{ كثيراً ما أشرت إلى أن مقدمي البرامج التلفزيونية ومذيعي النشرات الإخبارية في العصر الذهبي للإذاعة والتلفزيون لم يكونوا مجرد عارضي أزياء ووجوه تطل علينا بأشكال التخبط وألوان العشوائية، ومساحيق التخلف، بل كانوا عقولاً مبدعة تطرح الموضوعات وتناقش القضايا بوعي وإدراك وفهم عالي.. بل إنهم بجانب نجاحهم وتميزهم في الظهور على الشاشة والإطلالة عبر الأثير نجحوا أيضاً كقياديين وإداريين في مختلف المواقع داخل حيشان الأجهزة الإعلامية ابتداءً بإدارة الأقسام المختلفة وانتهاءً بقيادة المؤسسة الكبيرة (الإذاعة والتلفزيون) بل منهم قاد (الوزارات) ومن هؤلاء على سبيل المثال الكبير “علي شمو” والقدير “محمود أبو العزائم” والقدير “محمد سليمان” والقدير “علم الدين حامد” و”حمدي بولاد” و”عمر الجزلي” و”يسرية محمد الحسن”، والراحلون الرائعون “سيف الدين الدسوقي” و”حسن عبد الوهاب” و”حمدي بدر الدين” و”نجاة كبيدة” و”متوكل كمال” و”محجوب عبد الحفيظ” و”أحمد سليمان ضو البيت” و”الفاتح الصباغ” وبنات المغربي “ليلى” و”هيام”.
{ من يدعون نجومية الكوميديا في هذا الزمان بالنكات المكررة والاسكتشات “الهايفة ودراما “العبط” يا ليتهم يرجعون إلى الأرشيف الإبداعي لعمالقة عرش الدراما والكوميديا السودانية، الراحل “عثمان حميدة” (تور الجر) والراحل “محمود السراج” (أبو قبورة).. أتحدى مضحكاتية هذا الزمان أن يقدموا لنا كوميديا مسرحية في مستوى مسرحية (أكل عيش) أو (النصف الحلو) لزعيم الكوميديا السودانية الراحل المقيم “الفاضل سعيد” (العجب)، أو في مستوى (خطوبة سهير) للقدير “مكي سنادة” متعه الله بالصحة والعافية.
{ كثيراً ما تحدثت عن تراجع كُرتنا في الداخل، وتدهور صورتنا في الخارج، وخيباتنا المنقولة جواً وبراً، وكل ذلك تسبب فيه لاعبو هذا الزمان فاقدو الغيرة والانتماء والوطنية، الذين صاروا يتحركون في الميدان على حسب ما يدفع لهم من مال، والهزائم القاسية التي ظل يتلقاها فريقنا القومي تؤكد على أننا في حاجة إلى تربية وتنشئة جيل جديد يحب المستديرة، ويلعب بدافع الإبداع والإمتاع وليس بدافع جمع المال.. نريد لاعبين بمواصفات الأمير “صديق منزول” والملك “جكسا” و”الدحيش” و”حموري” و”علي قاقارين” و”أمين زكي” و”مصطفى النقر” و”أبو العز أحيمر” و”سامي عز الدين” و”طارق أحمد آدم” و”تنقا” و”دحدوح” و”سكسك” و”إبراهومة” الكبير و”حامد بريمة” و”جمال أبو عنجة” و”عيسى صباح الخير” والراحل “والي الدين”.