شهادتي لله

كل (شورى) وأنتم بخير..!!

{ كنا نأمل أن تخرج اجتماعات مجلس شورى (المؤتمر الوطني) بقرار واضح وصريح في ما يتعلق بموقف تنفيذ اتفاقية التعاون المشترك مع دولة جنوب السودان، ولكن البيان الختامي وخطاب الرئيس “البشير” خلوَا من إشارة بائنة ومبينة تعلن الفرح لأهل السودان، وتبشرهم بدنو موعد نهاية الأزمات!!
{ مضت (الشورى) إلى حال سبيلها، وبقيت الأزمة تراوح مكانها!!
{ وحتى السيد الرئيس “البشير”، فإنه لم يضف جديداً على خطابه السابق لدى افتتاحه مجمعات “مامون حميدة” في مستشفى “إبراهيم مالك”!!
{ الرئيس أكد أنه ملتزم بتنفيذ الاتفاق الذي وقعه مع الرئيس “سلفاكير”، وأنه لن يقبل بأي تعديل أو تبديل أو تحريف، ولكنه – للأسف – لم يحدد (يوماً) أو (شهراً) محدداً للبدء في تنفيذ الاتفاق من طرف واحد، هو حكومة جمهورية السودان.
{ الشعب السوداني لن يأكل شعارات، ولن يفطر خطابات، ولن يتغدى بيانات، ولن يتعشى، لأن غالبيته أصلاً (تبيت القوا) في الضهاري والضواحي.. وحتى في أوساط المدن وفي قلب غابات الأسمنت!!
{ انفضت اجتماعات (الشورى) وذهب شيوخها.. شيبها وشبابها، إلى أعمالهم (الخاصة) و(العامة)، دون أن يحسموا شيئاً من أمر القضية الأهم الماثلة أمامهم.. مفاوضات “أديس أبابا” الدائرية.. العبثية.. الراكضة وراء السراب.. الباحثة عن (الرهاب).. الآملة في المجهول!!
{ لماذا تترك (الشورى) أمر البلاد والعباد بيد فئة (صغيرة) محدودة الأفق.. ضعيفة الخيال.. أعطت (كل) ما لديها ولم تستبق شيئاً لسنوات طوال، من (جولة) إلى (جولة)، ومن “أديس” إلى “أديس”.. ومن “شيراتون” إلى “شيراتون”.. ومن لا شيء إلى لا شيء..؟!!
{ كيف انفضت (الشورى) يا شيخ “مجذوب أبو علي” ولم تقطع في مصير اتفاقيات الجنوب، ولم تأمر قيادة الدولة بالتنفيذ (الفوري) لما فيه مصالح البلاد والعباد، أو الإلغاء والمراجعة، وتحديد البدائل الأخرى والخيارات المتاحة.
{ هل جئتم لتستمعوا إلى خطاب السيد الرئيس أو نوابه، أم لتقدموا إليه مشورتكم الغالية بعد انقضاء دورة كاملة، حدث خلالها الكثير.. تغيرت فيها الأحوال، وتبدلت فيها الأوضاع.. ارتفع سعر (الدولار) وانخفض سعر (الجنيه) مرات ومرات، وعدلت الميزانية، وانعقد مؤتمر الحركة الإسلامية، وانتخب أميناً عاماً، ونواباًً، وأمناء و… و… متغيرات ومتغيرات.. كنا نأمل أن تكون (الشورى) بحجمها.. وقدرها.. ولكن.. ثم لكن.. ثم لكن..
{ لا جديد!! محاربة الفساد؟ حديث مكرر.. ولا نعرف ما الجديد في موضوع لجنة إقرارات الذمة، ونيابة الثراء الحرام والمشبوه.
{ مراجعة هكيلة الدولة؟! لن تتم قبل سنوات.
{ بسط الحريات؟ كلام والسلام.
{ نفذوا – يا سادتي – اتفاق الجنوب.. وبللوا شرايين الخزينة العامة.. أنعشوا خزينة بنك السودان.. من أجل لبن الأطفال وأدوية السرطان.. ومواد غسيل الكلى.. وخفض أسعار المضادات الحيوية.. الحقن.. والأقراص.. والمحاليل الوريدية.
{ وكل (شورى) وأنتم بخير.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية