نحن نحتفل اليوم “السبت”، بعيد الأم، انتهز هذه المناسبة لأهنئ جميع الأمهات في السودان بهذه المناسبة الجميلة التي تجدد فينا كل ما هو جميل، من أجل أن ننعم ببر الوالدين.. فالأم مهما كتبنا وعبرنا عن حبنا لها.. فإننا بالطبع لا نعطيها حقها بالكامل، فهي التي سهرت الليالي من أجل سعادتنا ونجاحنا.. تفرح لفرحنا وتحزن لحزننا، حملتنا في أحشائها تسعة وتسعة، (… حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا…) فالآية الكريمة هنا تؤكد والله أعلم، معاناة الأم مع الحمل والوضوع، فيا لها من أم رائعة.
نحتفل اليوم بعيد الأم وفي الخاطر أمهات رحلن للدار الآخرة وأمهات ضحين من أجل تربية الأبناء في غياب الوالد الذي غيبه الموت، أو غيابه بسبب المعيشة، فكانت “الأم والأب” في آن واحد، لتخرج لنا أجيالاً هم شموع عزنا وفخرنا.
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق
الأم أستاذ الأساتذة الألي
شغلت مآثرهم مدى الآفاق
وأنا أقلب ذاكرتي لأكتب عن “أمي” “عائشة محمد طه”، اسأل الله أن يمتعها بالصحة والعافية.. لأكتب أجمل الكلمات في عيدها.. تذكرت على الفور والدي “الحاج أحمد أبو شوك” الذي غيبه الموت، والذي ترك لنا رحيله فراغاً شاسعاً في دنيانا، فهو كان يحتفل معنا بهذه المناسبة، وكان كلما كتبت مقالاً عن “أمي” في عيدها يفرح بهذا المقال ويطالعه عدة مرات ويقول لنا: (هذه هي الحقيقة).. هذا هو “أبي” طيب الله ثراه وجعل الجنة مثواه، ولأنه أبدع في اختيار شريكة حياته “أمي”، فقد كان يفرح بما يقال عنها.
أمي “الحكيمة الصبورة البشوشة”، “مرة الضيفان” التي (لا تكل ولا تمل ولا تشتكي)، عرفت بزهدها في الحياة ، لتنال لقب (أجمل نساء العالم)، قاسمت والدي “الحلوة والمرة”، كان يلجأ إليها ليستفيد من رأيها، لأنه يعرف تماماً أن تكامل الآراء مهم خاصة إذا كان الرأي هو رأي “أمي”، فـ”أبي وأمي” هما الشخصان الوحيدان في العالم اللذان لن يحسداك على نجاحك.. هذه العبارة من أجمل ما قرأت وأنا أبحث عن أجمل الكلمات في حق أبي وأمي.. فدعوني هنا احتفل بهما سوياً.. لأنهما دنياي رغم رحيل أبي.. وأقول لأمي إن أجمل ما أقوله لك في عيدك (اسأل الله أن يبقيك ويخليك سنداً وذخراً لنا)، فأنت التي تحت أقدامك الجنة، فالبر بها جاء نتيجة برها بوالديها وأهلها وعشيرتها ليحتفل معنا أحفادها الذين أحبوها كحبنا لها، لأنها كانت لا تفرق في حبها لهم، كانت الشمعة المضيئة والكلمة الصادقة والوجه البشوش الضاحك.. فهي الخير والبركة
ألم أقل لكم إن أمي من أجمل نساء العالم.. نعم فُجِعتْ بموت “أبي ” وشقيقي الوحيد “محمد أبو شوك” كما فجعنا نحن، ولكنها إرادة الله، وكم سمعتها كثيراً وهي تدعو الله يومياً في الفجر والثلث الأخير وكانت تقول بعد أن تدعو لهما “أنا عافي منكم.. عافي منك يا محمد ود عائشة، وعافي منك يا أحمد ود نفيسة”، كلمات العفو تخرج منها بصدق صباح مساء ونهاراً وكل يوم.. وكانت تدعو لنا أيضاً بكل ما هو جميل وتقول (البعاد والقراب).. إنها أمي بت “ود طه”.
التحية لها فهي أول من نطقنا بها ونحن نتعلم مبادئ الكلام “يمة ماما أمي”.. التحية لكل من كتب عن الأم، شعراً وقصة، أدباً ونثراً، ومن بين كل ما كتب اخترت هذه الكلمات من رائعة مربي الأجيال الراحل “بابا فزاري” هدية لأمي ولكل الأمهات:
أمي يا أجمل كلمة بقولها
يا أحلى نشيد يا نغمة جميلة
أمي جناح من رحمة ونور
أمي حنان وأمل وزهور
أمي الرحمة دوام قدامها
أمي الجنة تحت أقدامها
أمي عظيمة وأمي كريمة