هل فشلت زراعة الكلى بالسودان طبياً أم إهمالاً؟؟!!
أخيراً أعلنت وزارة الصحة الاتحادية التحقيق في أسباب فشل زراعة الكلى للمرضى سواءً كان وراءه أسباب طبية أو إهمال.
في بلد تتزايد فيه حالات مرض الفشل الكلوي الحاد الطارئ ما بين 8-10 آلاف حالة، وارتفعت حصيلة المرضى إلى 5 آلاف حالة، وتمت زراعة كلى لـ134 حالة للعام 2012م، و2 ألف زارع أجريت لهم عملية زراعة كلى -حسب تقرير المدير العام لبرنامج أمراض الكلى “د. محمد السابق” وفوق كل ذلك من حجم المعاناة المصاحبة للمرضى نجد عجزاً في الميزانية يقدر بـ 26 مليون جنيه، والميزانية التي وضعتها الدولة أو بالأحرى وزارة المالية لمرضى الفشل الكلوي 84 مليون جنيه، لتغطية الاحتياجات وصرف المرتبات للأطباء والعاملين الذين يسهرون على رؤوس مرضاهم، وتوفير الأدوية المعالجة والمحاليل التي تستعمل لإنقاذ هؤلاء الغلابى من أبناء بلادي.
من واجب وزارة المالية أن تفي بكل الوعود والالتزامات المالية تجاه المرضي الذين يعانون من هذا الداء. إذن تظاهر أطباء مرض الكلى ليس بغريب لأنهم لم تدفع لهم مستحقاتهم، ومن حقهم أن يرتفع صوتهم عالياً للرأي العام، بأنهم مواطنون عاديون ولهم أسرهم واحتياجاتهم الخاصة بهم، من مستلزمات الحياة اليومية، فكيف يعمل الطبيب أو العامل أو غيرهما في هذا المرفق الحساس وهو في حاجة ماسة إلى وسيلة تقله إلى مكان عمله، ووجبة طعام تقيه شر الجوع، ليتجرع بعدها كوباً من الماء لمواصلة عمله، وهذا لا يتوفر إلا بمطالبته بمرتبه أو (بالمال).
مرضى الفشل الكلوي يغلقون الشوارع وتتوقف حركة السير، ويتساءل الناس لماذا كل هذا؟! هؤلاء مرضى الكلى، توقفت عمليات (الغسيل) الذي يجري لهم لإعطائهم أمل العيش في هذه الحياة.. دوامة متواصلة.. حتي يمن الله على عباده المرضى بإجراء عملية زراعة الكلى يأمل أن تكون ناجحة بعد تبرع ذويهم أو فاعلي الخير (بكلية) بعد مطابقة الأنسجة والفصائل والصفائح الدموية، وبعد التحاليل التي تجرى بصورة حذرة، تستدعي الدقة المتناهية، تنقذ حياة إنسان له عشم كبير بعد المولى عز وجل بأحلام عريضة وشأن في هذه البسيطة.
كثير من المرضى السودانيين يلجأون إلى الخارج لإجراء عملية زراعة الكلى لضمان نجاحها بنسبة (100%) بعد إذن الله تعالى، ولكن في بلادنا ما زالت زراعة الكلى تسجل أرقاماً قياسية في الفشل.. وتسبب حصاداً في الأرواح.
إذا أردنا أن نرتقي ونسمو بتطوير بلادنا في المجالات الطبية وبالأخص مرض الفشل الكلوي والحد من هذا المرض علينا بتوطين العلاج، وهذا يتم بإجراء البحوث العلمية المتقدمة، وعمليات المسح الاجتماعي في اكتشاف مسببات المرض، والمواصفات العالمية المتبعة في إنجاح مثل هذه المشاريع الإنسانية العظيمة، بأن نبني مدينة طبية متخصصة في علاج الكلى بأعلى المواصفات العالمية والجودة تكون هي الأساس الأول، واستقدام أفضل الكوادر البشرية والخبرات العالمية من الأطباء والاستشاريين في علاج الكلى، واستجلاب وتوفير أحدث الأجهزة التقنية والحديثة المتطورة في هذا المجال.
آخر البث:
ما زلت أصرّ على رأيي لأحد معارفنا بأن يجري عملية زراعة الكلي لنجله خارج البلاد، وجزى الله (أخاه) المتبرع خيراً، لأن (الزراعة) في السودان ما مضمونة، وحتى تطمئن على سلامتهما وصحتهما الغالية.
شكراً جميلاً لاختصاصي الأسنان وصحة الفم النطاسي البارع “د. عبد المجيد” وطاقمه العامل معه بمستشفى حاج الصافي ببحري، على إجرائه لي عملية خلع (الضرس) بكل سهولة ويسر. وبالمناسبة “د. عبد المجيد” حكى لي طرفة عندما افتتح النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ “علي عثمان محمد طه” المستشفى في يناير الماضي، وعندما قدم له تنويراً عن قسم الأسنان، قال له طه: (والله خليتونا نشتهي متين الواحد تألّمو سنّو عشان يجيكم) فهذه إشادة وشهادة تقديرية لقسم الأسنان بحاج الصافي، وهو قسم يعمل بأحدث الأجهزة المتطورة والحديثة يطمئن لها الوجدان.