عندما أعلن التلفزيون القومي ترويجا لحوار مع رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك قلنا السيد رئيس الوزراء سيفجر قنابل فيه، لأن الوضع في البلاد أصبح مازوما وأصبحت الحياة لا تطاق خاصة الحالة الإقتصادية وارتفاع الأسعار التي لم يحتملها حتى الموظفين الحاصلين على زيادة خرافية في مرتباتهم..
جاء الموعد المضروب للحوار وخرج الدكتور من مكتبه بصورة أشبه بالأفلام وجلس إلى الأخ شوقى عبد العظيم الذي كان يمنى النفس بحوار خبطة مع رئيس الوزراء وبدأ الأسئلة وكعادة الصحفيين وليس مقدمى البرامج التلفزيونية، فقد مارس التلقائية فى طرح الأسئلة بدون مساحيق او اضافة كريمات.
كان شوقى تلقائي في أسئلته ولكن السيد رئيس الوزراء كان باردا في إجاباته فقضية واحدة ممكن كانت تعمل عمل إيجابى في هذا الحوار الا وهى قضية معاش الناس وإنفلات السوق ولكن السيد الدكتور لم يقدم شيئا مقنعا عن تصورات الحلول المطروحه لكبح جماح السوق وحسم التجار الذين يعمل كل واحد بطريقته..
ان السيد رئيس الوزراء مازال يتعامل مع المنصب وكأنه موظف في الأمم المتحدة يخشى أن يفقد وظيفته لأن منصب رئيس الوزراء الذي تربع عليه من قبل الإمام الصادق المهدى والمحجوب والدكتور الجزولى كانوا قد اعطوا المنصب هيبة من خلال مواجهتهم للأزمات وكيف كان تعاملهم مع القضايا الوطنية بكل شجاعة ونفس حار وليس باردا كما لاحظنا من رئيس الوزراء ومن اجاباته الباردة.
ان الصحافة محتاجة الى معلومات وحلول حول القضايا المطروحه فكل الأسئلة كانت إجاباتها غير مرضية لبس للمشاهدين بل للمحاور نفسه مما جعله يتجاوز هذا السؤال الى السؤال الذى يليه ثم يعود مرة الى الأسئلة غير المتسلسلة والتى من المفترض أن يكون المحاور قد وضع أسئلة متسلسلة ولكن يبدوا إن رئيس الوزراء أفسد عليه الحوار بالإجابات غير المقنعه كما أفسد على المشاهد الذي كان ينتظر الإجابة على كل ما يدور فى خلده من أسئلة.
مشكلة الحكومة الحالية إفتقادها المستشارين الذين يوجهون المسؤول الوجهة الصحيحة حتى هذا الحوار كان بالإمكان أن يرتب له ترتيبا صحيحا حتى يخرج بالصورة المقنعه وليس حوار من أجل الحوار فقط.. أنا من وجهة نظرة إن الفريق أول البرهان والفريق أول حميدتى لهم من المستشاريين الجيدين لذلك كل حواراتهم تجد فيها الحيوية وربما الكريزما التي يتمتع بها هؤلاء العسكر أفضل من المدنيين..
الدكتور حمدوك لم بقنع اى مشاهد جلس أمس أمام التلفاز ليسمع كلاما مهما من رئيس الوزراء فى هذا الظرف المعقد ولكن للأسف لم يخرج المشاهد بأى إجابات مقنعه..فنحن قبيلة الصحفيين نقول دائما ان نجاح أى حوار مع المسؤول هو المسؤول نفسه فاما أن يقدم ما يغيد وإما أن يقتل الحوار لك.
اخونا شوقى عمل العليه ولكن رئيس الوزراء أفسد عليه حوار كان يمكن أن يعيش عليه سنة كاملة لذلك نقول لمستشارى السيد رئيس الوزراء اذا لم ترتبوا للسيد رئيس الوزراء حوار يستفيد منه المواطن فبلاش إجراء الحوار معه