الاعمدةعز الكلام

للذين يهمهم وللذين لا يهمهم الأمر

ردود الأفعال الكبيرة التي أعقبت حلقة إضراب الصيادلة التي تناولتها من خلال برنامج (رفع الستار) على فضائية الخرطوم ، لم تكن إلا أمراً طبيعياً ومنطقياً لخطورة الملف وأهميته لاسيما وأن العالم أجمع ليس له من شغل شاغل غير ملف الصحة، ونحن بالداخل لسنا استثناء من هذا الملف الخطير، لكن للأسف يشهد كل صباح تعقيدات وكوارث بسبب أخطاء إدارية وقرارات كارثية تضاف للحال المائل الذي ورثناه من النظام السابق .
ولأن الحلقة وجدت ما وجدت من التداول، فإنني لا أود الخوض في تفاصيلها بقدر ما أود الخوض في تفاصيل ربما هي عند البعض ليست مهمة وربما البعض الآخر يرى أنه عليّ تجاوزها وعدم الوقوف عندها طالما ارتضينا أن نلج العمل العام ونصبح من الجالسين في الواجهة لكن لا بد من توضيح مهم أعد الذين طلبوا مني ألا أتناول الموضوع أن لا أعود إليه مرة أخرى.
لأقول للذين وقبل أن تنتهي الحلقة التي كشفت تراخي الدولة ممثلة في مجلس الوزراء ووزارة المالية ووزارة الصحة في إيجاد حلول عاجلة لها حتى لا نقع في شرك فجوة دوائية هي بمثابة كارثة للمرضى وللمواطنين على كل المستويات.
قبل أن تنتهي الحلقة خرج بعضهم بكل ضمير ميت وانحياز للأشخاص وادعاء زائف للوطنية يتهمونني أنني تناولت هذا الملف الخطير لأنني ضد الحكومة، وهذا لعمري خطل وسفه وعدم احترام للعقل والعقلاء، لأنها لم تكن هي المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي نتناول فيها ملفات ساخنة، وارشيف البرنامج يشهد على ذلك، و الملف ذاته استضفت فيه السيد بحر ادريس أبوقردة يوم أن كان وزيرا للصحة وامطرته بالأسئلة والاتهامات، وأنا نفسي من وقفت ضد مامون حميدة بقلمي وانتقدت وصف الرئيس السابق له بالبلدوزر، والإرشيف موجود. إذن اهتمامي بالملف الصحي ليس جديدا وانفعالي مع القضية ليس غريبا، لكن اتهامنا بأننا ضد الحكومة لأننا كيزان هو اتهام أتحدى قائله (واخت اصبعي في عينه) أن يبرز بطاقة انتمائي للحزب الذي كان حاكما أو أي حزب غيره، وهو اتهام (اخت اصبعي في عين) قائله إن كان يعلم أو يملك الشجاعة أن يبرز أنني كنت من الذين استفادوا من النظام السابق أو عملت في مؤسساته أو نلت حظوة أو تميز، بل على العكس كنا ممن نجلس على الهامش ونرى المنافقين والمنافقات وحارقي البخور والحارقات منغمسين ومنغمسات في المزايا والعطايا والهدايا والوظائف،.
ومن عجائب الدهر أن بعضهم وبعضهن خلعوا برقع الحياء والآن (متشعبطين) في قطارالثورة ويمارسون الهواية ذاتها في الدفاع عن الأشخاص والتقرب منهم والاستماتة في الدفاع عن حكومة حمدوك، رغم فشلها الذي لا تخطئه عين ولا ينكره إلا مكابر وخائن لمآب واخوانه الذين ماتوا حتى يعيش أهلهم كراماً أعزة.
الذي أود أن أقوله إنني أكتب هذه الزاوية ليس دفاعا عن نفسي، ولكن تأكيدا للذين يحاولون إخافتنا (بالكوزنة)، إنني مدركة أن مثل هذا السلاح هو سلاح الجبناء الذين لا يستطيعون الدفاع عن مواقفهم بالحجة والمنطق والإقناع فيستسهلون سلاح الاتهام والخصومة الفجة والفجور فيها وهم لا يدرون أن حبنا لهذا الوطن وانتماءنا الحقيقي للغبش التعابي وليس لنخب الأحزاب الأنانية التي انحاز معظمها لايدلوجياتهم ومحاصصاتهم وخذلوا الوطن وباعوا القضية، والدليل على ذلك أن الإنقاذ نفسها أدركت جشعهم وولعهم بالسلطة فغازلت عيونهم بالسلطة في أكبر رشوة سياسية على مر تاريخنا، والآن بعضهم يدعي أنه أراد أن يشق صف الإنقاذ لذلك شارك فيها.
لذلك أقولها وللمرة الأخيرة إنني لم ولن انحاز في حياتي لحزب ولا حكومة، وانحيازي هو لأهلي ولقضاياهم ولآمالهم وأحلامهم البسيطة، والذين يؤيدون الآن حكومة حمدوك رغم فشلها ويشيطنون الآخر ويشككون فيه يعيدون إنتاج ما فعلته الإنقاذ التي لو أنها سمعت صوت الناقدين والناصحين والمعارضين لما وصلنا حتى هذه الحفرة التي وقعنا فيها ولا نعرف سبيلا للخروج.

كلمة عزيزة

كنت أتوقع أن نخرج من لقاء رئيس الوزراء أمس بأفعال وأرقام على أرض الواقع، لكنه كان حديثا في معظمه مرسلا مضمخا بالوعود الحالمة لشعب يتقلب في نيران المعاناة.

كلمة أعز

قال السيد رئيس الوزراء إن الخطر ليس في ارتفاع الدولار ولكن في تذبذبه ولم يحدثنا عن خطة حكومته لثباته.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية