حوارات

(المجهر) تحاور د.”الصادق الهادي المهدي” حول أحداث الجزيرة أبا وود نوباوي

اليسار السوداني كله متورط في الأحداث وكانوا يصفوننا بـ(...)

– ثلاث دول شاركت في ضرب الجزيرة أبا
– (…) تاريخه ملطخ بدماء الأبرياء والتكريم لم يصادف أهله
– (…) هذا الأمر جعلني أتشكك في كتابة “هيكل” وهل كل ما كتبه صحيح ؟
– تعويضات 1986 ليست لها علاقة بأحداث الجزيرة أبا وودنوباوي
– (…) هذه جزء من الفبركة التي كان يبرع فيها النظام المايوي
(..) هؤلاء لا يمثلون الأنصار

أحداث جسام حدثت في خواتيم مارس من العام 1970 ونظام مايو يحبو في عامه الأول من الحكم .. مطلوبات دفع بها الإمام “الهادي المهدي” –إمام الأنصار – لطاولة نظام مايو متمثلة في وجوب إزاحة الواجهة الشيوعية عن الحكم ، وعودة الجيش إلى ثكناته ، وإعادة الحياة النيابية ، وإجازة الدستور الإسلامي، ورفض التدخل الأجنبي ،وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، ومحاكمة من يثبت عليه الفساد ،ولكن هذه المطلوبات قوبلت بالرفض بل والتقتيل له ولأنصاره في مواجهات دامية استخدمت فيها أحدث الأسلحة التي استخدمت براً وبحراً وجواً في مواجهة مواطنين بسلاح أبيض للدفاع عن أنفسهم ، ونتج عن تلك الأحداث مقتل مئات الأنصار في كل من الجزيرة أبا وود نوباوي ولم تنته تلك الأحداث بمقتل إمامهم متأثراً بجراحه وهو يهم بالخروج لتطلق النار عليه وهو في الحدود الإثيوبية .
في هذا الحوار نتحدث عن أدق أسرار هذه الأحداث مستنطقين د.”الصادق الهادي المهدي” رئيس حزب “الأمة ..القيادة الجماعية ” فإلى مضابط الحوار:

حاورته : نجاة إدريس إسماعيل

* في كتاب “أيام مع جعفر نميري ..أسرار ومواقف ” للصحفي “جمال عنقرة” ..عزا الرئيس الأسبق “جعفر نميري” حدوث المواجهة الدموية بين ثورة مايو والأنصار إلى الشيوعيين الذين أشاعوا في الخرطوم نبأ محاولة اغتياله في أم جر ومنعه من دخول الجزيرة أبا مما أدى للمواجهة ..ما تعليقكم ؟
-كل قرائن الأحوال كانت تشير إلى ذلك باعتبار المعارضة في انقلاب مايو وقتها كانت أصلاً حيث كان النظام ذا صبغة حمراء، وكانت المعارضة معظمها مركز في الجزيرة أبا، وحيث تشكلت الجبهة الوطنية بقيادة الإمام “الهادي المهدي” و”الشريف حسين الهندي” وجبهة الميثاق الإسلامي ممثلة في الشيخ “محمد محمد صادق الكاروري” والشهيد “محمد صالح عمر” و”مهدي إبراهيم” وآخرين كانوا موجودين خارج السودان ..فتشكلت الجبهة الوطنية والتي كانت معارضة لنظام مايو الانقلابي وقتها، وبالتالي الراصد للصحف والبيانات التي كانت تصدر قبيل ضربة الجزيرة أبا وبعدها تشير إلى تأييد غير مسبوق من الحزب الشيوعي السوداني لتلك المجزرة ، ومحاولة اغتيال “جعفر نميري” كانت “فبركة ” وليست حقيقة إطلاقاً بدليل أن الضابط “محمد عبدالعزيز” – ملاحظ شرطة كوستي – كان قد أصدر كتاباً وثق تلك الحقائق وسماها “مقتل إمام “ولم تكن هناك محاولة اغتيال أصلاً فقد كانت هناك استقبالات غير مرحبة لا بالانقلاب ولا بقائده “جعفر نميري” وكانت الاستقبالات محبطة جدا لـ”نميري”.
*من الذي أطلق الشائعة تحديداً؟
– أطلقها اليسار عبر صحفه تحديداً وبدأت القصة عندما هتف أحد الأنصار عندما كان “النميري” يقف في (السقالة ) فقال الأنصاري “الله أكبر ولله الحمد”، ونزل “النميري” من السقالة عندما وجد أن الاستقبالات غير مرحبة به وقطع زيارته للمناطق الواقعة جنوب النيل الأبيض وخرجت الصحف في اليوم التالي تشير لمحاولة اغتياله وهذا كان تمهيداً لحادثة الجزيرة أبا .
*صور “النميري” حوادث الجزيرة أبا بما أسماه تصدي جيش السودان لطلائع تخريبية مسلحة خرجت في 27 مارس 1970 لتفجر مصنعاً للأسمنت في ربك، ولتطلق النار عشوائياً على المواطنين ..ماردكم ؟
-هذا تضليل للرأي العام ومحاولة لذر الرماد في العيون ولإخفاء الجرم الكبير الذي حدث .. الأنصار لم تكن لهم طلائع متحركة بل على العكس كان هناك تفاوض مستمر مع الذين أتوا من النظام للوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف والوصول لتسوية سياسية سلمية، وكانت مطالب الإمام لكل الوفود الزائرة بأنه لابد من إزالة الواجهة الشيوعية وعودة الجيش إلى ثكناته وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وغيرها من الشروط المعروفة وقتها، ولكن ما أطلقه الإعلام المايوي ، أن الأنصار حاولوا تدمير محلج ربك فهذا غير صحيح ، وقد أتى النظام بقوة مسلحة لاعتقال الإمام بالجزيرة أبا وكانت القوة بقيادة العميد “أبو الدهب” واصطدمت القوة بحشود الأنصار الموجودة بالجاسر – والجاسر هو الجسر الرملي الذي يربط بين الجزيرة أبا وضفتي شرقي النيل الأبيض- ولم تستطع القوة الوصول للجزيرة أبا لوقوعها في أخطاء تكتيكية لا نود الخوض فيها الآن ،وفقد السلاح الناري فعاليته بالتحام الأنصار بالمركبات العسكرية التي أتت لاعتقاله ورغم ذلك فقد حملت قيادات الأنصار في الجاسر القوة المتكونة من العميد “أبوالدهب” والرائد “عثمان الأمين” إلى “الإمام الهادي” وقد حملهم الإمام نفس الشروط التي قالها من قبل للوفود ثم أطلق سراحهم وهذه إشارة واضحة بأن الإمام “الهادي” لم يكن يريد سفك الدماء بل كان يريد حلاً حتى مع القوة التي أتت لاعتقاله.
* ماذا حدث بعد ذلك؟
– استمر ضرب الجزيرة أبا لمدة ثلاثة أيام متواصلة، وكان الضرب الناري جواً وبحراً وبراً ثم انتقلت المعركة لربك لفتح الطريق أمام الإمام “الهادي”، وأثناء تبادل إطلاق النار بين القوات الحكومية وثوار الأنصار وبعض الإخوان المسلمين وعلى رأسهم الشهيد “محمد صالح عمر” انطلقت شظايا النيران إلى محلج ربك وحدث حريق وكان ضمن الشهداء الشهيد محمد صالح عمر” في تلك الأحداث الشهيرة وهذا الحدث لمحلج ربك حدث يعد ثلاثة أيام متتالية من ضرب الجزيرة أبا ولم يسبق ضرب الجزيرة وما قاله النظام هو محاولة لذر الرماد في العيون.
*على ذكر القصف الجوي على الجزيرة أبا ما صحة ما تناقله بعض المحللين السياسيين حول تورط المخابرات المصرية والطيران المصري بواسطة ربانه اللواء الطيار “محمد حسني مبارك” في حصد أرواح الشهداء؟
– أولاً عدد القتلى تجاوز (700) شهيد ، والمعروف أن أحداث الجزيرة أبا شاركت فيها ثلاث دول هي ليبيا والاتحاد السوفيتي ومصر ، والأخيرة لم تشارك فعلياً في القصف بل كانت هناك استشارة فنية لـ”حسني مبارك والذي نصح باستعمال نوع معين من الأسلحة بدلاً من الأسلحة الفتاكة التي كان مقرراً الضرب بها، وقد قال “مبارك” هذه الأسلحة الفتاكة لا تحتملها الجزيرة أبا ونصح باستعمال نوع معين من الطائرات والقنابل.
*وما نوع المشاركة التي شارك بها الاتحاد السوفيتي ؟
– الاتحاد السوفيتي نجح في اختراق حاجز الصوت وشارك بطائرات الميج 21 والتي كانت حديثة في السودان ولم يكن الطيارون السودانيون يجيدون قيادتها لذا فقادها الطيارون الروس.
*برأ الحزب الشيوعي السوداني ساحته من مجزرة الجزيرة أبا وود نوباوي قائلاً إنه أثناء تلك الأحداث نفى سكرتير الحزب الشيوعي وقتئذ “عبدالخالق محجوب” و”الصادق المهدي” إلى القاهرة ..فهل تتهمون بعد هذا الحزب الشيوعي بالتورط في الأحداث؟
-كل المؤشرات كانت تدل على أن اليسار السوداني خاصة الحزب الشيوعي والقوميين العرب كانوا ضالعين في الأحداث وكانوا يصفون حزب الأمة وجبهة الميثاق بأنهم قوة رجعية وكانوا يستخدمون ألفاظا (تقدمية).
*إذن كيف تقرأ تكريم حكومة الإنقاذ للرائد “أبوالقاسم محمد إبراهيم” عضو مجلس قيادة ثورة مايو، وترقيته إلى رتبة الفريق وهو في قراءتكم لأحداث الجزيرة أبا أحد المتورطين فيها؟
– أبوالقاسم” تاريخه ملطخ بدماء الأبرياء والتكريم لم يصادف أهله وهذا التاريخ لم ينكره هو نفسه .
* (مقاطعة )هل تعتقد أن تاريخ التكريم لديه دلالة خاصة حيث صادف يوم وفاة الراحلة “فاطمة أحمد إبراهيم”..فهل للتكريم دلالة معينة ؟
– أنا لا أبحث عن الدلالات وربط الأحداث مع بعضها ولكنك سألتيني سؤالاً مباشراً عن حدث محدد، وعن سؤالك أقول إن تكريم الرجل خاطئ.
*على ذكر الشيوعيين ما مدى صحة الزعم بتحريض الشيوعيين لقيادة مايو على ضرب الأنصار وما يتردد عن هتاف الراحل “الخاتم عدلان” –الشيوعي وقتها – ” اضرب .اضرب يا أبوالقاسم “؟
-(ضاحكاً )،هل تريدين بسؤالك هذا أن ترمي الحزب الشيوعي في مصيدة التاريخ ؟ ولكنني أكرر كلامي بأن كل قرائن الأحوال تدل على أن معظم قيادات الحزب الشيوعي وقتئذ شاركت في تأييد ضرب الجزيرة بالأقوال والبرقيات وبالأشعار.
*ولكن بالرغم من قولك هذا فإنكم دعوتموهم في عام 1986 عندما تم نقل رفات الإمام “الهادي” إلى قبة جده “المهدي” وتحديداً جاء “محمد إبراهيم نقد” و”التجاني الطيب” في احتفال رسمي وشعبي مهيب ؟
– وجد هذا الأمر استنكاراً كبيراً من الأنصار !ولولا حكمة شيوخ الأنصار وصبرهم لحدث ما لا يحمد عقباه !
*ولماذا دعوتموهم أو بمعنى آخر من الذي قدم الدعوة لهم؟
-(متسائلاً ): وهل يعقل أن يُدعى القتلة لجنازة القتيل ؟!
*إلى أي مدى نجحت حملة نظام مايو في تشويه صورة الإمام “الهادي”، فقد أوردت صحيفة “الصحافة” بتاريخ 4أبريل 1970، العدد: 2177، أنهم وجدوا داخل قصر الإمام زجاجات خمر وملابس نسائية باريسية ؟
-هذا جزء من حملة التشويه التي أعقبت الأحداث ،وكان القصد من تلك الحملة الاغتيال المعنوي بعد التصفية الجسدية والإبادة الجماعية للأنصار لمواقفهم التاريخية المعروفة ولرفضهم للحقبة المايوية الحمراء، وقد كان هذا الجزء من مخطط إعلامي كبير قصد منه تشويه السمعة والاغتيال المعنوي لقيادات الأنصار وإمامهم ،”ولكن شهد شاهد من أهلها”، حيث نفى “نميري” في أواخر حياته هذا الكلام، ومعلوم أن الإمام “الهادي” وبشهادة كابتن “إستور” الإنجليزي كان يقود طائرة الإمام، وكانت معه زوجته ، والملابس كانت تخص زوجته وبعد ذلك تم الاعتراف بالفبركة السخيفة والتي تجاوزتها الذاكرة الإنسانية، وللأسف فإن الإعلام الذي كان يروج لمثل هذه الأحداث لم يجد قبولاً من الرأي العام بل وجد استنكاراً ،لأن الإمام مشهود له بالورع.
*الصحفي المصري “محمد حسنين هيكل” قال في قناة الجزيرة في الثالث من يوليو 2010 – وهو يسرد أحداث الجزيرة أبا- قال إن الإمام مات متأثراً بمانجو مسمومة..فما قولكم ؟
– هذا الأمر يجعلني أتشكك فيما يكتب “هيكل” عن تاريخ الدول العربية هل هو صحيح ،وهذه المعلومات توضح ضحالة المعلومات التي تحصل عليها،فالكلام غير صحيح إطلاقاً وأحداث الكرمك معروفة .
*بعد أن هدأت عاصفة الأحداث بعث شيوخ أحياء وقرى الجزيرة أبا من مواطني” الكرتون” بالعاصمة المثلثة بمذكرة لـ”نميري” يناشدونه بتطبيق مبدأ العفو العام عنهم ..هل غيروا قناعاتهم أم مورس عليهم الترغيب والترهيب؟.
– هؤلاء لا يمثلون الأنصار وهذه جزء من الفبركة التي كان يبرع فيها النظام المايوي لتصوير صور غير حقيقية عن الواقع، لكن الأنصار هم الذين خرجوا بدورهم وشكلوا الجبهة الوطنية والتي كانت موجودة في أحراش الحبشة ثم ذهبت لصحارى ليبيا وكونت النواة للجبهة الوطنية التي عملت بعدئذ جبهة مسلحة في 1976
*ولكن ألا يكون الوضع العام هو الذي دفع هؤلاء البسطاء لطلب العفو من “نميري” ؟
– مثل هذه الأقوال التي تقول إن الأنصار جاءت لـ”نميري” مبايعة جميعها كانت فبركة لا تنطلي على ذاكرة الشعوب.
*ولكن هناك وفد كبير كان بقيادة “إسحاق محمد الخليفة شريف” – وهو من بيت “المهدي”- خاطب “نميري”: ” نحن ياسيدي الرئيس ، لراغبون الرغبة الأكيدة في التعاون مع حكومة الثورة” فما قولك في حديثه ؟
– بعد المجزرة التي حدثت في الجزيرة أبا وود نوباوي كان الجو ملغماً والنظام المايوي قاتل الأنصار ورمى بعضهم في السجون ، لذلك هذا الأمر يسأل عنه الذين فعلوه، ولكن قد يكون الهدف حماية ما تبقى من الأحياء ،أما السيد “إسحاق الخليفة شريف” ففي تقديري الخاص فقد كان الوقت غير مناسب لمقابلته “جعفر نميري” خاصة أن دماء الأنصار لم تجف بعد .
*هل تعتقد أن ذهابه كان خوفاً من بطش النظام ؟
– قد يكون هذا تبريراً ويمكن الإضافة له حماية الآخرين.
*هل صحيح أن قيادة الجبهة الوطنية “الشريف حسين الهندي والسيد الصادق المهدي “، ظلت تنفي للأنصار المرابطين بمعسكرات الجبهة الوطنية في إثيوبيا ومن بعدها في ليبيا مقتل الإمام “الهادي” وأوعزت لهم بأنه في هجرة دينية ..هل كان ذلك لرفع روحهم المعنوية؟
-المئات خرجوا في هجرة وراء الإمام والظروف لم تكن واضحة وقتئذ خاصة أن حكومة مايو أعلنت أن الإمام قتل في تبادل إطلاق نار ضباط حكوميين في الحدود ولم توضح التفاصيل ولم يسلم جثمانه إلى ذويه ولم يحدد موقع قبره والذين كانوا أحياء معه – ومنهم الشيخ “محمد محمد صادق الكاروري” والعمدة “عمر مصطفى” وابنه “الفاضل الهادي”- تركوا الإمام الهادي جريحاً جرحاً غير قاتل لذلك هذا الأمر كله أدى لنوع من الضبابية حول اغتيال الإمام “الهادي” واستشهاده ،التقط القفاز السيد “الصادق المهدي” و”الشريف حسين الهندي” قائدا الجبهة الوطنية لرفع الروح المعنوية للأنصار وحثهم على الهجرة ، ولكن ترك الأمر على عواهنه ،وعدم التوضيح للأنصار جعلهم يظنون أن الإمام في هجرة دينية وهذا الأمر يسأل عنه تاريخياً الذين فعلوه.
*ماذا عن تعويضات حكومة الديمقراطية الثالثة لبيت الإمام “المهدي” لخساراته في حوادث الجزيرة أبا وود نوباوي بعد أن فتح الأمر السيد “الصادق المهدي” عقب توليه رئاسة الوزراء في 1986؟
– تعويضات 1986 ليست لها علاقة بأحداث الجزيرة أبا وودنوباوي، وذلك لأن “نميري” عندما جاء في 1969 كان قد أمم ممتلكات ليست لأسرة”المهدي” وحدها بل لآخرين أيضاً ومنهم مستثمرون أجانب صادرها بفعل شعارات حمراء ،وتعويضات 1986م كانت لأراضٍ زراعية نزعت في منطقة أم دوم وبشهاداتها وهي خاصة بورثة الإمام “عبدالرحمن المهدي” وقد سلمتها الحكومة لورثته وعندما جاءت الديمقراطية الثالثة أرجعت كل الأشياء المصادرة ومن ضمنها هذه الأراضي.
*هل هذا يعني أن أحداث الجزيرة أبا لم يكن فيها تعويض ؟
-نعم .. لم يكن فيها تعويض.
*هل تعتقد أن أحداث الجزيرة أبا وودنوباوي وجدت اهتماما من الإعلام السوداني ؟
– درجت العادة في كل عام أن يأتينا صحفيون للحديث عن الحادثة ، لأن الأمر لازال فيه غموض ، وأنا أعتقد أنه بعد المصالحة الوطنية وبعد الديمقراطية الثالثة كان ينبغي أن توضح الحقائق للتاريخ حتى يعرف ماذا حدث للأنصار في أحداث الجزيرة أبا وودنوباوي ولكن هذا لم يحدث لذلك لا تزال الضبابية والغموض تكتنفان المشهد ، لذلك أصبحت تلك الأحداث مادة خصبة للإعلام يتناولها كل سنة، ونحن كأنصار وكحزب أمة وكأسرة للإمام “المهدي” وللإمام “الهادي” – بصفة خاصة – نسلط عليها الضوء.
*درجتم على الاحتفاء بأحداث الجزيرة أبا وود نوباوي ..لماذا ؟
نهدف من الاحتفاء أن تصبح ذاكرة الشعوب حية وحتى تأخذ الشعوب الدروس والعبر منها وكيفية منع وقوع مثل هذه الأحداث مستقبلاً، وحتى تكون نماذج لكيفية التعامل مع الاحتكاكات والاختلافات السياسية ،والآن هناك الكثير من الدروس المستفادة يمكن التركيز عليها حتى نجنب البلاد أي صدام بين فصائله المختلفة .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية