الاعمدةعز الكلام

(مودين البلد على وين) ؟!!

لابد أن نسأل أنفسنا مواطنين وحكومة مختلفين ومتفقين، متاحبين أو كارهين لبعضنا البعض (كراهية الجن) لابد أن نسأل أنفسنا إلى أين نسير؟ أو بمعنى أصح إلى أين نأخذ بيد البلد في هذه الظروف بالغة الحساسية والأهمية وكل الإرهاصات تشير وتشي أن الطريق المفروشة بالأحقاد وتصفية الحسابات والانتقام الأهوج لن تقود هذه البلاد إلا إلى الهاوية لتلقي حتفها.
ودعوني أقول إن مسؤولية حكومة الثورة تحديدا هي مسؤولية (استثنائية) وبالتالي كانت ولازالت تحتاج في مكوناتها لشخوص استثنائيين يقدمون مصلحة الوطن ويؤخرون ويلغون مشاعرهم الشخصية ومراراتهم النفسية ويتنازلون عن الحق الخاص إن كان غبينة أو مغصة أو حقدا قديما من أجل الحق العام وهو استعادة حق الشعب السوداني بشفافية وعدالة لترسيخ مبادئ العدالة والحرية والمساواة التي جاءت من أجلها هذه الثورة العظيمة.
أقول لابد أن نسأل أنفسنا كيف ومتى وبأي طريق سنتجاوز هذه الدائرة الجهنمية التي ندور في داخلها وقد ضيعنا زمنا طويلا منذ أن رحل الإنجليز إلى بلادهم ونحن منغمسون في وحل الخلاف والاختلاف، ما وقفنا إلا لنقع، وكأنه مكتوب علينا أن نظل في المؤخرة، لذلك ولأن هذه الثورة بلغت منتهاها في التضحية والفداء وتقديم الأنموذج الأمثل في كيف تعشق الشعوب بلادها وما فعله الشعب السوداني في ديسمبر ـ ابريل كان ملحمة رائعة لكيف نحب بلادنا ومن أجلها ترخص الروح ويهون الولد، لذلك لابد أن نسأل ماذا حدث؟ وهو سؤال يجب أن نجتهد لنجد له إجابة، لأن إجابته مفصلية ومهمة وضرورية، و ما حدث لم يكن المتوقع وليس هو المنتظر. صحيح من ضرورات الثورة وأولوياتها أن تكنس آثار النظام السابق، لكن ليس للدرجة التي تشغلنا عن أهم متطلبات الشارع الذي يريد العدالة والمساواة وتوفر ضروريات الحياة، وما يحدث الآن أننا نجلس على كراسي المشاهدة لما يقارب العام نشاهد فيلم آكشن بدأ ساخنا وجاذبا للمشاهدة لكنه تحول إلى عرض ممل وفقد بهارات العمل الدرامي، ومسألة تفكيك نظام الإنقاذ هذه ينبغي ألا تشغل حيزا أكبر من أنها عمل روتيني وطبيعي ولا يستحق كل هذه البطولات والفرقعة الإعلامية والعروض المسرحية، والبطولة الحقيقية في استنهاض همة الشعب السوداني وتحويل مساره نحو الإنتاج والعمل، البطولة الحقيقية في تميز وتفرد المسؤولين ليكونوا جاهزين وحاضرين بالخطط والاستراتيجيات التي تغير من النمطية والتقليدية والإرث القديم، البطولة الحقيقية أن يقدم المسؤولون أنموذجا يحتذى في الشفافية والعدالة والقيم التي افتقدناها خلال النظام السابق .. البطولة الحقيقية أن يركل المسؤولون قوانين التمكين والتخصيص والمحاباة بأقدامهم ويرموا بها في مزبلة التاريخ، لا أن يكرروا المنهج ذاته والاسلوب ذاته ويتخلص الشعب السوداني من تمكين (المؤتمر الوطني) ليقع في براثن تمكين (قحت) وهو منطق معوج وغير أخلاقي بأن تنهي عن خلق وتأتي بمثله وأسوأ منه كمان.
طيب، لماذا قامت الثورة؟؟؟ هل قامت الثورة لنبدل أسيادا بأسياد وفراعين بفراعين؟؟ أم أنها قامت لتنتصر للمبادئ والقيم والأخلاق ويصبح الوطن أرضاً تسع الجميع.؟
الذي أود أن أقوله إننا لسنا على استعداد لنظل رهائن لأجندة الساسة وملفاتهم الخاصة ومعارك الكر والفر السياسي فيما بينهم، ولابد أن يسمعوا صوت العقل والحق بأن التفتوا لبناء هذا الوطن وحل مشاكله وأزماته وقضاياه العاجلة وركزوا أكثر على معائش الناس وتحقيق أحلامهم الصغيرة، اجتهدوا في إزالة البؤس والحزن عن الوجوه، اجعلوا بني آدم السوداني يضحك من قلبه وينوم من غير أن (يشيل هم بكرة)، يا سادة مشاكل الناس أكبر من انتقامكم وكيدكم واجتهادكم في لعبة الكسب السياسي، كونوا قدر المسؤولية وقدر العشم وقدر الثورة وإلا اذهبوا جميعا غير مأسوف عليكم.

كلمة عزيزة

السيد وزير الطاقة قال في مؤتمره الصحفي إن أزمة الكهرباء ستكون لمدة أسبوع وهي الأيام الصعبة، وطالبنا بالصبر وصبرنا وكملنا الصبر كله، (أها الاسبوع كمل يا سعادة الوزير قلنا نذكرك إمكن نسيت).

كلمة أعز

شكرا السيد الفريق أول عبدالفتاح البرهان الذي أهدى أسرة الراحل الكبير المشير سوار الدهب سيارة بعد أن سحبت لجنة التفكيك سيارة الراحل من منزله، وقيمة الهدية ليست في ثمنها المادي ولكن في قيمتها المعنوية ودلالتها العظيمة، أننا شعب (وفي) لكبارنا ولقاماتنا وهم محل احترام وتقدير ولا خير في أمة لا تحترم كبارها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية