الديوان

الفنان التشكيلي “عدلان يوسف” في حوار مع (المجهر)

نشرت أعمالي في فرنسا عبر كتاب (تاريخ وحضارة السودان)

الخرطوم – خديجة الرحيمة
الفنان التشكيلي “عدلان يوسف” بدأ عمله الفني منذ تخرجه من كلية الفنون الجميلة، وبرع في تشكيل (الخردة) وحولها لأشكال فنية أخذت زوايا مختلفة، حيث يعكس المجسم حالة من الألم التي تنتاب الإنسان في لحظات الصراع الداخلي الذي يعيشه وتمثل هذا في معرضه موسم البؤس، الذي استهدف الهجرة غير الشرعية ومعاناة الناس واختار مساراً مختلفاً من خارطة الفنون للخروج عن المألوف ولديه معارض أخرى وشارك في عديد من المعارض الخارجية بباريس وفاز بجائزة خليفة الدولية لإنتاج التمر، كما فاز بجائزة الإكليل الإبداعي، الجدير بالذكر أن لديه العديد من المواهب كالعزف على ثمانية آلات وكتابة الشعر والقصص القصيرة والتصميم والتصوير، (المجهر) التقته وحاورته في المساحة التالية:
● بطاقة تعريفية ؟
“عدلان يوسف آدم عبد الحميد”، وُلِدّتُ بمدينة الفاشر، 1992م، درست كلية الفنون الجميلة والتطبيقية / التخصص نحت، تخرجت منها في العام 2015م.
● متى ظهرت موهبتك ؟
ظهرت موهبتي وأنا في السادس من عمري، حيث كنت أحب جميع محاور الفنون، كالرسم، والغناء، والتمثيل، والرقص، لقيت دعماً من أسرتي خاصة الوالد ربنا يديه الصحة والعافية شجعوني واتبدل اسمي في البيت بـ(الفنان عدلان) أو (باش مهندس)، كنت برسم باستمرار المشاركة في دورات مدرسية وحصد الجوائز وتشجيع من الأساتذة لأننا تنقلنا كثيراً مع الوالد في ولايات دارفور، نشأت وترعرعت بين أحضان الأودية والجنائن والطبيعة الخلابة والمناظر المبهرة والغابات الكثيفة والشلالات الدائمة! كل هذا أضاف الكثير إلى مسيرتي وتجربتي الفنية.
● بدايتك مع هذا الفن ؟
فن إعادة تدوير المخلفات والفنون التركيبية للمواد المختلفة، أصبحت ظاهرة فنية لدى الكثير من الفنانين، إلا أن إضافة البُعد الجمالي التشكيلي تختلف في إخراجها من فنان لآخر، فبدأت من مشروع التخرج بكلية الفنون، باحثاً عن التميز ومتمرداً على المألوف، وكان كامتداد لما كنت أصنعه في صغري من سيارات وطائرات، وأدوات وألعاب من بقايا الخشب والحديد (علب الصلصة، والزيت وغيرها من المعادن).
● لماذا اخترت مساراً مختلفاً في خارطة الفنون التشكيلية (خردة المعادن)؟
إن اختيار الخامة التي يعبر بواسطتها الفنان لا يترك بالمصادفة، فكل خامة لها إمكانياتها وحدودها وخصوصيتها، وهي جزء من نشاط الفنان الابتكاري، حيث يتقرر ما إذا كانت هذه الخامة تصلح للتعبير عما يجول في خاطره أم لا، وعما إذا كانت لديه القدرة على معالجة هذه الخامة.
وفهم الفنان لإمكانيات الخامة تعتبر مهمة وكشفا لأسرارها التي وصلت إليه الإنسانية بعد خبرة طويلة، والنجاح في رؤية الخامة كعامل مساعد في جملة العمل الفني يعتبر خطوة مهمة وضرورية لفهمه وتذوقه.
● حدثنا عن معارضك (قيمة اللاشيء) و(موسم البؤس) ولماذا اخترت هذه الأسماء؟
في إطار اختياري لخامة الحديد وطَرق أسلوباً جديداً، قد جاء معرضي الذي أقمته بمركز “راشد دياب” للفنون بعنوان (قيمة اللاشيء)، لأن المخلفات الصناعية بأنواعها المختلفة هي صديقة للبيئة ومتواجدة بشكل دائم، إلا أنها بلا قيمة، فحولت هذه المخلفات لقيمة فنية وجمالية يمكن الاستفادة من كل ما هو متاح ومحيط بنا، لأن الفنان وليد بيئته والفنان الحقيقي يحقق رغبته في الإنتاج الفني خلال أي خامة أو وسيلة يفرضها عليه عصره، ما دام قادراً على استعمالها في تحقيق رغبته التلقائية في التعبير.
وقد جاء المعرض التالي، بعنوان (موسم البؤس) الذي أقمته بصالة العرض بالمركز الثقافي الفرنسي في الخرطوم، تناول قضية الهجرة غير الشرعية، فكان رحلة لاجئ، ابتداءً من الأسباب الطاردة المتعلقة بدول المنشأ، القمع والقهر والضياع باعتبار أن الكثير من البلدان العربية والأفريقية تحولت إلى مخلفات ودمار بسبب الحروب، فأخذت مفرداتي من هذا الضجيج وهذا الواقع وحولته إلى عمل فني حمل في طياته الكثير من الرسائل وعبرت من خلاله عن معاناة اللاجئ وكل الظروف البيمر بيها، وأيضا سخرت فني للمشاركة في حل مثل هذه الكوارث وهذه الجرائم التي ترتكب في حق الإنسانية.
● ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
كفنان وفرد من أفراد المجتمع، أخذ منه نغمة إيقاعي ومشاعري، وامزح ذلك برغبتي الذاتية على التشكيل والتعبير لكل ما يحدث في مجتمعي فبتعدد جوانب النشاط الفني والتعبيري، للإنسان أصبح النشاط الفني ظاهرة عامة للإنسان لكي يواجه به احتياجاته الشخصية والاجتماعية والروحية.
فانشغل دائماً بهذه التفاصيل، وأيضا منشغل في التحضير لمعرضي القادم بإذن الله. (عشان ما يبقى إعلان مجاني لي ما قول الزمن وتاريخ المعرض).
● كيف تنظر للفن التشكيلي السوداني وما الذي ينقصه وما هي الصعوبات التي تواجه التشكيليين عموماً؟
الفن التشكيلي السوداني له تاريخ عريق، وقديم في المنطقة وعالميا، ولا تزال جدران معابد الممالك النوبية في شمال السودان تحمل آثار تلك الأعمال، وقد ارتبطت الفنون التشكيلية ارتباطاً وثيقا بالتراث الوطني، والبيئة المحلية والتطور الاجتماعي في السودان.
إلا أنه أصابه بعض الركود، في الفترة الحالية نسبة لأسباب عديدة، وأكبر مشكلة واجهت التشكيلي السوداني، هي انغلاق الملامح الثقافية السودانية للأسباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وهنالك أسباب أخرى تاريخية ودينية وثقافية، إضافة لنظام التعليم، والمنهج والحروب. حيث هنالك قصور في تعليم الفن في المراحل الدراسية المختلفة وذلك بسبب انعدام المناهج الفنية الدراسية القائمة على المناهج الأكاديمية المدروسة.
● وأبرز المعوقات؟
هي عدم وعي المتلقي بدور الفنان التشكيلي، والتشكيليون عموما يواجهون مشكلة انعدام ادوات الفن التشكيلي، ووسائله، كالبنى الأساسية، خاصة صالات العرض ومصانع إنتاج المواد والمعدات الخاصة به، ايضا نفتقر تماماً لصالة عرض وطنية للفن التشكيلي السوداني، لذلك تجد كثيراً من التشكيليين يهاجرون نسبة لتوفر الإمكانيات خارج البلاد والرعاية والقبول.
ورغم كل هذا المعوقات وكان النظام السابق يحارب الفن والفنانين التشكيليين، إلا أن الفن التشكيلي ساهم مساهمة فعالة وكبيرة في أحداث الثورة السودانية المجيدة التي أطاحت بنظام “البشير”، في ظل هذا الجيل والشباب الواعي وهذا التغيير بإذن الله سوف يكون هناك مستقبل مشرق للفن التشكيلي السوداني على الصعيد المحلي والأممي،
● حدثنا عن مشاركاتك خارج السودان ؟
لقد شاركت بأعمالي في كتاب (تاريخ وحضارات السودان) للكاتب الفرنسي “أوليفيه كابون”، الذي تم تدشينه بمعهد العالم العربي باريس، وأيضا فزت بجائزة “خليفة” الدولية لإنتاج التمر والابتكار الزراعي.
تمت دعوتي من المدينة العالمية للفنون – باريس وأقمت بها، وهي منصة وبوابة عالمية لمختلف أنواع الفنون، فكانت تجربة موفقة وإضافة حقيقية لرصيدي المعرفي والمهني.
كما فزت بجائزة إكليل الإبداع الشبابي.
● هل أنت راضِ تماماً بما أنتجته ولماذا؟
نعم راضِ كل الرضا! لأن الفن رسالة واعتقد أن كل ما أنتجته كان قد أدى غرضه أيدولوجياً وفنياً وثقافياً، لأنه أهم شيء لدى، وأنا أرضى بالعمل الذي أنتجته قبل أي شخص آخر.
● علاقتك بالرياضة ؟
علاقتي ضعيفة شديد بالرياضة، ما بلعب ولا بشجع ولا بتابع الأخبار الرياضية، ولا بشاهد (مستحيل اذكر أسماء ثلاثة لاعبين من فريق واحد).
لكن بحب وبمارس ألعاب الصالة الرياضية (جيم).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية