الاعمدةرأي

ملاذ ناجي تكتب : مسلسل عشم !!

بالعربي كدا
ملاذ ناجي

عشم

تابعت مؤخراً المسلسل السوداني (عشم) الذى لم أشاهده إبان فترة عرضه الأول، وبعد أن نصحتني رفيقتي بمشاهدته أثناء بحثي عن مواد أتابعها في فترة الحظر (المملة) والطويلة وغير المبررة، المهم كانت المحصلة أن شاهدته مع عدة برامج وأفلام أخرى سنعود اليها بالتفصيل لاحقا، وما دفعني لمتابعة المسلسل أيضاً الإعلان الترويجي المشوق لجزئه الثاني، وبالعودة للحديث عن الجزء الأول فإن المسلسل يمثل نقلة نوعية في المسلسلات والدراما السودانية وهو الأمر الذي تحدثت عنه عبر هذه الزاوية مرارا وجبت في غمار الموضوع عبر هذا القلم لأكثر من مرة وعبر أكثر من صحيفة ، وقد طرحت التساؤلات علي ذوي الشأن وأهل الإختصاص للوصول بتساؤلاتي إلي بر الأمان ومعرفة الأسباب الحقيقية التي ادت لعدم وجود دراما كافية وأن وجدت فهي ليست بالشكل المطلوب، وقد وصلت في معظم البحوث والتحقيقات إلى أن ضعف الانتاج هو ما أدى الي تسرب الكثيرين نحو الدراما (التركية) بعد أن ملوا من الإلتفاف حول الدراما (المكسيكية) فتركوا (خوان كارلوس) وإخوته غير مأسوف عليهم ليبدأ عصر تركي جديد مترع بالرومانسيات والقصص الخيالية.
وفي الحلق غصة وفي البال أمنية وانت تقرأ كل يوم عن التسابق المحموم بين القنوات العربية (مصرية,, سورية,, خليجية) علي الأفكار الدرامية الجديدة التي يودون إنتاجها هذا غير المعروض حاليا وماشاهدناه قبلا ولا نملك إلا أن نتحسر على حالنا وحال درامتنا.
المهم كما اسلفت تابعت (عشم) المختلف نوعا وفكرة، والموضوع الأساسي هو طرح مشاكل المغتربين، ولكن الجوانب الجميلة الأخرى كانت تكمن في واقعية المسلسل من خلال القصص الثانوية لأبطاله هذا غير المفردات الشبابية المتداولة التى أعطت المسلسل طابع طبيعي من ما جعله يصل للشباب بشكل اسرع، وقد تكون الجوانب السالبة قليلة مثل ضعف اداء (بعض) الممثلين والتطويل و(مط) الحوار وكثرة (السلام) بين الشخصيات التي تضيع فيها نصف الحلقة القصيرة اصلا.
أن يكون الحديث (علقمي) المذاق وهدفه الشفاء والعطاء الاكبر والأجمل، أجمل بكثير من التصفيق لعطاء قليل آخره الإتكاء علي موال الظروف وضعف الانتاج وغيرها من الترهات التي لا تسمن ولا تغنى من جوع، نجوم (عشم) عشمنا فيكم كبير وهو الارتقاء بالدراما السودانية ومحاولة تطويرها و إخراجها من (شرنقة) المحلية التي تتدثر بها .. فهلا فعلتم..!؟
حلمنا لسنوات بدراما حقيقة بإنتاج ضخم وتمثيل رائع ولم نحصل إلا علي بضع محاولات فطيرة وقليلة فهل يحق لنا أن نحلم بدراما سودانية بحجم العربية تمثيلا وإخراجا وانتاجا أم أن حال الدراما السودانية الحالي كاف للرد علي كل التساؤلات..!؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية