في عز ما يعانيه الشعب السوداني من أزمات متلاحقة وضائقات اقتصادية يتحملها بكبرياء زاد عليها تسارع الأحداث بسبب وباء (الكورونا) الذي وبسبب الإجراءات الاحترازية لمكافحته تضررت الآلاف من الأسر التي تعيش على بضع جنيهات من عمال اليومية، إضافه إلى ألوف أخرى هز موقفها المالي الحظر الليلي الذي ستقفل بموجبه المطاعم والكافيهات وحتى ستات الشاي سيتضررن من هذه الإجراءات التي ما كان أحد يتوقعها أو يخطط لها، والناس عايشة رزق اليوم باليوم في ظل ارتفاع رهيب في الأسعار وانفلات للأسواق بشكل غير مسبوق وغياب تام للرقابة جعل المواطن أسيراً بالكامل لمملكة السوق والتجار، في عز ما يعانيه المواطن من أزمات نبتلى بشاكلة موظفين ومسؤولين أقصر بكثير من الكراسي التي يجلسون عليها ولا يقدرون حجم المسؤوليات الملقاة على عاتقهم، ولا يحترمون الشعب الذي نفض عنهم الغبار، وجاء بهم ليلبسوا البدل ويجلسوا في المكاتب المكندشة بعد أن كان بعضهم (عواطلية) أو يعملون في مهن هامشية بالخارج فقفزوا بالزانة إلى التحكم في مصير البلاد والعباد وأمس الأول لم أصدق أذني لولا أنني أثق في حديث محدثي منتج برنامج كالآتي على قناة (النيل الأزرق) الذي يقدمه الأخ “عمار شيلا”، حيث قال إنهم اتصلوا بالسيد “علي عسكوري” مدير إدارة السلع الإستراتيجية بوزارة الماليه ليسألوه عن موقف السلع في ظل الحظر الجوي وتوقف حركة النقل خاصة ورمضان على الأبواب، وهو الشهر الذي ترتفع فيه أسعار السلع بيعاً وشراء فما كان من السيد “عسكوري”، إلا أن أعتذر ورفض الحديث للبرنامج بحجة (أنه عايز ينوم)، وبالمناسبة البرنامج يبث الثامنة مساء يعني السيد المسؤول الكبير بنوم من (تمانية) وهو المسؤول عن قوت الناس التي هي الآن أهم مسؤولية، وأخطر تكليف تخيلوا رفض الرجل الحديث، وقال هو مطمئن على الشعب السوداني وسبب اطمئنانه شنو الله يعلم؟ أو معطيات أن الموقف تمام دي حاجة يعرفها براه!
ليتضح لنا من خلال هذا الموقف حجم الكارثة والمأساة التي نعيشها ومسؤول على رأس إدارة بهذه الأهمية يرفض الحديث للإعلام لأنه عايز ينوم من (تمانية) وده معناه أنه باله مرتاح وهمه بارد!! النائم ليها شنو يا “عسكوري” وآلاف السودانيين كان فطروا ما بتغدوا؟ النايم ليها شنو يا “عسكوري” وملايين الأطفال لا يشربون الحليب ولا يعرفون طعم الفواكه؟ النائم ليها شنو يا عسكوري والسوق يذبح المواطنين بسكين باردة وقد أصبح إمبراطورية بلا رقيب ولا عتيد؟ النايم ليها شنو يا عسكوري في بلد الليمونة بي خمسة عشر جنيهاً؟ النائم ليها شنو يا “عسكوري” وكيس الملح المر ده بخمسين جنيه؟ النائم ليه شنو يا “عسكوري” وأكاد أجزم أن الملايين من الغبش ألغوا من قائمة طعامهم وجبة العشاء؟ النائم ليها شنو يا عسكوري” وشعبنا الذي دفع فاتورة الكرسي الذي تجلس عليه من دم شبابنا ودموع أمهات الشهداء ورفقائهم لا يحس بأدنى مجهود تبذله وزارتك لرفع المعاناة عنه؟ النائم ليها شنو يا “عسكوري” والفقر سكن البيوت والصبر فصله الغبش عراقي وتوب وسروال؟ النائم ليها شنو يا “عسكوري” وانت لا تملك حتى حس المسؤولية لتخاطب المواطن الذي يعيش أسوأ كابوس وأنت تستمع بالأحلام السعيدة؟.. الله غالب
كلمة عزيزة
فقدت بلادنا أمس قائداً مهيباً وود بلد أصيل السيد وزير الدفاع الفريق أول “جمال عمر” وهو في ساحة من ساحات الجهاد الوطني مفاوضاً ضمن وفد الحكومة مع الحركات المسلحة في جوبا، والرجل كل من يعرفه يعرف كم هو ود بلد أصيل وسوداني غيور ورجل عفيف اليد واللسان هو فقد للقوات المسلحة ولبلادنا في وقت نحتاج فيه للصناديد أصحاب المعادن الأصيلة لنخرج من هذا المنعطف إلى بر الأمان ألا رحمه الله بواسع مغفرته واللهم أسرته ورفاق دربه الصبر الجميل.
كلمة أعز
وصل الدولار أمس إلى (١٣٢) جنيهاً والسيد “عسكوري” بنوم من تسعة على كده وزير المالية بنوم من كم؟