مجرد سؤال

الموسم الشتوي واحتياجات (الناس) العاجلة

رقية أبو شوك

ونحن على أعتاب الموسم الزراعي الشتوي فلابد من الاستعداد المبكر له خاصة وأن البلاد معولة كثيراً على التوسع في زراعة القمح، وبالتالي تقليل فاتورة الاستيراد الخاصة بهذه السلعة الإستراتيجية، فالزراعة والتوسع الزراعي بحاجة كبيرة إلى توفير كافة المتطلبات خاصة التمويل والذي تبني عليه كل المتطلبات الأخرى بما فيها التوسع الزراعي نفسه.
فتوفير سلعة إستراتيجية كالقمح مثلاً لاشك أنه سيوفر للبلاد الكثير من العُملات التي كان يتم توفيرها لاستيراد القمح .. القمح الذي يعتبر غذاء معظم أهل السودان،
لذا نتمنى أن يتم توفير كل المعينات وكل مدخلات الإنتاج قبيل بداية الموسم الزراعي الشتوي .. فالزراعة مواقيت كما لابد من الاستفادة من فترة الشتاء القصيرة لأن محصول القمح يحتاج إلى درجة برودة معينة تقيه شر انتشار الآفات والأمراض كمرض «العسلة» الذي يأتي مع ارتفاع درجات الحرارة.
فالسعر التركيزي الذي أعلن للقمح الموسم القادم يعتبر مشجعاً الأمر الذي يؤكد اهتمام الجهات العليا بالبلاد بأمر الاهتمام بالقمح والتوسع في زراعته.
فالحوار الذي أجرته صحيفة «المجهر» مع عضو مجلس السيادي اللواء «إبراهيم جابر» أكد خلاله أن البلاد مستهدفة إنتاج مليون و200 طن قمح هذا الموسم ، وأضاف (افتكر دي لو حققناها حنكون أزلنا من موازنة الدولة مايرهقها).
إذاً لابد من وضع هذا الحديث في الاعتبار فقط من أجل تقليل فاتورة الاستيراد ومن أجل المصلحة العليا للبلاد ومن أجل إزالة ما يرهق ميزانية الدولة .. فالموارد مازالت شحيحة في ظل المتطلبات فعندما نقلل مثلاً فاتورة الاستيراد سنستفيد من النسبة التي تم تقليلها في بنود أخرى.
فالثورة عندما جاءت .. جاءت بسبب الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها المواطن والذي صبر كثيراً ولكنه لم يجنِ ثمار صبره طوال سنوات الحكم البائد ، والآن أمله كبير في التغيير الذي حدث بالبلاد وكله أمل أن تحل كل المشاكل الاقتصادية والتي على رأسها ارتفاع الأسعار .. فالأسعار مازالت تسير بخطى سريعة رغم الوفرة الأمر الذي يؤكد أن نظرية الاقتصاد باتت مقلوبة بالسودان .. فالوفرة من شأنها أن تؤدي إلى انخفاض الأسعار ولكن في السودان يحدث العكس.
أيضاً هنالك ارتفاع في مختلف أنواع الأدوية وعدم استقرار في أسعار الصرف وبالمقابل هنالك ارتفاع في التضخم الذي له علاقة بارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية، والتي كما اشرنا تسير بخطى سريعة نحو الأعلى.
فلابد من ضبط انفلات السوق والأسعار وتوفير كل متطلبات المواطن بأسعار في متناول يده .. فالأسواق نار.
أيضاً لابد من حلول جذرية للمواد البترولية (جزولين وبنزين) وبناء احتياطي كبير منها فالأزمة التي تعاني منها البلاد حالياً انعكست بصورة مباشرة على المواصلات وخلقت أزمة حتى بات «الناس»يسيرون راجلين.
وزير المالية أكد في أول لقاء إعلامي له عندما سألته (المجهر) عن حل المشاكل الآنية المتمثلة في شح المواد البترولية، وذلك بعيداً عن البرنامج الإسعافي الذي تم وضعه فقد أكد أن ضعف التخزين وعدم تنظيم التوزيع وراء المشكلة.
نتمنى أن تحل وأن يتم توفير احتياطي من العُملات الأجنبية لمقابلة متطلبات توفير المواد البترولية وقبل ذلك لابد من الشروع في زيادة الإنتاج النفطي بالبلاد.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية