قرى شرق الجزيرة .. معاناة (شعبيَّة) وإهمال (رسمي)!!
{ إذا ساقتك أقدارك هذه الأيام إلى (سبع قرى) بشرق الجزيرة.. فتشهَّد وتحوقل.. وتأكد من أنك تنتعل (بوت) – أو ما شابهه – في قدميك.. وإلا فإنّك في خطر داهم!!
{ وإذا كنت تقود سيارة فعليك بـ (تعقيم) إطاراتها فور خروجك من تلك البقاع!!
{ أما إذا كنت من سكان تلك القرى الطيبة.. فأسأل الله لك الصبر والأجر!!
والسبب – ببساطة وللأسف – في كل هذه المأساة.. هو (الفئران).. (تصدِّقوا)!!
{ الفئران هناك يا سادتي بسطت نفوذها تماماً وأرغمت السكان على أن (يخلوا شغلهم) ويتفرَّغوا لمطاردة (الغزاة الصغار).. كلَّ (الحلة) تجري.. والفئران تجري.. بس (توم آند جيري)!!
{ لكن كيف بدأ الغزو.. ومن أين أتى (العدو)؟!
{ الحكاية وما فيها أن مشروع (زائد الخير) له إفرازات أخرى غير (الخير)!! إذ أن الفئران (تضايقت) من عمليات التحضير وشق التربة بالمشروع بعد انتهاء الموسم.. وقة الغذاء.. فقررت الهجرة بالآلاف.. واختارت (سبع قرى) وقرَّرت احتلالها!!
{ وتحت وطأة الاحتلال لجأ الأهالي هناك إلى وزير الزراعة الذي (لم يقصِّر) وأرسل وفداً زار (المنطقة المنكوبة).. ورأى (قتلى العدو) وهم متكوِّمون بالمئات!! فدعم (المجهود الحربي) للأهالي بذخيرة (أقصد مبيد) تمَّ توزيعه للسكان ليستعينوا به في (جهادهم).. ففرحوا وظنوا أنه (سلاح دمار شامل) سيدحر الأعداء (في دقائق)..!! لكن خاب ظنهم.. وتبدَّد أملهم.. إذ يبدو أن (الفئران) قد تحسَّبت للأمر ونالت (تطعيماً جماعيّاً).. بل ربما وجدت في المبيد – منتهي الصلاحية – (تنويعاً غذائياً) أو (تحلية) تلتهمها بعد ان تقضي على أخضر الأهالي ويابسهم!!
{ وبالعودة للمشروع الذي صار عند الأهالي مرادفاً لـ (الأذى).. فإن القرى المتاخمة لـ (زائد الخير) رحّبت به قبل سنوات بعد أن (خدّرهم) مسؤولون بأنه سيجلب لهم (الخير).. وسيساهم في تطوير القرى المجاورة.. وسيوفّر فرص عمل لشباب المنطقة و…و… وكل هذا (لم يحدث)!!
لكن الأهالي صبروا و(أكلوها في حشاهم).. رغم أن المشروع قام على أراض كانت في حيازتهم لسنوات طويلة.. لكن الواقع (الآن) أكبر من الاحتمال.. والفرق كبير بين أن (لا تصلح).. و(أن تفسد)..!! فالأولى يمكن تجاوزها.. أمّا الثانية فـ (لا)!!
{ إذن ماذا حدث؟! القصة بدأت منذ نحو عامين.. وربطها الأهالي ببداية زراعة الأرز في المشروع.. إذ صدّر لهم أسراباً من البعوض لا قبل لهم بها.. ووصل بهم الأمر – بعد أن يئسوا من (المعالجة) – إلى إغلاق الطريق القومي احتجاجاً قبل شهور.. وصحف الخرطوم تحفظ هذا في أرشيفها.. لكن الأمر لم يتوقف عند البعوض.. إذ أبى المشروع إلى أن يمد (الأهالي) بأذى جديد.. وهربت منه (الفئران) بالآلاف أو الملايين غازية جيرانه.. مصحوبة بـ (بعض الثعابين)!!
{ هل أحدثكم عن الأسفلت الذي غطته (أحشاء الفئران) التي دهستها السيارات..؟! أم أحكي لكم عن (أكوام) من الجرذان في كل ناصية.. أم أقص لكم حكاية السيدة التي احترقت قدماها لأن (جرذاً) قرض (أنبوب الغاز) وكادت تفقد حياتها لولا لطف الله.. أم أنقل لكم (حسرة الأهالي) وإحساسهم بأنهم رعيّة (مُهمَلون) من ولاة أمورهم بعد أن (حفوا) بحثاً عن حل (بسيط).. هو أن يتركهم المشروع (في حالهم)..!! لا ينتظرون منه أن ينفذ وعوده بالتنمية.. (فقط) لا يصدِّر لهم الأذى.. فمن يحقق لهم هذا المطلب (البسيط).. أم أن المسؤولين ينتظرون منهم أن (يحتجوا) مرة أخرى كي ينظروا في أمرهم؟!
{ إلى ولاية الجزيرة ومحلية شرق الجزيرة: مخجل (جداً) أن يشكو (الرعيَّة) من بعوض وفئران.. هذا لا يحدث في أشد الدول فقراً.. وإذا كان (الإنسان) أولويّة عندكم فلن يعجزكم (رد الفئران) وقد رددتم (جحافل الغزاة من البشر)..!! وللا شنو أيُّها الوالي المجاهد؟!
{ إلى وزير الاستثمار الدكتور “مصطفى عثمان اسماعيل”: الأهالي حائرون، لأن المشروع (لا) يمارس ضدهم أي (مسؤولية اجتماعية).. بل يتضررون منه.. وما يثير حيرتهم أكثر أن هناك سيارات تدخل وتخرج من المشروع مكتوب عليها: (إدارة تنمية القرى المجاورة).. يا ربِّي القرى المجاورة دي تكون في (القمر)؟!
{ كما أنهم يتحدثون (سراً وجهراً) بأمور لا نستطيع (نشرها).. لكن نطلب منكم فتح ملف (زائد الخير) منذ عهد “الشريف أحمد عمر بدر”!!
{ ونواصل..