والخريف على الاعتاب لديَّ عدد من الاستفسارات التي أتمنى أن تجد رداً عملياً، رغم أن واقع الحال لا ينبئ بإرهاصات ذلك، وكلنا يعلم ما أفرزه الخريف الفائت وتداعياته التي ما زالت حاضرة، ومع ذلك لم ترعوِ الجهات المعنية لا بمعالجة ما دُمر، ولا التحوط خيفة مصير العام الفائت، وكأنهم أدمنوا التسكع والكسل، حتى إذا ما جاءهم المطر دهشوا وتفاجأوا ثم قاموا إلى حفرهم يردمون، ومصارفهم يفتحون. وبالعودة لتساؤلاتي ماذا أنجزتم فعلياً من تلكم الوعود التي قطعتموها على أهالي المناطق التي اجتاحتها السيول والفيضانات ودمرتها كلياً العام الماضي؟ فما زال سكان الجيلي المهددين بذات المصير من لدن الفيضانات في انتظار تعلية ترس البحر، ومنذ ذلك التاريخ ووقوف نائب رئيس المجلس السيادي، ووزير مجلس الوزراء، ووالي الخرطوم وتوجيهاتهم بضرورة المعالجات وتوفير الحماية الوقائية للقرى المتاخمة للنيل ما زال سكان ود رملي في العراء والحال كما هو.
رسالتي الثانية لمدير عام هيئة الطرق الجسور ماذا فعلتم أو انتويتم حيال الخريف وحال العاصمة يغني عن السؤال ، والمصارف تطن وتئن فرط النفايات وقد باتت مستنقعاً لتوالد البعوض وقضاء حاجة السابلة، ومما لا شك فيه أنها تحتاج لنظافة ومراجعة، ترى متى تفيقون من سباتكم؟ أيضاً لعناية هيئة مياه ولاية الخرطوم لا أعرف سبباً واحداً تتركون به حفر معالجة كسر المياه مفتوحة لفترة طويلة فتصبح عرضى لمخاطر المارة وغيرهم وإن كان من ضرورة لذلك فالأجدى تسويرها بشريط حماية.
(2)
لا أدري،، لكن كلما رأيت ضائقة معيشية أو وبائية حاقت بالشعب السوداني كما الآن من جهة “كورونا” ومن جهة أخرى انهيار الاقتصاد أشبه بالكامل للحد الذي دُعي فيه لنفرة مجتمعية، فضلاً عن أخرى رفعت شعار (القومة للوطن)، لا أدرى لمَ يتبادر إلى ذهني أولئك الذين كانوا يصرفون صرف من لا يخشى الفقر على أيام الاعتصام الخالدة لعدد مقدر من الليالى؟ أعتقد أن هؤلاء لو ظهروا مجدداً فسيكفون الدولة شر الكفاف، لكن ومن أسف يبدو أن دورهم قد انتهى بانتهاء نجاح الثورة، وهنا لا أعني أبناء البلاد الوطنيين من الخارج، بقدر ما أعني أولئك المرتزقة عملاء المخابرات، والمخابرات ذات نفسها، فضلاً عن الرأسمالية (مافيا) السوق التي تتحكم في مصير الشعب وتطحنه بلا هوادة، ثم وبعد أن قفزوا من مركب الإنقاذ وعملوا على تعزيز نجاح الثورة، طبعاً ليس من أجل الوطن بل لأجل إيجاد غطاء جديد وحاضنة لتمكين منتجاتهم أسوة بالحكومة الفائتة، رفعوا يد الدعم وبدلوا الآلة بتلك الضاغطة،، لكن اعلموا جميعا أنه (ليكم يوم) وإن طال السفر.