قرى شرق الجزيرة .. تفاصيل (غزوة الفئران)!!
غزت جيوش من الفئران (7) قرى بشرق ولاية الجزيرة هي: “المحس الرقيبة”، “المحس العمراب”، “ديم جاد كريم”، “الفادنية البيوضي”، “بلولة أبو شمال”، و”ود عشيب”.. وحكا مواطنو القرى المنكوبة لـ (المجهر) – التي زارتهم – عن معاناتهم من أرتال الفئران التي غزتهم من مشروع (زائد الخير) المتاخم لهم، وأخذت تلتهم كل ما تجده أمامها، ولم توفّر حتى الأحذية والملبوسات و(وصلات الغاز).. وقالوا إنهم يخافون أن يمتد أثرها أكثر وتنقل لهم أمراضاً فتاكة.
{ غزو متتالي!!
وقال العم “عابدين يوسف الحاج” من قرية (المحس العمراب) إن غزو الفئران يأتي امتداداً لغزو قريب أصابهم من البعوض.. ومصدر الاثنين – وغيرهما – مشروع (زائد الخير) الذي قال إن آثاره السلبية عليهم بدأت منذ عامين حينما شرع في زراعة الأرز.. أذ أخذت تهاجمهم بين الفينة والأخرى أسراب البعوض والفئران والثعابين.. وأضاف أن سيدة بالقرية كادت تفقد حياتها وأصيبت بحريق في قدميها عندما قام جرذ بالتهام (أنبوب الغاز).. وهو الأمر الذي أكدته السيدة المصابة “انشراح علي”.. وفصَّلت بأنها حاولت إشعال (البوتوجاز) صباحاً لإعداد الشاي.. ولم تنتبه إلى أن الأنبوب به ثقب كبير أحدثه أحد الفئران الغازية.. إذ اشتعلت النيران من الثقب وأمسكت بثيابها من الأسفل فاحترقت قدماها.. ولم ينقذها إلا أحد أهل بيتها عندما سمع صراخها!!
وأكد المواطن “عابدين الخليفة بابكر” من قرية “الفادنية البيوضي” معاناتهم وتخوفهم من غزو الفئران، وقال إن أضراراً مادية بالغة أصابتهم جراء التهام الفئران لـ (البصل والعجور).. وأضاف أن الغزو شمل أيضاً حشرة (العسلة) التي أضرت بهم كمزارعين وبذلوا جهداً فوق طاقتهم لمكافحتها.. إذ وصل سعر (جالون) المبيد (600) جنيه.
من جهته قال المواطن “جعفر الصديق رحمة زروق” من قرية “المحس الرقيبة”: (لم يؤلمنا منح كل هذه الأرض لمشروع زائد الخير بقدر ما ألمنا أن يصدر لنا البعوض والفئران والثعابين وغيرها من الآفات.. وقد حفيت أقدامنا ونحن نبحث مع المسؤولين عن حل).. فيما أضاف نائب رئيس اللجنة بذات القرية “عبد القادر عبد الله طه” أن المبيد الذي استلموه لمكافحة الفئران انتهت صلاحيته منذ العام 2010.
{ (وعود) مفتوحة ومشروع (مغلق)!!
وصبَّ رئيس اللجنة الشعبية بقرية (جاد كريم) “شيخ الدين عبد الرحمن عثمان” جام غضبه على المشروع والمسؤولين.. وقال إن هذه الأراضي ملكهم تاريخياً (منذ زمن الإنجليز) لكن الحكومة منحتها للمشروع بغرض الاستثمار وبذلت لهم الوعود بأن ينعكس خيره على المنطقة.. لكن أي من هذه الوعود لم يتحقق.. والمشروع (مغلق) تماماً في وجوههم ولم يجد شبابهم فرصاً للعمل فيه، كما لم يسهم في تأهيل القرى المنكوبة رغم أن بالمشروع سيارات مكتوب عليها (إدارة تنمية القرى المجاورة). وطالب “الشيخ” وزارة الاستثمار بفتح ملف المشروع منذ زمن “الشريف أحمد عمر بدر”.. ونادى بأن يضطلع المسؤولون بواجبهم في حمايتهم من البعوض والفئران. وتساءل الشيخ: (مساحة المشروع 40 ألف فدان أغلبها غير مُستغل منذ إنشائه قبل نحو 14 عاماً.. ففيمَ الاستثمار)؟!
وأمّن على حديث من سبقوه رئيس اللجنة الشعبية بقرية (ود عشيب) “وداعة الله محمد يوسف”.. وأضاف أن الأولوية في الاستثمار يفترض أن تكون مصلحة المواطن.. لا ضرره.
{ جهود بلا نتائج
واتصلت (المجهر) هاتفياً برئيس لجنة المتضررين من مشروع (زائد الخير) البروفيسور “أحمد الطيب عبد الله”.. المحاضر بجامعة الجزيرة.. فقال: (المشروع تم إنشاؤه منذ أكثر من عشر سنوات.. لكن أضراره بدأت تظهر على القرى المجاورة له مؤخراً.. بسبب مشاكل في التخزين – في تقديري – وتمثل ذلك في آفات منها البعوض والذباب.. وقد حررت خطاباً – بصفتي الشخصية – لوالي الجزيرة شارحاً الأمر.. وقد تمت بعض المعالجات لكنها لم تقض على المشكلة نهائياً.. وجلسنا كلجنة إلى كل المسؤولين.. ولم تُحل المشكلة.. والعلاج كما أرى عند وزارة الاستثمار التي نرتب حالياً للجلوس إلى وزيرها د. “مصطفى عثمان إسماعيل”.
كما هاتفت الصحيفة عضو المجلس التشريعي بمحلية شرق الجزيرة ورئيس لجنة الخدمات “بشير يوسف الأمين”، الذي أكد اهتمام المعتمد بالمشكلة وقال إنهم قد عقدوا سلسلة اجتماعات لبحث الأمر.. وأضاف أنهم متخوفون من الآثار البيئية السالبة للفئران.