الديوانرأي

كمال علي يكتب : في زمن الغربة والارتحال تأخذني منك و تعدو الرمال

على فكرة
كمال علي

في زمن الغربة والارتحال تأخذني منك و تعدو الرمال

في رفرف العمر الجميل الحنون كان لنا رفاق وأصدقاء وأحباب وحين بدأنا السعي على درب الحياة كنا نضع أمام العين شروط الصحبة… وشروط الصحبة ان نقتسم اللقمة وان يفنى الواحد منا في الآخر فاين الآن من عيني هاتيك هاتيك المجالي واين الصحاب والأحباب والرفقة الطيبة المامونة.. أين هم في ذلك الزحام وهذا البساط الأحمدي.
لهفي على نفسي وعليهم وهم في شتات المنافي والمرافي وفي خضم زخم الحياة وضجيجها لا لامين ولا تامين.. فقد ذهب الذين تحبهم وتفرق الناس ايدي سبأ وتفرق الشمل وبات الشأن مر ذكريات وليل اسي فلا حبيب تسر النفس رؤيته ولا صديق يرى ما بي فيكتئب… وصرنا قوم منقطع بنا ولا أحاديث نتجمل بها ونشتاق في لوعة الي زمن طيب مبتسم وليالي جميلة حالمة… تبددت وعصفت بها أقدار السنين وعدت عليها عوادي الزمان… لا حديث يروي شوقي… لا حبيب يجبر بخاطر… الشهور يا ريتا تجري وكل يوم ياريتو باكر.
في رفرف العمر الحنون الجميل كانت (صينية الغدا) مجمع شمل الأسرة وبرلمانها ومحل عافيتها وصحتها ووسامتها وكانت ربة المنزل تطبخ في عنفوان حبا وكرامة ولطعامها الق ووهج وقبس من (كنشها) الاطعم والاشهي والالذ وصاج (كسرتها) المتقد المتلظي في كبرياء وكان رب الأسرة اسعد مايكون وهو حضور بين أسرته التي يطوي الضلوع على محبتها وفي معيته ضيف او اكثر وكان في الطعام بركات ورحمات على المائدة تتنزل… فقل بربك كيف ضاع الأمس منا وانطوت في القلب حسرة.
ذاك زمان قل وندر ان يجود الزمان بمثله حينما كان كل كبير في الحي والجيرة هو كبيرك وقت ان كانت القلوب والبيوت تستقبلك وكانها بيتك وكانت أبوابها على مصراعيها القلب مفتوح ضلفتين قبل الباب وكان الصبي يقول انا المأمون على بنات الفريق.. فاين ذاك الحب كان واين ماكان.
هوج الرياح التي عصفت بتلال المحبة والنية الصافية والحنية في كل أركان الدنيا نحسب ان أعراف اهل السودان وعاداتهم وتقاليدهم تبقى عصية على استهدافها برغم مر مشوار الحياة اليوماتي وبرغم الريح والموج العاصف والانواء… وبرغم الحزن الساكن فينا ليل نهار فسيبقي السودان يا ولدي احلى الاقدار.
ونبقى على اليقين الراسخ ان هذا الوطن الجميل وبرغم العنت والتعب ومرارة العيش وما ال اليه معاش الناس من ضيق ورهق فإن القادم احلى واجمل بإذن واحد أحد… دعونا نتفاءل ونتكاتف ونتعاضد ونتكافل ونتظر ذالك القادم الأجمل اذا صفت النفوس وتسامت فوق الجراح مسامحة ومتسامحة ومستصحبة عبر ودروس التاريخ وحركته وحراكه ومتزودة بالماضي الجميل من الأمجاد والبطولات والتضحيات في تاريخ بلادنا القريب والبعيد وسنعبر بإذن الله سبحانه وتعالى… وغدا نكون كما نود… وغدا تعود مباهج بلادنا وغدا تشرق الدنيا بوهج السودان الامن المطمئن المستقر.
المجد لك يا بلادي سنا الفجر.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية