شكراً يا أسياد
{ خرج المريخ من هزيمة تاريخية في العرضة شمال كادت تغير ناديه إلى ثقافي اجتماعي، خاصة أن المجموعه التي دفع بها المدرب التونسي “محمد الكوكي” لا علاقة لها بكرة القدم ولا أبجدياتها وفنونها.
{ سيطر الهلال على مجريات المباراة وقدم (90) دقيقة كاملة الدسم، تمكن من خلالها الفرنسي من إغلاق مفاتيح اللعب وتأمين الدفاع والوسط، ليجعل المريخ يمارس التوهان بكافة أنواعه، لتصبح المباراة من طرف واحد.
{ كتبنا سابقا نقداً لاذعاً للفرنسي “غارزيتو” خاصة بعد مباراة الهلال مع الأهلي عطبرة، ظناً منا أن المدرب منظراتي من الدرجة الأولى وأن معسكر أديس أضحى (شمار في مرقة)، ولكن ما شاهدناه أمس الأول يؤكد أن “غارزيتو” وفق في بناء فريق قوي سيهز الأرض من تحت أقدام الخصوم جميعها، خاصة أن اللياقة التي كان يعاني منها الفريق أصبحت الميزه الأساسية التي تصنع الفارق بين الهلال وخصومه، بالإضافة إلى الانسجام الذي شاهدناه بين الدفاع وتمكن لاعبيه من سد الثغرات التي قصمت ظهر الفريق في الفتره الفائتة.
{ دخل نجوم الهلال بتحدٍّ كبير وعزيمة وإصرار من أجل تحقيق الفوز المستحق على نده التقليدي الذي غاب في هذه المباراة تماماً، ولم نشاهد إلا أشباحاً يتجولون في أرجاء المكان من حين لآخر لتصبح المباراة بين الهلال والحارس المصري “الحضري”، إذ إن الاعتماد الكبير على لاعب الهلال الأسبق “هيثم مصطفى” جعل المريخ (خارج الشبكة) لأن اللاعب لم يتمكن من الأداء المطلوب في ظل تنافس محموم من قبل لاعبي الهلال الذين تتراوح أعمارهم ما بين العشرين والخمس والعشرين.
{ دوافع “هيثم” في هذه المباراة كانت معروفة وفي مقدمتها الانتقام وإثبات الذات من فريقه السابق، ولكن اللاعب لم يتفهم بعد أن عامل السن قد أخذ منه ما أخذ، وأن رهانه سيظل خاسراً إلى يوم يبعثون، وعليه فإن القائد لا بد أن ينظر لمقدراته جيداً قبل أن تطالب جماهير المريخ بشطبه وهنا تصبح النهاية مؤلمة لرجل قدم عصارة شبابه من أجل الارتقاء بالرياضة في السودان.
{ قال السيد “صلاح إدريس” في عموده قبل فترة إن الأهلي شندي نافس في البطولة الأفريقية بمردود فني عال بسبب حراك بعض الشنداوية وخبرته في مجال الرياضة، ليشير الرجل ضمناً أن “الكوكي” لم يقدم للأهلي شيئاً يذكر، ولعل حيث الأرباب قد اتضح من خلال مباراة الأمس التي أكدت أن “الكوكي” لايصلح لتدريب أنديه الروابط، وأن المريخ قد خدع في التعاقد معه مما يشير إلى هزائم بالجملة في الأيام القادمة.
{ كسب الهلال مباراة أمس الأول رغم أنها تعادلية، وخرجت جماهيره راضية عن الأداء ولاعنة سوء الطالع الذي لازم الفريق، إلا أننا سعيدون بهذا الحراك القوي للأولاد والإحساس المتعاظم بالمسؤوليه والأداء الرجولي وحرارة القلب واللياقة العالية والتنفيذ الصحيح والتكتيك المجيد الذي جعل من الأقمار فريقاً للأحلام بإذن الله.
{ قدم الهلال مباراة مختلفة، تمكن خلالها من سد كل الثغرات والسلبيات التي كنا نشاهدها سابقاً للدرجة التي أصبح فيها الحارس “المعز مجحوب” ضيف شرف للمباراة، في الوقت الذي أصيب فيها المصري “الحضري” (بالفلايت) من هجمات “تراوري” و”الغزال” و”نزار حامد” و”إكانغا”.
{ خسر “هيثم” نفسه وفريقه الجديد وجماهير الهلال التي ما زالت تحتفظ بصورة زاهية للاعب، ليضحى “ود مصطفى” لاعباً مكروهاً من كل جماهير الرياضة، لأن حسابات الكابتن لم تكن صحيحة وجانبها الصواب، خاصه أن الغل قد سيطر على تصرفاته بشكل كبير، لذا فقد أطلق على نفسه رصاصة اخترقت كل الجدران ليرتد اللاعب قتيلاً.
{ شكراً يا أسياد ففي كل يوم يزداد يقيننا بأن الهلال سيد أفريقيا.