رأي

بعد ومسافة

“البشير” كابتن الفريق القومي!
مصطفى أبو العزائم
 
لا تعجب من هذا العنوان، فهو مقصور لعينه ومقصود لمعناه، فقد دارت سجالات ومساجلات إسفيرية حول رفع العقوبات الأمريكية عن السودان، والذي بدأ تطبيقه اعتباراً من يوم أمس (الثلاثاء)، والذي كان قد أعلن عنه قبل غيره البروفيسور “إبراهيم غندور” ظهر (السبت) الماضي من خلال مؤتمر صحفي كبير انطلق من داخل القاعة الكبرى بوزارة الخارجية التي يتولى الإشراف على ملفاتها وتنفيذ سياسة الدولة المعلنة بالشأن الخارجي، تحت الإشراف المباشر للسيد رئيس الجمهورية المشير “عمر حسن أحمد البشير”.
ملخص السجال والحوار الإسفيري الساخن كان حول من كان وراء رفع العقوبات، ورأى البعض أن اللجنة الرئاسية التي كونها السيد رئيس الجمهورية وأسند رئاستها للبروفيسور “إبراهيم غندور” هي التي أنجزت، بينما زعم بعض من هؤلاء أن الفريق “طه عثمان الحسين” مدير مكتب السيد رئيس الجمهورية حاول أن يرجع الفضل إلى نفسه وإلى غير أهل السودان، مستندين في زعمهم ذاك على ما نشرته صحيفة عربية واسعة الانتشار والتأثير على لسان الفريق “طه”، وجاء فيه أن الفضل في رفع العقوبات الأمريكية إنما يعود إلى المملكة العربية السعودية وإلى دولة الإمارات العربية المتحدة.
كما استند ذلك البعض في زعمهم ذاك إلى ما جاء على لسان الفريق “طه عثمان” في حوار نشر بإحدى الصحف المحلية أشار فيه إلى رحلات مكوكية قام بها إلى عدد من العواصم العالمية وإلى الولايات المتحدة الأمريكية مبعوثاً من الرئيس “البشير” شخصياً، سعياً وراء تحقيق الهدف المنشود منذ عشرين عاماً تقريباً، وهو إسقاط العقوبات الأمريكية ورفعها عن السودان والعمل على (شطب) اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
رأيت في كل الذي جرى ويجري الآن، معركة في غير معترك، وافتراض خصومة – غير موجودة – بين جناحين مهمين من أجنحة نظام الحكم في السودان، هما الإدارة التنفيذية والسياسية لمكتب السيد رئيس الجمهورية والإدارة التنفيذية والسياسية للدولة ممثلة في اللجنة الخاصة بالحوار السوداني الأمريكي التي يرأسها البروفيسور “غندور” وتضم وزراء الدفاع والمالية وقيادات العمل الأمني وقادة القوات المسلحة السودانية، وقيادات العمل المصرفي وآخرين كثر من بينهم من يمثلون رموز المجتمع السوداني وقياداته من غير منسوبي الحزب الحاكم.
رددت على الذين يقولون بافتراض هذه المعركة الوهمية، وهم شركاء في تلك المجموعة الإسفيرية، رددت عليهم بسؤال، ثم مداخلة وقد كان السؤال هو (لماذا نحاول دائماً أن نقلل من جهود البعض، ولماذا لا نعترف بأن العمل الكبير الشامل هو عمل جماعة لا فرد، وعمل دولة ناضجة لا يخضع للأمزجة الشخصية؟
أما المداخلة فكانت إن الذي حدث هو جهد جماعي عظيم وكبير، شارك فيه الجميع تحت الإشراف المباشر للسيد رئيس الجمهورية الذي شكل اللجنة وحدد مهامها، والذي كلف مدير مكتبه الفريق “طه عثمان” بمهام نفذها وتابعها بكل اقتدار على مستوى الداخل والخارج، لتكون الثمرة الحلوة في آخر الأمر هو رفع تلك العقوبات السيئة عن بلادنا.. وعلقت بعد ذلك تعليقاً وجد صدى لدى شركاء القروب، ذكرت فيه أن الشعب السوداني يشجع (اللعبة الحلوة) وقد أبدع الفريق السوداني وأدى مباراة رائعة تفوق فيها على كل الصعاب بإشراف المدرب “عمر البشير” الذي اختار البروفيسور “غندور” كابتناً للفريق القومي بحكم الخبرة والأقدمية والجدارة، مثلما اختار أحدث اللاعبين وأسرعهم حركة وهو الفريق “طه عثمان” ليكون (رأس الحربة) الذي ينفذ خطط المدرب تماماً مع بقية أعضاء الفريق القومي في خانات الدفاع والهجوم والوسط واللعب في الأطراف.
الآن أمام فريقنا القومي مباريات تتطلب حركة وجهد وفنيات كل هؤلاء النجوم، وصولاً إلى الكأس.. وليست هي ببعيدة عن النجوم ولا الفريق.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية