تقارير

“كورونا”.. (10) إصابات جديدة والوضع على شفير الانفجار

إعلان الحظر الشامل

تقرير ـ فاطمة عوض
يبدو أن عدم تسجيل حالات إصابة جديدة لوباء (كورونا) أمس الأول كان بمثابة الهدوء الذي يسبق العاصفة، فقد أعلن وزير الصحة د. “أكرم علي التوم” مساء أمس عن اكتشاف (10) حالات إصابة جديدة ووفاة إحدى الحالات ليرتفع عدد الإصابات إلى (29) حالة؛ الأمر الذي حتم على الحكومة إعلان الحظر الشامل ابتداءً من (السبت) المقبل على اعتبار أن الحالات الجديدة المعلن عنها أزكت المخاوف بين المواطنين، كونها مؤشراً إلى دخول البلاد مرحلة الخطر.. خاصة مع المشاكل الكبيرة التي واجهت البلاد في مكافحة الجائحة، أبرزها دخول القادمين للبلاد دون إجراء الفحص الطبي، بجانب صعوبة متابعة القادمين، وإخفاء البعض للحقائق حول المرض، بجانب الحدود المفتوحة، ودخول (56) فرداً من تشاد، ذلك ما جعل البلاد رغم الإجراءات التي تم اتخاذها منذ وقت مبكر عرضة لتكون مسرح انتشار كبير للفيروس.
الانتشار المجتمعي
منذ صباح أمس، بدأت بعض التسريبات عن إصابات بالجملة، لكن رئيس اللجنة العليا لطوارئ (كورونا) البروفيسور “صديق تاور”، نفى صحة ذلك، قبل أن يأتي وزير الصحة مساءً عقب اجتماع طارئ للجنة الطوارئ ليعلن عن اكتشاف الإصابات العشر.. ويؤكد أن إحدى الحالات توفيت، وهي لأجنبي، بينما بقية الحالات لسودانيين، وكلها داخل الخرطوم ما عدا واحدة في ولاية نهر النيل، ‬ويسير إلى أن خمساً من الحالات العشر الجديدة هي لمخالطين، ‬بينما الخمس الأخريات جاءت عبر الانتشار المجتمعي.
الحظر الشامل
وكان رئيس لجنة الطوارئ بالإنابة “صديق تاور” قد ألمح إلى نيتهم فرض حظر شامل، لكن جاء د.”أكرم” ليؤكد ذلك، مبيناً أن الحظر الشامل الذي يستمر لمدة (24) ساعة طيلة ثلاثة أسابيع، سيبدأ يوم (السبت) المقبل، بينما أشار “تاور” إلى أن تطبيق الحظر الشامل لن يقتصر على ولاية الخرطوم فقط. وقال إنّ الحظر سيكون كاملاً لكل السودان، بين العاصمة والولايات، والولايات في ما بينها، وبين محليات الولاية الواحدة، مُؤكِّداً أنّ إغلاق الأسواق والمحلات التجارية حال فرض الحظر الكامل متروك لسُلطات الولاية، مُنبِّهاً إلى وجود استثناءات كالصيدليات وبقالات الأحياء والمخابز ومنافذ بيع الخضروات.
بدائل
قال رئيس اللجنة بالإنابة، “صديق تاور”، إنّه قد لا يكون في مقدور الحكومة خدمة الناس في منازلهم، وتقديم المُساعدات مَجّاناً، وإنّما يُمكن أن تُساعد الحكومة في إيصال المُساعدات لمنازل المُواطنين بكُلفتها الأساسية باتفاق مع أصحاب المصانع والشركات، إضافةً لتيسير وصول المُواطنين لاحتياجاتهم عبر قنوات مُحدّدة كنظام (التموين) عبر لجان الأحياء، لتوصيل السِّلع الأساسية التي حدّدتها وزارة المالية بـ(11) سلعة.
أمر طوارئ
وكان رئيس مجلس الوزراء د.”عبدالله حمدوك” قد أصدر أمس الأول أمر طوارئ خاص بالتعامل مع فيروس (كورونا) اعتبر بموجبه يُعد مرتكباً جريمة يُعاقب عليها بعقوبات متفاوتة ما بين الغرامة والسجن كلُّ من يقوم بنشر البيانات أو المعلومات غير الصحيحة أو تضليل السلطات بخصوص الجائحة ومخالطة المصابين أو المشتبه بإصابتهم بقرار الاستشفاء الإلزامي أو رفضهم مباشرة أو متابعة العلاج المقرر لهم. والامتناع عن تنفيذ الحجر الصحي أو منع تسليم المصابين أو المشتبه بإصابتهم وعدم الإلتزام بإغلاق المؤسسات التعليمية أو دور الرياضة أو الأندية أو المراكز التجارية أو الأسواق المفتوحة أو المنتزهات أو الملاهي أو المقاهي أو صالات المناسبات والتواجد في الأماكن العامة أو التجمعات أو الاجتماعات أو إقامة الاحتفالات الخاصة أو العامة أو التجمع بالمخالفة لقرارات منع التجمع الصادرة من الجهات المختصة، وعدم مراعاة مسافات التباعد بين الأشخاص المقررة من الجهات المختصة، وتجاوز عدد الركاب المسموح بنقلهم على متن المركبة ومخالفة التدابير الصادرة من وزارة الصحة المقررة بشأن القادمين من الخارج أو الدول من الخارج أو الدول الموبوءة والامتناع عن اتخاذ الإجراءات الصحية المناسبة بخصوص تنظيم الأسواق والطرقات، والامتناع عن تنفيذ أمر إزالة أي مباني مؤقتة أو إبادة أمتعة أو ملابس أو أي أدوات أخرى يثبت تلوثها أو احتمال تلوثها نتيجة للجائحة، ومخالفة القوانين واللوائح الخاصة بدفن أو نقل جثة أي شخص متوفى نتيحة للجائحة، ورفض الفحص الطبي المقرر عند الطلب من الجهات المختصة.
لا معينات صحية
أكد وزير الصحة “أكرم علي التوم” في تقريره أن البلاد دخلت فعلياً مرحلة الانتشار المجتمعي؛ ورسم صورة قاتمة للأوضاع الصحية، حينما أشار إلى نقص في الأدوية والمعينات الطبية والوقاية للكوادر الطبية لمواجهة الفيروس.
مشاكل بوزارة الصحة
وكشف تقرير وزارة الصحة الاتحادية حول الوضع الوبائي لـ(كورونا) عن مشاكل تواجة التصدي للوباء أبرزها تدني الأوضاع الصحية بمحجر أوسيف وحركة الدخول العشوائي، بجانب عدم توفر معينات العمل بصورة كافية (ماسح حراري) وعدم وجود ترحيل للعاملين بمطار الخرطوم الدولي وحركة الرحل (أمبررو) ومناطق الحركة الشعبية والمناطق المغلقة وتجارة الأسماك بين جنوب السودان والسودان.
دعم من ملك الأردن
ونهار أمس تسلم البروفيسور “صديق تاور” بالقصر الجمهوري دعماً من جلالة ملك المملكة الأردنية الهاشمية الملك “عبد الله الثاني بن الحسين” للسودان للتصدي لجائحة (كورونا). وأوضح سفير المملكة الأردنية بالسودان “محمود فنخور الخزاعلة” خلال لقائه “تاور” بالقصر الجمهوري، إن دعم المملكة عبارة عن هدية من جلالة الملك للشعب والحكومة السودانية لتعزيز جهود السودان لاحتواء تفشي وانتشار فيروس (كورونا) المستجد الذي اجتاح الدول العربية والعالم أجمع.
وأشاد السفير الأردني بالإجراءات الممتازة التي ظلت تتخذها الحكومة السودانية في هذا الجانب، مؤكداً وقوف وتضامن الحكومة والشعب الأردني مع السودان في مثل هذه الظروف. وأشار إلى أن وجود الجالية الأردنية بالسودان وإنفاذها للعديد من المشاريع في المجالات المختلفة، يُعد خير مثال للتعاون بين الخرطوم والأردن كدولتين وشعبين شقيقين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية