مأساة العم (حسين جاتوه) ولقمة العيش.. ورحلة استشفاء!!
ينتابني الحزن والحيرة كلما أشاهد التلفزيون وأتابع القنوات المصرية وغيرها من الفضائيات الأخرى التي تنقل لنا الأحداث المصرية المؤسفة، وعدم استقرار الأوضاع الأمنية في بعض المدن المصرية.. وفي صباح أمس جذب انتباهي على إحدى قنوات (سي بي سي) القصة المأساوية للعم “حسين حلمي” (بائع الجاتوه) في إحدى أسواق مدينة (بورسعيد) وهو رجل مصري مكافح من أجل لقمة العيش وهو يقطن (بورسعيد) وله عربة يتجول بها ويعرض فيها بضاعته وهي (الجاتوه) حتى لقب بـ “حسين جاتوه” فقام أحد ضباط الشرطة بطرده ومنعه من ممارسة عمله وانهال عليه بالضرب وكسر له عربته المتحركة فغضب العم “حسين” من هذا التصرف من قبل ضابط الشرطة فأضرم النار على جسده على طريقة سيناريو “البوعزيزي” التونسي، مما سبب له الأذى الجسيم وعلى إثره كان سبباً في وفاته وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة قال إنه (شهيد لقمة العيش).
فتخيلوا معي حال هذا الرجل المسكين الذي يصارع من أجل البقاء، ومن أجل لقمة العيش التي يسد بها رمق الجوع، وكم من إخواننا المصريين الذين يعملون في كثير من المهن البسيطة التي يسترون من ورائها حالهم.
يا لها من مأساة، وإذا كان هذا هو حال ضابط الشرطة في مصر يلاحق أخيه المواطن بهذه الطريقة يعني أنه يحارب أخيه المواطن بصورة مستفزة جداً، فلا يمكن أن يستقر حال البلد أو ينصلح طالما الشرطة المصرية تلاحق الغلابى في الأسواق الذين سخر الله لهم وسيلة متواضعة للرزق الكريم.
زعزعة الأمن في هذا البلد الطيب نتيجة الثورات العربية التي أصبحت (موضة) هذا الزمان، الهدف منه دهورة الأوضاع في الوطن العربي والشرق الأوسط في النواحي الأمنية والإستراتيجية والاقتصادية والاجتماعية حتى لا ينعم إنسانه بالاستقرار لأن أمريكا والدول الغربية متخوفة من العرب بصورة عامة في التطور الذي بات يهددها وبالأخص أمن إسرائيل التي تقع في وسط الأراضي العربية، لذلك تمارس الأجندة الخفية المأجورة من الخارج لتتوتر الأوضاع في هذه البلدان، وتسوء الأحوال وتنقل عدوى الثورات من دولة إلى أخرى، وتنجرف التيارات الأخرى في هذه الموجة، وينكوي المواطن الجريح بنيران ارتفاع الأسعار مقابل الدولار الأمريكي في بلد المعاناة والغلاء، ومصر أصبحت غالية في معايش الناس رغم أنها بلد يتوافد إليها السياح من كل حدب واعتمادها على السياحة بشكل كبير في اقتصادها، ولكن الأوضاع المتردية فيها بعد الثورة والمظاهرات والاحتجاجات المتكررة بدون فائدة في كل يوم (جمعة) وتحلو للثوار تسميتها بجمعة (كذا… كذا) للشغب والفوضى الضاربة بجذورها، وهو ما يتضرر منه المواطن المصري البسيط نفسه.
نأمل أن ينصلح حال إخواننا المصريين وتعود مصر كما هي في الأول، يتوافد إليها كل الناس والسياح، ويعم الخير والجمال والأمن والاستقرار ربوعها، مصر غالية علينا مثل غلاوة العيون.
آخر البث:
أفتقد هذه الأيام أسرتي الصغيرة اشتياقي ولهفتي لهم وعلى رأسهم (أم مؤمن) التي شدت وعزمت الرحال إلى (قاهرة المعز) لمرافقتهم في رحلة استشفاء للأخت العزيزة “آيات” نسأل الله لها العافية وعاجل الشفاء وأن يطيب لها الجراح، كم كان صغيريَّ الاثنان “مؤمن” و”ساجد” يملآن علينا البيت ضجيجاً وشغباً وشقاوة الأطفال.. ويا ربي ما تحرم بيت من الأطفال.. وإن شاء الله عائدين سالمين وتامين وغانمين.