الديوان

* في عيد الأم “دار السلام” ابنها وحيد لكن تظل أماً لجميع السودانيين.

* "تجاني حاج موسى" (أمي الله يسلمك) من أحب القصائد لكن هذه القصيدة (...) التي قدمتني إلى الجمهور..

.
* الشاعر الفذ “التجاني حاج موسى” والفنان القدير “كمال ترباس” في عيد الأم يتفقان “كل الأمهات دور للسلام” ..
* إقليمية “ست الحبايب” وسودانوية (أمي الله يسلمك)

* “حاج موسى” (أمي الله يسلمك) جزء من قصيدة (جواب للبلد) والتي خرجت عن طريق الصُدفة ..

*”التجاني حاج موسى” لـ”دار السلام” بعد رحيلها: (اتاري الدنيا من دونك شينة ومُرة ما بتندار، مُرة وحارة زي النار)

* “كمال ترباس”: لو تغنيت بـ(أمي الله يسلمك) و(أبوي إن شاء الله لي تسلم)، لكان يكفني جداً..
* “كمال ترباس”: ليس لدى مانع أن يتغنى أي فنان بـ(أمي الله يسلمك) .. وكل الأمهات دور للسلام..

الخرطوم – مريم حسن

– يتم الاحتفال بمثل هذا اليوم الموافق ٢١/مارس/ ٢٠٢٠ بـ(عيد الأم) منذ مطلع القرن العشرين تكريماً لكل أمهات الأرض وتقديراً لكل مجهوداتهن في التربية وإخراج الأجيال للمجتمعات، ويأتي الاحتفال بهذا العيد مصحوباً بالفرح الكبير والاحتفال وإهداء الهدايا للأمهات، وبعض منظمات المجتمع المدني تكرم فيه كل أم مثالية ضحت من أجل أبنائها وأخرجتهم وهم صالحين للمجتمع نافعين وطنهم وأنفسهم، وكذلك تغنى العديد من الأغنيات في هذه المناسبة الخاصة بالأم ففي وطننا العربي نجد أن أغنية (ست الحبايب) من أشهر الأغاني عن الأم، والتي صاغ كلماتها “حسين السيد” ولحنها “محمد عبد الوهاب” وأدتها الفنانة “فايزة أحمد” عليهم رحمة الله جميعاً أصبحت راسخة لدى الكثيرين، فتغنى دائماً للأم ونجد معظم الفنانين العرب والناطقين بالعربية تغنوا بها .
– والسودانيون دائماً ما يمجدون أمهاتهم ويفخرون بهن كون حُب الأم من أهم مبادئهم، ونجد ذلك الحُب يتجسد في كل شيء ممكن أن يقدمه الشخص لأمه سواء بر بها أو غيره .
وعند الشعراء والمغنين سواء كان عمالقة أو شباب سواء صنفوا بالمعتدلين أو أصحاب ما يسمى بمؤدي (الغناء الهابط) يعبرون عن حبهم بكلمات تظل باقية، فنجد الشاعر “السر عثمان” وصف الأم بأنها (بحر المودة) مغنياً لها بهذا الفنان “محمد جبارة” وهذا البحر من شدة عذوبته وصفه الفنان الشاب “أحمد أمين” في أغنيته بأنها (نبع الحنان) ونبع الحنان هذا وصفه الشاعر “ذو النون بشرى” بأنه (أغلى من دمي يا حبيبتي يا أمي) مغرداً إياها الفنان “حمد البابلي”، وعند البُعد عن الأم شوق ولوعة كما كتب ولحن الفنان القامة “محمود تاور” معبراً عن ذلك (يمة الحنينة الشوق غلب، ليك يا جميلة والبلد)، كما أن الشاعر “علاء الدين الجاك” قال في الأم إنها (ست القبيلة ومن زمن شايلة التقيلة) شدت بها الفنانة “منار صديق”، ولأن دعوات الأم هي التي تنير طريق أبنائها تغنت الفنانة في دولة المهجر الكروانة “جواهر” بـ(الله على دعوتك يمة) ومن دعوات الأم طلب الشاعر “محمد ود الكابس” (أمي بس داير عفوك) تغناها “حسن محجوب” وبعد طلب عفوها دعى الشاعر العظيم “التجاني حاج موسى” أن يسلمها الله فكتب (أمي الله يسلمك) داعياً لها بالعُمر الطويل وعدم ذوق الألم، وغيرها من الأغنيات العظيمة في حق الأم التي تصدر وتغنى في كل مناسبة احتفال بها فحق الأم لا يمكن أن يوصفها أو يوصله شعر أو لحن .

* قصة قصيدة (أمي الله يسلمك)

– فكل الأغنيات السودانية التي تغنت في حق الأم عظيمة فنجد أغنية (أمي الله يسلمك) شكلت وجدان السودانيين في الغناء عن الأم فيستحيل أن لا نجد طفلاً أو كبيراً وشيخاً إلا ويحفظها ويرددها من قلبه بكل حُب صادق ومعزة لوالدته، وقد يكون كل الذين تغنوها لا يعلمون أن شاعرها الشاعر “التجاني حاج موسى”، وفنانها الأصلي أو الحقيقي الفنان القامة “كمال ترباس”، فالشاعر “التجاني حاج موسى” يكتب الشعر منذ وهو في المرحلة الثانوية وكان مسؤولاً عن الجمعية الأدبية منذ المتوسطة فالثانوية حتى الجامعة، حيث درس جامعة القاهرة فرع الخرطوم، وكان يعمل متزامناً مع الدراسة كموظف في مصلحة الضرائب، وتعامل مع العديد من الفنانين أبرزهم الراحل المقيم “زيدان إبراهيم وكمال ترباس” والقائمة تطول.
(المجهر) التقت الشاعر “تجاني حاج موسى” وتناولت معه قصة الأغنية وقصة كتابتها كيف كانت ومتى؟
أفادنا بالآتي :
– بدأ حديثه بتهنئة كل أمهات البلاد متمنياً لهن أن ينعمن برغد العيش والحياة الآمنة المطمئنة، وعيد الأم بالنسبة له ليس ذلك اليوم الذي حددته الأمم المتحدة للاحتفاء بالأم، لكنه عيد بالنسبة له في كل يوم وكل لحظة حتى قبل أن تقرر الدول اختيار هذا اليوم للاحتفال بالأم، لأن علاقته بأمه مثمرة فهي التي آثرت على حياتها أن لا تتزوج أبداً بعد رحيل والده له الرحمة والمغفرة، وهو ابن الثانية ونصف العام إذ إنه هو الابن الوحيد لأمه إذ كانت هي في ذلك الوقت في عنفوان شبابها ولا ينسى لها فضلها إذ تعهدته بالرعاية منذ نعومة أظافره، وحينما أدرك الأشياء عرف أنها كرست كل وقتها في تربيته وتنشئته وتعليمه إذ كانت امرأة عاملة هي تجيد صناعة السعف و”الملايات” والمناديل والمفارش، ولايزال يذكر منسج الخشب الصغير الذي كانت تحيك فيه طواقي الحرير وكذلك مازال يذكر تسويقه لمنتجاتها في سوق الدويم، عائدة إليها نهاية اليوم حصيلة المنتجات، واعترف أنه تعلم منها الكثير من قيم الحياة كالأمانة والصدق، حيث كانت تحرص رحمها الله على تنشئة حياة مبرأة من كل عيوب التنشئة، وعند مجيئه إلى الخرطوم مغادرا الدويم طلباً للعلم كان يفتقدها كثيراً حينما يلفه الليل والظلام، ورحلت والدة كل السودانيين “دار السلام” قبل أربع سنوات بعد صراع مع المرض، وقال “حاج موسى” إنه برحيل والدته انقطع الحبل السري الذي كان يتغذى منه حتى بعد أن صار كبيراً .
وأضاف الشاعر “التجاني حاج موسى” أن قصيدة (جواب للبلد) والتي جاء مطلعها (في ضــــل الـضـحـى الــرامـي ..‏
وشــمــس شــتـويـة دفــايـة ..‏
وريـحة الـبن، لـما يـفوح فـي قلاية..‏
وفــــــــروة جـــــــدي .‏
صـورة جـدي لـمن جـيت أمـد يـدي :‏
‏(جــــدي.. أديــنـي تـعـريـفة )..‏
‏(بـتـقرا الـحـمدو يــا الـمـبروك )..‏
‏(بـقـرها وشــان تـعـريفه الـقـاه)..‏
والتي استلهمها من خلال جواب أرسله لوالدته وهو في الخرطوم وهو طالب في الجامعة تعبيراً عن شوقه إلى “دار السلام عبد الله أبوزيد” حيث إن اسم والدته عليها رحمة الله “دار السلام” ومن المصادفات الطيبة أن اسم أمه “دار السلام” ويعتقد أن كل الأمهات دور للسلام، وأفاد الشاعر “التجاني” أن قصيدة “جواب للبلد” طويلة جدا وقام بتلحين الجزء الأخير منها مبدئياً وأهداها للفنان القدير “كمال ترباس” والذي أبدع هو في أدائها، والجزء الأول منها بعد زمن تغنى به الراحل “محمود عبد العزيز” حيث سمى بها ألبومه الذي تنتجه في العام وسعد “التجاني” عندما غناها “محمود”، والغريب في الأمر أن التغني بها جاء مصادفة حيث إن “محمود” على ما يبدو سمعه وهو يقرأها في إحدى اللقاءات التلفزيونية وبعدها طلب (الحوت) من “حاج موسى” أن يؤديها فأذن له فخرجت وهي جميلة جداً .
وأشار “حاج موسى” أنه سعد بأغنية (أمي الله يسلمك) وحمد الله حمداً كثيراً لأنه عبرها خلَّد لأمه وكل الأمهات، ومن خلال هذه الأغنية التي صارت على لسان من يتخرجون من الرياض والجامعات ومن يحتفون بأمهاتهم بل صار عدد من الفنانين والفنانات يرددونها، وإن هذا العيد لا يشبه كل الأعياد والحمدلله وأننا تعلمنا من معلم البشرية الأوحد والذي أوصانا بالأم في حديث يحفظه كل مسلم (من أحق الناس بحُسن صحابتي).

* “كمال ترباس” ما بين (أمي الله يسلمك) وتصريح الغناء بها لكل شخص..
والأغنية شاعت الصيت تغنى بها الفنان “كمال ترباس” على حد قوله في الشباب عندما التقت به (المجهر) وتناولت معه أطراف الحديث عن ذكرى عيد الأم والأغنية العظيمة التي تغنى بها حيث بدأ “ترباس” حديثه بقوله: إن الشاعر “حاج موسى” أخ وصديق له وتعامل معه في عدة أعمال أبرزها (جاي تفتش الماضي)، “أنت فائق ورايق وأنا بالي مشغول) وإنه وقتها جاءه “التجاني” وأهداه الأغنية التي قام بتلحينها وأداها، وإن الأغنية كانت إضافة حقيقة له، وذكر “ترباس” أنه لو كان تغنى فقط بأغنية (أمي الله يسلمك) وأغنية (أبوي إن شاء الله لي تسلم) يكفيه جداً، وذكر أنه بعد (أمي الله يسلمك) تغنى بـ(يا أمي حبك جاري في دمي) من كلمات وألحان “عوض جبريل” لكنها لم تحقق صدى مثلها.
وعن الأم ذكر “ترباس” أن (كل أم دار للسلام) وعلاقته مع “دار السلام” والدة الشاعر “التجاني” كانت علاقة قوية لأنها رحمها الله لم تكن امرأة ساهلة، وأنه من أوائل الفنانين الذين تغنوا عن الأم وليس لديه أي مانع أن يغني (أمي الله يسلمك) غيره من الفنانين هي وكل أغانيه بشرط أن تغنى بالطريقة الصحيحة، موضحاً أنه في بدايته تغنى من أغنيات غيره .
وفي الختام قال “ترباس” إن الاحتفال بمثل هذا اليوم شيء عظيم لأنه في تذكر للأم والأشياء الجميلة التي تقدمها دون حساب أو كلل أو ملل، وإن هذا العام تم إلغاء حفل تكريم الأمهات الذي كان من المفترض أن يكون برعاية قناة أنغام نسبة للظروف التي تمر بها البلاد حالياً، ولكن تأجل لوقت لاحق وربنا يحفظ كل الأمهات ويرحم المتوفيات.

 

.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية