان أن ننتقد رأياً وأن ننتقد فتوى.. والأهم أن توضح الهيئة – في كل مرة – ما يصدر منها.. وتضعه في أحد القالبين.
{ أمّا هجوم الشيخ على الإعلام فأراه (حديث غاضب) التبس عليه الأمر.. وقد جاء هجومه في محورين، الأول (تحوير ما يصدر عن الهيئة.. أو إن شئت قلت عدم الدقة في النقل).. والثاني تناول أخبار الجريمة.
{ أما الأول فأمره سهل.. إذ لكل شخص حق التوضيح والتصحيح (قانوناً) إذا ثبت ما يستدعي ذلك.. غير أن كثيراً من المسؤولين في السودان يسبق لسانهم تفكيرهم!! فيتفوه أحدهم – متحمساً – ويتلقى الإعلام حديثه.. ثم يعيد البصر كرتين في ما صدر عنه.. ويستقبل من أمره ما استدبر.. ثم لا يصدر عنه تصريح (شجاع) بأنه يتراجع عن حديثه.. فيعمد إلى (حيطة الإعلام القصيرة).. ويقول إن حديثه فهم في غير سياقه.. وكأنه كان يتحدث باللغة السريانية.. أو كأن الإعلامي من (الناطقين بغيرها)!!
{ ومحور الهجوم الثاني غير الموفّق أيضاً مسرحه الإعلام وأخبار الجريمة.. ولو يعلم الشيخ كيف أن هذا النشر يجعل المواطنين في أعلى درجات الحذر.. ويزيد من حسهم الأمني.. ثم يضع الشرطة في خانة التحدي.. ويحفزها أكثر لفك طلاسم البلاغ.
{ وفق الله علماء الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها لما فيه الخير والنفع.
{ آخر محطة
{ قلبي مع مرضى الفشل الكلوي.. كل يوم تسير بمآسيهم الركبان.. متى تنضبط (أولوية الصرف) في السودان؟!!
{ هدوء الأحوال الأمنية – سيدي الوالي “الخضر” – من الأمور التي يقرأها المواطن في صفحات (الشوارع).. وليس في الجرائد!!
{ بعد أن فشل “الكوكي” أقترح أن يسجل المريخ (أهلي شندي)!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية