أخبار

نيفاشا خطيئة من؟.. (1)

} هل كانت اتفاقية السلام الشامل خطيئة “علي عثمان محمد طه” والنخبة الصغيرة التي أدارت ملف التفاوض؟ أم هي حصاد ومخاض لرؤية كل قيادات الدولة والحزب والحركة الإسلامية؟ وهل نيفاشا كاتفاق كانت خطيئة في المبتدأ والمنتهى. ولماذا أصبح الذين هتفوا حتى باسم “جون قرن” في الساحات العامة و(تبنوا) نيفاشا بالأمس واعتبروها إنجازهم وصنع أيديهم وحصاد فكرهم وثمرة عقولهم انقلبوا على أعقابهم يلعنون نيفاشا ويطعنون صناعها بسهام النقد الذي بلغ حد التجني واغتيال الشخصيات التي صنعت الحدث حينذاك؟
} لست هنا في مقام الدفاع عن أشخاص ولا أندب حظاً لمغنم ذهب عني ولا سلطة انطوت صفحتها ولا أسفاراً وترحالاً بين العواصم والمدن في رفقة من كانوا يصنعون الحدث، ولكنها الحقيقة التي ينبغي الجهر بها ولو كان ثمنها غالياً، مع أننا لا نملك ما ندفعه ثمناً إلا الروح التي بيد الواحد القهار. لا مال نخاف ذهابه ولا سلطة تحول بيننا والجهر بالحق.. ونيفاشا التي (يلعنها) دعاة الانفصال حتى تحقق لهم (ما وطنوا) أنفسهم على الدعوة إليه كان الأحرى بهؤلاء الاحتفاء بنيفاشا والتغزل في مفاتنها، بعد أن حققت لهم أحلامهم ومزقت السودان (لوطنين). ونيفاشا ما كانت مؤامرة (حاكها) في هجعة الليل السناتور “دانفورث” المبعوث الأمريكي، ولا خطة نفذتها “هيلدا جونسون” وزيرة التعاون الدولي ولكنها مبادرة من دول الهيئة الحكومية لمكافحة الجراد الصحراوي (إيقاد).
} تشكلت في داخل الحكومة (لجنة عليا للسلام) تمثل مرجعية للتفاوض يذهب “غازي صلاح الدين” أو “علي عثمان” مفوضاً بقيود صارمة لا يحق له التوقيع على حرف أو شولة دون موافقة اللجنة العليا للسلام التي يرأسها الرئيس “البشير” وعضويتها رئيس البرلمان ووزراء الدفاع والداخلية ومدير جهاز الأمن ود. “عوض أحمد الجاز” وبروفيسور “إبراهيم أحمد عمر”.. تلك هي مرجعية التفاوض التي يستمد منها المفاوض الحكومي حدود صلاحياته.. ما كان “علي عثمان محمد طه” و”إدريس محمد عبد القادر” و”سيد الخطيب” و”أمين حسنت عمر” و”يحيى حسين” إلا جنوداً ابتعثهم الرئيس “البشير” للتفاوض نيابة عنه.. لم يخضع أي بند في الاتفاقية لمزاج شخص وهوى مجموعة.. وبصم المكتب القيادي والمجلس القيادي وهيئة شورى الوطني على بنود اتفاق نيفاشا حرفاً حرفاً..
فكيف تصبح الاتفاقية خطيئة أفراد.. ويذهب ضحية لثمن كان الأحرى أن يدفعه الجميع ولكن الآن بعد (دفن) المناوئين لنيفاشا والسلام (حفروا) لها جباً عميقاً وحالوا بما يملكون من سلطة ونفوذ دون تنفيذ بنودها كما وقعت.. الآن أصبح ثلة القيادات التي أنجزت مشروع السلام من (أبناء نيفاشا) يتم وصفهم بالتخاذل ولا يملك هؤلاء الشجاعة التي تؤهلهم لقول الحقيقة، (يدينون) جزءاً من النظام ويبرئون النصف الآخر.. يذبحون “علي عثمان محمد طه” في صمته وزهده وأدبه واحتماله للأذى بسكاكين صدئة.. يخوضون معارك لا أخلاقية.. ونيفاشا كاتفاق لو لم تحقق إلا وقف نزيف الدم ولو مؤقتاً لست سنوات كفها
وإذا كان الانفصال خطيئة فإن الانفصال استحقاق نص عليه اتفاق “فرانكفورت” أو “علي الحاج ـ لام أكول” ونص عليه اتفاق “أسمرا” للقرارات المصيرية واتفاق الخرطوم للسلام، ولكن مالكم كيف تحكمون..
نواصل

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية