كفانا مفاوضات
– 1 –
} هل غيّرت الحكومة سياستها وبدلت خطتها (التفاوضيّة) مع دولة الجنوب قبل ذهاب وفدها إلى “أديس أبابا” أمس، أم أنه لا (تغيير)، ولا (تجديد)، و(زي ما تجي.. تجي)؟!
} إذا لم تُجرِ حكومتنا تغييراً في منهجها وخطتها، فلا شك أن نتائج الجولة التي ستبدأ اليوم (الجمعة) ستشبه سابقاتها!! بيان غير متماسك يشير إلى (تقدم) ما في هذه الجولة، مع تحميل حكومة الجنوب مسؤولية عدم الاتفاق على (بقية) البنود – وهي بالطبع (جميع) البنود وليس بقيتها – وفي ختام البيان الذي سيصدر باسم وزارة الخارجة – رغم أنه لا ناقة لها ولا جمل بعمق المفاوضات – ستعلن حكومة السودان التزامها باستمرار التفاوض بين البلدين لحل القضايا العالقة في ما يتعلق بملف الترتيبات الأمنية (14 ميل والمنطقة المعزولة) وفك الارتباط بين دولة الجنوب وقطاع الشمال المتمرد في جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق!!
} لا يمكن – وفق المعطيات وما يتوفر من معلومات – أن تتجاوز جولة المفاوضات القادمة حاجز (الرتابة) و(الروتين) و(اللت والعجن) في ما سبق من جدل عقيم حول الحدود والترتيبات الأمنية.
} إذن، على مَن يضحك وفدا حكومتي السودان وجنوب السودان، إن لم يكونا يضحكان على نفسيهما؟!
} لا أحد يتوقع شيئاً يذكر سوى المزيد من البيانات والتصريحات الممجوجة من الجانبين.
} أرجو ألا يتصور كل طرف – خاصة وفد حكومة السودان – أنه إنما يمارس سياسة (كسب بعض الوقت)، بينما هو في الحقيقة يمارس سياسة خسارة (كل الوقت)!!
– 2 –
} لو كنت مكان الرئيس “البشير” لكلفت الدكتور “منصور خالد”، مستشاره السابق، ومستشار “قرنق” و”سلفاكير”، برئاسة وفد السودان – وليس حكومة السودان – في التفاوض مع دولة الجنوب على كل الملفات.
} على الأقل، سيستحي (صقور) الحركة والجيش الشعبي من الدخول في (مماحكات) و(مزايدات) مع رجل كان (حكيمهم) في يوم من أيام (الغابة) ولياليها الطويلة السوداء.
} سيعتذر دكتور “منصور” لأسباب مختلفة، من بينها حالته الصحية، لكن إلحاح العقلاء، والمقربين، قد يجدي، مع ضغط نداء الشارع وصوت البلد الصارخ بضرورة إنهاء جميع الأزمات مع الجنوب ومع غيره، للتفرغ لبناء دولة الرفاهية والأمن والاستقرار.
} كفانا مفاوضات عبثية مع الجنوب ومع حركات دارفور.. كفانا مسلسلات حزائنية، بلا نهايات.
} جمعة مباركة.