عز الكلام

أم وضاح تكتب… كيف تصبح الخرطوم مثل كيجالي !!!!!

ظلت مشكلة النظافة بولاية الخرطوم واحدة من المشاكل التي إنهزمت أمامها كل الحلول وتحولت إلى أزمة شائكة تواجه كل الحكومات المتعاقبة، رغم أن حلها متاح وممكن بقليل من التديبر والترتيب والتفكير، خاصة إذا تم إشراك المواطن في حلها بإعتباره جزء أصيلا وشريكا حقيقيا في المشكلة وحلها، ودعوني أقول للأخ والي الخرطوم أيمن نمر إن المضي في ذات الخطوات السابقة لمن سبقوه في الولاية هو حكم بالفشل الكبير منذ البداية ومضيعة للوقت، لذلك لابد من إيجاد أفكار جديدة ووسائل غير تقليدية لحل المشكلة على راسها إشراك المواطن وجعله الترس الرئيس في هذه الماكينة التي يجب أن لاتتوقف صباح مساء، لأنه غير منطقي ولامعقول ان يرمي المواطن نفاياته ومخلفات منزله وبقايا طعامه في الطرقات ومن نوافذ السيارات وينتظر ان تصبح الحكومة “سوبر مان” الذي يكنس ويقش ويرش خلفه، وعلينا أن نعترف أن سلوك كثير من المواطنين تجاه النظافة والإهتمام بالممتلكات العامة سلوك غير منضبط فيه كثير من الإستهتار والإنتهاك لحرمة هذه الممتلكات بفهم انه مال الحكومة الماعندو وجيع وكدي دعونا نراجع كثير من المشاهد الغير حضارية التي نشاهدها في المستشفيات وفي مكاتب الحكومة وفي المتنزهات العامة برهانا على استباحتها وعدم الحرص عليها لذلك ومهما أوتيت الحكومة من مقدرة مالية أو لوجستية فان ملف النظافة لن يكتمل مالم يلعب المواطن فيه دور البطولة المطلقة وهو دور اكتشفته دولة رواندا هذه الدولة الصغيرة مساحة الكبيرة تجربة وعمل وهي دولة تستحق الاعجاب لانها تجاوزت مرارات الماضي وقفزت فوق أحزانها لتصنع المستقبل الاخضر لجيل لن يكسب او يتربح من مرارت الانتقام والتشفي واجترار الثارات ورواندا البلد الفقيرة والصغيرة قليلة الكثافة السكانية طوت ملف النظافة وانتصرت عليه ليس بسبب قوة النظام ولاعبقرية الممسكين بالمحليات ولاجدية شركات النظافة لكن نسبة لسلوك المجتمع وثقافته والتوعية الجادة والمنظمة، ورواندا إختطت لنفسها خارطة طارق وجعلت من يوم السبت في نهاية كل شهر يوما إستثنائيا تتوقف فيه حركة المركبات العامة والخاصة عن الشوارع من السادسة صباحا حتي الثانية عشر ظهرا وعندها ينزل كل المواطنين رجالا ونساء شيبا وشبابا مسؤولين وشخصيات عامة لنظافة الشوارع والأمر برمته غير إلزامي ولا إجياري لكن بالتوعية والإحساس بالمسؤولية لايتخلف شخص عن هذا الفعل الذي أصبح بمثابة الواجب الوطني الذي لايمكن التأخر عنه
وبالتالي فان التجربة الرواندية العظيمة تجربة تستحق أن نستنسخها بالكامل لان الحديث عن الوطنية ينبغي أن يكون فعلا علي ارض الواقع وليس مجرد شعارات للهتاف (وطق الحنك)، والشارع السوداني الذي تداعي عن بكرة أبيه بلاسابق موعد لإزالة نظام الإنقاذ ليس صعبا عليه ولاعسيرا أن ينزل إلى الشوارع لينظفها ويحول الفعل ( عادة وعبادة) تجعلنا نقفل هذا الملف الى الأبد ونوفر الأموال الطائلة والعمالة والوقت الذي يهدر إلى ملف آخر يستحق إنجازه
فيا أخي والي الخرطوم أيمن نمر لاتدخل الي ذات المتاهة التي دخلها من سبقوك وتاخذك دوامة البحث عن شركات النظافة العاملة والإجتماعات غير المثمرة وتتحول الطاقات البشرية إلى طاقات عاطلة وخاملة تأكل وتنتظر من يغسل يدها ويقش خشمها كمان
كلمة عزيزة
لابد أن نخرج من مرحلة التنظير والأحاديث الإنشائيه إلى مراحل العمل والبناء لأنه لن ننهض بهذه البلاد بالتعليقات علي قروبات الفيس والواتساب بلادنا لن نبنيها بترصد بعضنا والإحتفاء بالمعارك الوهمية
كلمة أعز
قرار في محله اتخذه والي الخرطوم بإعادة دكتور الفاتح عثمان مديرا عاما لوزارة الصحه وهو خطوة تصحيحية شجاعة وعودة للحق نتوقع أن يقوم بخطوات مثلها في مناصب ووظائف مهمة في ولاية الخرطوم جاء إليها بعضهم بأخوي وأخوك وصاحبي وصاحبك من غير أى مبررات أو حيثيات

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية