التجانى حاج موسى
كتب زميلنا “نجل الدين” معقباً على قرار صدر من مجلس الأمن بالموافقة على طلب كان قد تقدم به رئيس وزراء دولتنا بإرسال بعثة أممية تحت الفصل السادس من ميثاق المنظمة الأممية التي سترسل بعثة سياسية قوامها (٢٥٠٠) جندي أممي لزوم متطلبات السلام والنهوض بالوطن من كبوته، لكن يا جماعة الخير (الضاق عضة الدبيب، بخاف من جر الحبل) والسودان تعب من عض الدبيب، ولنتأمل حالنا منذ نيلنا الاستقلال، حكومة “الأزهري” تشوبها المشاكل، يستلم الفريق “عبود”، تجي حكومة أكتوبر.. تجي حكومة “الصادق”، تجي حكومة الانتفاضة.. تجي حكومة الإنقاذ.. تجي الحكومة الحالية.. ونسيت انفصال الجنوب وحربها، والمعارضة المسلحة بفصائلها العديدة، وقوات اليوناميد، قرابة السبعة عقود من الزمان نقوم ونقع.. بالله عليكم، كيف ننمي وطننا ولم تضع أي من الحكومات السابقة خطة تنمية نفذتها وجنت ثمارها؟.. ماذا فعلت قوات الأمم المتحدة بمسميتها المتعددة؟.. هل نعم الوطن بالسلام؟.. هل وقفت الحرب؟.. هل نعم أهلنا بدارفور برغد العيش؟
لم يحدث أي شيء من كل ذلك، والصورة قاتمة والمشهد محزن، وأصبحنا كما قال أحد قدماء الشعراء (كالعيث في البيداء يقتلها الظمأ .. والماء فوق ظهورها محمول)، يعني بالبلدي كده؛ الله أدانا من النعم ما لا يحصى ولا يعد، ولا ننعم بتلك النعم،، لم نستأثر بتلك الخيرات العميمة، ووصل بنا الحال للعجز التام في إدارة شؤون بلدنا، ولم يفتح الله بقائد ملهم يقود سفينة الأمة لمرافئ الأمن والاستقرار والعيش الكريم، وأصبحت غاية ما يطمح إليه المواطن الأكل والشرب والمأوى والدواء والكساء، وبعد كل هذا الحال المأساوي، نستنجد بمجلس الأمن؟ ودونكم ما يحدث في دول الوطن العربي، حروب تدار بالوكالة، المواطن يردي شقيقه، وزمان أنا كتبت عن الأمم المتحدة كمنظمة من المفترض أن تلعب دور شرطي الأمن للدول الأعضاء، لكن الواقع غير ما يحدث الآن، فالأمر أصبح شريعة قوى أحادية تعمل الدايرة تعملوا تحقيقاً لمصالحها، وفي ستين داهية ما يحدث لدول العالم الثالث، لكن نسوا أن خالق الأكوان يمهل ولا يهمل، وها هي الكورونا جرثومة من صنعهم جعلت العالم يعيش رعباً ما عاشه الإنسان منذ بدء الخليقة، أها شن قولك يا أمم متحدة؟.. رسائل الحق جلت قدرته تترى، أعاصير، زلازل، فيضانات، أوبئة،، كورونا!! ولا متعظ ولا مرعوي، (وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ* فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ)، وجعلنا الحق شعوباً وقبائل لنتعارف.. لكننا نتعارك، ونتبارى في صنع آلة الحرب حتى وصلنا لصنع الجراثيم لنبيد بعضنا البعض!! (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ* الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ).. والجوع الفقر والخوف يحيط بنا ودخل الرعب بيوتنا التي كانت آمنة مطمئنة.. هل تقضي الصين على سطوة القوى الأحادية أمريكا وتعيد توازن القوى كما كان يفعل المعسكر الشرقي أيام الاتحاد السوفيتي؟.. أن تصبح هي الأخرى قوى أحادية تركع الشعوب؟.. هل يستيقظ الضمير العالمي ويعيد بناء كيان عالمي تنتمي إليه كل شعوب العالم وتتساوى حقوقهم، دول متقدمة ودول نامية؟.. أم هي القيامة لينال كل إنسان ما اقترفت يداه في حياته؟.. وهسه وبعد خلاصنا من حكومة التلاتين سنة الماضية.. بعد ثورة شبابنا المقدام الذي لم يذق حلاوة العيش منذ ميلاده حتى الآن، هل سينعم في مستقبله القريب؟.. الحق أقول أنا متشائم،، فالمشهد السياسي لا ينبئ بالخير.. جيلنا ذاق حلاوة العيش فيما تركه من بقايا نِعَم، ريع مشروع الجزيرة العظيم وثروة حيوانية ومحاصيل زراعية وسبل مواصلات وخرطوم كانت عروس عواصم الوطن العربي والإفريقي والآسيوي.. عشنا زمن الجنيه السوداني الذي كان يتصدر في قوته الشرائية كل عملات دول العالم.. وأولادنا صناع الثورة، لهفي عليهم.. لم يذق حلاوة العيش إلا قلة لا تذكر، وأقسى لحظات يعيشها الإنسان أن يرى وطنه ينهار بنيانه بسبب خلافات بنيه، وأقسى لحظات الشعر للشعراء أن ينظم مثل هذه الأبيات:
يا طير يا راجع
لي عشك،، بتقضي
حياتك، قول لي كيف؟
وكيفن قاومت نسيم الصبح التنفس،
أنفاسو خريف؟
ما بتشفق على رزقك يوم؟
ما بتزعل تصبح مهموم؟
يا طير يا راجع لي عشك،
بتقضي نهارك
قول لي كيف؟
وأنا واقف زي ما كلمتك
واقف محتار
على حد السيف
من حولي مآسي
بتتجسد
شايل أحزاني وبتوسد
أحزان عالم مرسوم
بي نزيف!!
بتنوم يا طاير، قول لي كيف؟
والنوم جفاني
وليهو سنين!!
وأصداء الضحكة الرنانة
اتبدل في مكانه أنين!!
غرد في غصنك يا طاير،،
وريني الضحكة، بتجي من وين؟
ووريني حدود الحرية،
لمن بتطير زي ما داير!
ووريني ملامح الحنية؛
في زمني المستعجل وجاير!!
أنا زمني المستعجل وطاير
لي وين ما عارف يا طاير؟
يا طير، يا راجع،
لي عشك،
بتقضي نهارك، قول،
لي، كيف؟