المخرج "سيف الدين" يعكس معاناة سكان شمال السودان في عبور النيل بفيلم "الضفة الأخرى"
في شقة صغيرة تطل على نهر النيل في منطقة المنشية أحد أرقى أحياء العاصمة السودانية الخرطوم، بدأ المخرج التلفزيوني الشهير “سيف الدين حسن” حاصد الجوائز العالمية في الإنتاج التلفزيوني الوثائقي، وضع اللمسات لانطلاق قناة «نبتة» الوثائقية في منتصف أبريل القادم كأول قناة سودانية متخصصة في الوثائقيات، بعد أن ظلت حلماً يرواد لسنوات المخرج المتميّز، الذي انتقل من برنامج «في ساحات الفداء» إلى »بيت الثعبان« و »صائد التماسيح«، ونال الميداليات الذهبية وأنتج أكثر من »60« فيلماً، كان أبرزها »درب الأربعين، مراكب الشمس، الإبل عز أهلها، قصة سفر، أرض الحضارات، مهد الحضارات »دنقلا العجوز«، صائد التماسيح، الشلك، الطيب صالح »رجل من كرمكول«، نلوتة »الهجرة من شمال السودان« ،شباك وأسماك، بيت الثعبان »الأصــلة«، ممالك على النيل، السياحة في السودان، النيل والشراع، الطريق إلى سنجنيب، في غياهب غوانتنامو، حضارة كرمة، الضفة الأخرى، البجا، النوبة »سبر النتل«، دارفــــور »لعنة الرصاص«، عرب دارفـــور »أسطورة الجنجويد«، دارفــــور »صناعة النزوح«، الهدندوة والسياحة في البحر الأحمر”.
ويحاول سيف الدين الذي تحدث “للمجهر” أمس الجمعة إلى أنه يحاول أن يحصد الجوائز من مهرجان قناة الجزيرة للأفلام الوثائقية القادم من خلال مشاركته بـ”الضفة الأخرى” والتي يعكس من خلالها معاناة الناس في عبور نهر النيل بواسطة المراكب في منطقة “تمبس” بشمال السودان.
ويرى المخرج التلفزيوني “سيف الدين حسن” أن واحدة من العقبات التي تواجه إنتاج الأفلام، أنه لا توجد ثقافة لصناعة الأفلام الوثائقية في السودان بعكس العالم الغربي، ويضيف قائلاً: »لا توجد في السودان قنوات متخصصة في الفيلم الوثائقي، ولذلك تخشى شركات الإنتاج من عدم وجود سوق يشجع الصناعة، وما زلنا نعاني من كساد ومشكلات في الإنتاج والتسويق داخل السودان«، وأشار “سيف الدين حسن” إلى أن الفيلم السوداني استطاع أن يحصد عشرات الجوائز منذ عام 1999م، وأصبح موجوداً في كل المهرجانات العربية والأفريقية، وتبوّأنا المركز الأول والذي يليه في عدة منافسات. ويرى المخرج “سيف” أنه من أي مكان في السودان يمكن أن تصنع حكاية، وهنالك أرضية خصبة جداً لصناعة الوثائقيات وموضوعات كثيرة في الجغرافيا والتاريخ، ويقول: »الكوادر السودانية في صناعة الفيلم الوثائقي مؤهلة ولديها القدرات والخيال والكفاءة«، وعن المخاطر التي يتعرض لها يضيف سيف: »أكبر المخاطر التي تعرضنا لها كانت عند تصوير فيلم »صائد التماسيح«، لقد نجونا من بين فكي تمساح، ولو كنت أعرف حجم المخاطر بهذه الدرجة لما دخلت التجربة، وفي منطقة أب عشر بجنوب النيل الأزرق كان إنتاج فيلم »بيت الثعبان« من بين الأسطورة والخرافة والواقع لاعتقاد البعض بأن »شعيب« بطل فيلم »بيت الثعبان« كان يستخدم السحر باعتبار أن هنالك أساطير موجودة« ومن المخاطر في صناعة الأفلام الوثائقية ما يرتبط بالتحولات السياسية في السودان، ومحاولة توثيق تاريخ الأحزاب والرؤساء وزعماء القوى السياسية المعارضة منها، وتلك التي تشكل الحكومة في السودان، ويدافع المخرج سيف الذي بدأ في التصوير لإنتاج فيلمين منفصلين عن حياة الرئيس “عمر البشير” والآخر عن تاريخ الشيخ “حسن الترابي”، مؤكداً أن الفيلم الوثائقي يتطرق إلى تاريخ السودان الحديث بعيداً عن المواقف السياسية والانتماءات، ويقول: »قبل ثلاثة أعوام بدأنا إنتاج فيلم عن حياة الشيخ “حسن الترابي”، ونريد أن يكون فيلماً سياسياً بالدرجة الأولى من دون أن ينظر إليه من خلال تاريخ المفاصلة، ولكنه يحكي عن كل تاريخ الحركة الإسلامية، وعن فيلم »حياة الرئيس« فهذا الفيلم ليس دعائياً، ولكنه يعكس التحولات السياسية التي مرّ بها السودان منذ أن تقلد الرئيس “عمر البشير” الحكم في السودان، وهذا الفيلم أقدمه من ناحية مهنية«. وتركنا “سيف الدين حسن” وهو داخل مكتبه الصغير يضع الخطط الطموحة وينتظر لحظة ميلاد قناة »نبتة« للأفلام الوثائقية، لتخرج إلى العالم بأجمعه كأول قناة سودانية متخصصة، ونحن معه منتظرون.